عندما يخيِّم التوتّر على واقعٍ ما، يلقي بظلاله على تفاصيل حياة النَّاس، من سياسيَّة وأمنيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة، وهو ما يؤثّر سلباً في حياة الشَّباب والشابَّات، ويدفعهم إلى القيام بسلوكيَّات معيَّنة، نتيجة الضّغوطات المتراكمة من هنا وهناك، والّتي تحاصرهم من كلّ صوب.
فقد بيّنت إحدى الدّراسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة في وقت سابق، والّتي شملت عيّنات من شباب وشابّات من مختلف المناطق، أنّ 7,2 في المئة من الشباب في لبنان، بين 13 و21 عاماً، يتناولون العقاقير المهدّئة، و38,7 في المئة منهم يدخّنون السّجائر أو النّرجيلة، فيما يشرب 24,8 في المئة منهم الكحول. ولا يقف الأمر عند هذه النّسب، بل يتعاطى 6,4 في المئة من الشّباب المنشّطات. هذه النّسب تقود إلى حقيقة مرّة أخرى، ألا وهي تزايد الأفكار والرّغبة لدى أكثر من نصف هذه النّسب في الانتحار، وهو ما يوضح المشهد السوداويّ العام عند فئة الشّباب، أقلّه حال الصّحة النفسيّة غير السّليمة، وزيادة الأمراض العصبيّة والنفسيّة وحالات الاكتئاب بين اليافعين، هؤلاء اليافعون المفترض أن يكونوا أجيال المستقبل وعصب الحياة والمجتمع، وأن يعيشوا في واقع صحّيّ ونفسيّ متوازن.
والأسباب كثيرة وراء هذا المشهد، منها معايشة الحروب والصّراعات المسلّحة، والبطالة والفقر والأحوال الاجتماعيّة والاقتصاديّة السيّئة، كلّها تسبّب اضطرابات نفسيّة لدى اليافعين، وتجعلهم يقعون ضحيّة التوتّر والقلق الدّائميْن، والشّعور المستمرّ باليأس والإحباط عندما لا يجدون نهاية قريبة لأحوالهم.
فالعيش في حالة اللااستقرار بوجه عام، يشعرهم بالحرمان والعجز عن تحقيق أمنياتهم الّتي بها يحرّكون الحياة.
ويعتبر بعض الاختصاصيّين النفسيّين، أنّ المبالغة في مظاهر التّدخين والنّرجيلة وشرب الكحول بكميّات كبيرة، والانغماس في المخدّرات والحياة العابثة، هو بمعنى آخر هروب من الواقع وضغوطاته، إذ فقدوا الاتّصال والتّواصل الفعليّ والفاعل مع واقعهم، ويحاولون بالتّالي أن يعيشوا في مساحة لا مكان فيها للمواجهة، وهو ما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات متهوّرة وخطيرة.
ويرى معالجون نفسيّون أنّ الشّباب يفتقد لممارسة الهوايات الرياضيّة أو الذهنيّة لحساب الاستغراق في الحياة العبثيّة والماجنة واللامسؤولة، وأنّ تعاطي المهدّئات من جهة ثانية لا يحلّ المشكلة الّتي تحتاج إلى علاج نفسيّ مؤثّر وفاعل لأسباب هذه المظاهر.
ولكنّ السّؤال: هل تسنح الفرصة لكلّ هؤلاء للعلاج النّفسيّ، أو هل يقتنعون بأنّهم مرضى على الأقلّ؟!
فالكثيرون يرون أنهم يمارسون حريّتهم ويعيشون حياتهم كما يروق لهم، فيضعون لأنفسهم المحاذير والمبرّرات، على الأقلّ لإقناع أنفسهم بما يقومون به.
بعد هذا الكلام، لا نسمع بمعالجات جدّية وفاعلة وملموسة من قبل الجهات الرّسميّة، وحتّى المدنيّة والاجتماعيّة، أمّا عالم الإعلام والتّواصل الاجتماعيّ، فيظلّ له التّأثير الأبرز في تسليط الضّوء على هذه المشكلات، ومحاولة نشر التّوعية حول حجمها وأبعادها وتأثيراتها العامّة، وأن لا يكتفي بذكر الأخبار عنها وملء مساحاته الإعلاميّة بها.
كما على المؤسّسات الدينيّة والتربويّة مسؤوليّة كبيرة في التعرّض لهذه القضايا الّتي بدأت تحاصر الواقع وتعمل على إضعافه وإسقاطه. فهل من يسمع ويعي؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

عندما يخيِّم التوتّر على واقعٍ ما، يلقي بظلاله على تفاصيل حياة النَّاس، من سياسيَّة وأمنيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة، وهو ما يؤثّر سلباً في حياة الشَّباب والشابَّات، ويدفعهم إلى القيام بسلوكيَّات معيَّنة، نتيجة الضّغوطات المتراكمة من هنا وهناك، والّتي تحاصرهم من كلّ صوب.
فقد بيّنت إحدى الدّراسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة في وقت سابق، والّتي شملت عيّنات من شباب وشابّات من مختلف المناطق، أنّ 7,2 في المئة من الشباب في لبنان، بين 13 و21 عاماً، يتناولون العقاقير المهدّئة، و38,7 في المئة منهم يدخّنون السّجائر أو النّرجيلة، فيما يشرب 24,8 في المئة منهم الكحول. ولا يقف الأمر عند هذه النّسب، بل يتعاطى 6,4 في المئة من الشّباب المنشّطات. هذه النّسب تقود إلى حقيقة مرّة أخرى، ألا وهي تزايد الأفكار والرّغبة لدى أكثر من نصف هذه النّسب في الانتحار، وهو ما يوضح المشهد السوداويّ العام عند فئة الشّباب، أقلّه حال الصّحة النفسيّة غير السّليمة، وزيادة الأمراض العصبيّة والنفسيّة وحالات الاكتئاب بين اليافعين، هؤلاء اليافعون المفترض أن يكونوا أجيال المستقبل وعصب الحياة والمجتمع، وأن يعيشوا في واقع صحّيّ ونفسيّ متوازن.
والأسباب كثيرة وراء هذا المشهد، منها معايشة الحروب والصّراعات المسلّحة، والبطالة والفقر والأحوال الاجتماعيّة والاقتصاديّة السيّئة، كلّها تسبّب اضطرابات نفسيّة لدى اليافعين، وتجعلهم يقعون ضحيّة التوتّر والقلق الدّائميْن، والشّعور المستمرّ باليأس والإحباط عندما لا يجدون نهاية قريبة لأحوالهم.
فالعيش في حالة اللااستقرار بوجه عام، يشعرهم بالحرمان والعجز عن تحقيق أمنياتهم الّتي بها يحرّكون الحياة.
ويعتبر بعض الاختصاصيّين النفسيّين، أنّ المبالغة في مظاهر التّدخين والنّرجيلة وشرب الكحول بكميّات كبيرة، والانغماس في المخدّرات والحياة العابثة، هو بمعنى آخر هروب من الواقع وضغوطاته، إذ فقدوا الاتّصال والتّواصل الفعليّ والفاعل مع واقعهم، ويحاولون بالتّالي أن يعيشوا في مساحة لا مكان فيها للمواجهة، وهو ما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات متهوّرة وخطيرة.
ويرى معالجون نفسيّون أنّ الشّباب يفتقد لممارسة الهوايات الرياضيّة أو الذهنيّة لحساب الاستغراق في الحياة العبثيّة والماجنة واللامسؤولة، وأنّ تعاطي المهدّئات من جهة ثانية لا يحلّ المشكلة الّتي تحتاج إلى علاج نفسيّ مؤثّر وفاعل لأسباب هذه المظاهر.
ولكنّ السّؤال: هل تسنح الفرصة لكلّ هؤلاء للعلاج النّفسيّ، أو هل يقتنعون بأنّهم مرضى على الأقلّ؟!
فالكثيرون يرون أنهم يمارسون حريّتهم ويعيشون حياتهم كما يروق لهم، فيضعون لأنفسهم المحاذير والمبرّرات، على الأقلّ لإقناع أنفسهم بما يقومون به.
بعد هذا الكلام، لا نسمع بمعالجات جدّية وفاعلة وملموسة من قبل الجهات الرّسميّة، وحتّى المدنيّة والاجتماعيّة، أمّا عالم الإعلام والتّواصل الاجتماعيّ، فيظلّ له التّأثير الأبرز في تسليط الضّوء على هذه المشكلات، ومحاولة نشر التّوعية حول حجمها وأبعادها وتأثيراتها العامّة، وأن لا يكتفي بذكر الأخبار عنها وملء مساحاته الإعلاميّة بها.
كما على المؤسّسات الدينيّة والتربويّة مسؤوليّة كبيرة في التعرّض لهذه القضايا الّتي بدأت تحاصر الواقع وتعمل على إضعافه وإسقاطه. فهل من يسمع ويعي؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه