مواقع التَّواصل.. ساحات للنزال

مواقع التَّواصل.. ساحات للنزال

باتت مواقع التواصل الاجتماعي، من "فايسبوك" و"تويتر" وغيرهما من الوسائل، مرتعاً لعرض العضلات، بحشد ما أمكن من آيات قرآنيّة وأحاديث نبويّة، بغية دعم رأيٍ ما أو فكرةٍ ما في شتّى قضايا الرّأي العام.

ليس هذا شيئاً مستغرباً إن وُظّف بشكل يتناسب مع أهواء مستخدميه ومصالحهم، فذكر الآيات وتوظيف الأحاديث دون معرفة بالحدِّ الأدنى بمداليلها، يؤثّر بشكل سلبيّ وغير مباشر في توجيه الفكرة، فبإلباس الآراء الشخصيّة حول قضيّةٍ ما لبوساً دينيّاً، بإسنادها إلى آية أو حديث دون علمٍ كافٍ، يجعل الحدود الفاصلة بين ما هو دينيّ محض وما هو شخصيّ، غائبة تماماً، إذ يتمّ دفع الحديث أو الآية في خدمة توجّهٍ ما أو قضيّةٍ ما، في وقت يكثُر الضّجيج من هنا وهناك.

وأصبحت الفوضى الفكريّة والذهنيّة تسيطر عل مسارات الأمور دون ضبط موضوعيّ، ودون محاكمة صريحةٍ لأسبابها وتداعياتها على النّاس بوجهٍ عام، إذ مع الوقت، تصبح الآراء المدعومة بشواهد دينيّة مقدّساً لا يجوز النّقاش فيه، وتستعر الحروب اللّفظيّة والمعنويّة حوله، إلى أن تتحوّل مشاكل حقيقيّة في الواقع.

مقابل ذلك، فإنّ هذه المساحة التواصليّة مدعاة لأن تكون وسيلة للوحدة، ونشر ما أمكن من قيم الدّين ومفاهيمه الأصيلة، والّتي لا تطاول بمردوداتها الإيجابيّة المسلمين فقط، بل غير المسلمين أيضاً، وكذلك العمل على رفع مستوى وعي النّاس وفهمهم وارتباطهم بروح شعاراتهم وعناوينهم الدّينيّة، وتوظيفها لخدمة قضاياهم، بما يحفظها ويحقّق لها غاياتها الخيِّرة.

وعلى هذا، فإنّ من وظائف مواقع التّواصل المفترضة اليوم، تنمية الشّعور بالمسؤوليّة لدى الأفراد والجماعات تجاه قضاياهم المتنوّعة، وحُسن إدارة التّعامل معها، في زمنٍ طغت عليه لغة التّخاطب السّريعة والسّهلة، ومن واجب النّاس عدم تحويل هذه المواقع إلى مواقع لإثارة النّعرات المذهبيّة والطائفيّة، والمساهمة في تعميم الفوضى وتوتير الأجواء وإرهاق الواقع بمشكلات من هنا وهناك.

فالمسؤوليّة اليوم ملقاة على الجميع بلا استثناء، لجهة مراجعة الذّات والخطاب، وضبط ما يدور ويستعر على المواقع التواصليّة، الّتي أضحت في كثير من الأحيان متاريس لعصبيّاتنا، بدل أن تكون أدوات فعليّة لإطفائها، وإحياء تواصلنا الإنساني والحضاري.

 فهل من يعي أهميّة الدّور وتحمُّل المسؤوليّات في زمن الاستنزاف والاستهلاك...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

باتت مواقع التواصل الاجتماعي، من "فايسبوك" و"تويتر" وغيرهما من الوسائل، مرتعاً لعرض العضلات، بحشد ما أمكن من آيات قرآنيّة وأحاديث نبويّة، بغية دعم رأيٍ ما أو فكرةٍ ما في شتّى قضايا الرّأي العام.

ليس هذا شيئاً مستغرباً إن وُظّف بشكل يتناسب مع أهواء مستخدميه ومصالحهم، فذكر الآيات وتوظيف الأحاديث دون معرفة بالحدِّ الأدنى بمداليلها، يؤثّر بشكل سلبيّ وغير مباشر في توجيه الفكرة، فبإلباس الآراء الشخصيّة حول قضيّةٍ ما لبوساً دينيّاً، بإسنادها إلى آية أو حديث دون علمٍ كافٍ، يجعل الحدود الفاصلة بين ما هو دينيّ محض وما هو شخصيّ، غائبة تماماً، إذ يتمّ دفع الحديث أو الآية في خدمة توجّهٍ ما أو قضيّةٍ ما، في وقت يكثُر الضّجيج من هنا وهناك.

وأصبحت الفوضى الفكريّة والذهنيّة تسيطر عل مسارات الأمور دون ضبط موضوعيّ، ودون محاكمة صريحةٍ لأسبابها وتداعياتها على النّاس بوجهٍ عام، إذ مع الوقت، تصبح الآراء المدعومة بشواهد دينيّة مقدّساً لا يجوز النّقاش فيه، وتستعر الحروب اللّفظيّة والمعنويّة حوله، إلى أن تتحوّل مشاكل حقيقيّة في الواقع.

مقابل ذلك، فإنّ هذه المساحة التواصليّة مدعاة لأن تكون وسيلة للوحدة، ونشر ما أمكن من قيم الدّين ومفاهيمه الأصيلة، والّتي لا تطاول بمردوداتها الإيجابيّة المسلمين فقط، بل غير المسلمين أيضاً، وكذلك العمل على رفع مستوى وعي النّاس وفهمهم وارتباطهم بروح شعاراتهم وعناوينهم الدّينيّة، وتوظيفها لخدمة قضاياهم، بما يحفظها ويحقّق لها غاياتها الخيِّرة.

وعلى هذا، فإنّ من وظائف مواقع التّواصل المفترضة اليوم، تنمية الشّعور بالمسؤوليّة لدى الأفراد والجماعات تجاه قضاياهم المتنوّعة، وحُسن إدارة التّعامل معها، في زمنٍ طغت عليه لغة التّخاطب السّريعة والسّهلة، ومن واجب النّاس عدم تحويل هذه المواقع إلى مواقع لإثارة النّعرات المذهبيّة والطائفيّة، والمساهمة في تعميم الفوضى وتوتير الأجواء وإرهاق الواقع بمشكلات من هنا وهناك.

فالمسؤوليّة اليوم ملقاة على الجميع بلا استثناء، لجهة مراجعة الذّات والخطاب، وضبط ما يدور ويستعر على المواقع التواصليّة، الّتي أضحت في كثير من الأحيان متاريس لعصبيّاتنا، بدل أن تكون أدوات فعليّة لإطفائها، وإحياء تواصلنا الإنساني والحضاري.

 فهل من يعي أهميّة الدّور وتحمُّل المسؤوليّات في زمن الاستنزاف والاستهلاك...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية