أمام هذا الكمّ الهائل من الأحداث الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي تعصف بالعالم أجمع، وفي ظلّ التحدّيات والمتغيّرات الّتي يتعرّض لها إنسان اليوم، يأتي التّساؤل: هل إنّ وسائل التّواصل الاجتماعيّ على اختلافها، تمثّل بالشّكل الدّقيق والفعليّ الرّأي العام في تعاطيه مع كلّ الأحداث والقضايا؟!
لا خلاف حول ما لهذا الوسائل من أهميّة، حيث تحوّلت إلى أمر ثابت ورئيس في حياة النّاس اليوميّة في أبسط تفاصيلها، وفي السّياق ذاته، وحول مسألة مدى تمثيلها للرّأي العام، يعبّر البعض من النّاس بأنّها لا تمثّل بشكل صحيح وواقعيّ الرّأي العام، وإن كانت هي ذاتها باتت مصدراً للمعلومات، وعاملاً هاماً في تشكيل الرّأي العام..
فهذه الوسائل في نظرهم لا تملك المصداقيّة في صناعة الخبر وعرضه، وبالتّالي، فإنّ المستخدمين ينقلون ما يعجبهم من هذه الوسائل ويتبنّونه ويدافعون عنه على أساس أنّه الحقيقة، دون التحقّق من ذلك كلّه، وهو ما ينعكس سلباً على إدارة شؤونهم ونقاشاتهم مع الآخرين، والّذي قد يصل حدّ القطيعة والنزاع وإشاعة الفتن والفوضى، لأنّ المنضبطين من النّاس أقلّ بكثير من الفوضويّين والانفعاليّين الّذين يتأثّرون بأيّ خبر، ولا يعرفون التّعامل معه.
بينما يرى البعض الآخر أنّ وسائل التّواصل الاجتماعيّ تعبِّر عن الرّأي العام بكلّ حريّة.. وهي مساحة القول المحجوبة، وفسحة للتّنفيس، وشريان الرّأي العام ولسانه وسمعه وبصره، فليس لدينا إعلام حرّ ونزيه يعكس هموم النّاس ويعبِّر عن آمالهم وآلامهم، بل هناك إعلام يسعى إلى السّيطرة عليهم وتوجيههم كما يشاء من يقف وراءه، وخدمةً لأفكار من هنا وهناك.
ويذهب آخرون إلى اعتبار وسائل التّواصل الاجتماعيّ مساحة لنشر الفوضى والتّحريض والتّضليل، وأنّها تمثّل فئة من الرأي العام لا كلّه.
ويسأل بعض آخر عن مدى تأثير هذه الوسائل في تشكيل الرأي العام وتوجيهه، حيث يستغلّها الكثير لخدمة إيديولوجيّاته وطروحاته وأفكاره بغية تعميمها، دون مراعاة الآخرين، والنّظر إلى الواقع بكلّ تنوّعاته، والمحافظة على هذا التنوّع الفكريّ والاجتماعيّ والإنسانيّ، بل تغليب المصالح والأهواء الشخصيّة والفئويّة على المصلحة الاجتماعيّة والإنسانيّة العامّة.
وفي سياقٍ متّصل، كانت تقديرات في العام 2012، ذكرت أنّ نسبة استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ، من "فيسبوك" و"يوتيوب" في اليوم الواحد، هي كالتالي:
أربعة ملايين وسبعمائة ألف دقيقة مجموع الوقت الّذي يمضيه مستخدمو الفيسبوك، ونحو خمسمائة واثنين وثلاثين مليون تجديد "للستاتوس" على الصّفحات.
تنزيل أكثر من خمسة وثلاثين مليوناً من التّطبيقات على الهواتف، واثنين وعشرين مليون ساعة من الأفلام التلفزيونيّة والسينمائيّة، ومليونا "بلوك" يكتب بشكل يومي.
يبقى أنّ على الإنسان أن يكون في مستوى من الوعي والمسؤوليّة في استخدامه لهذه الوسائل، بما يحفظ استقراره وأوضاعه وأوضاع الآخرين، وأن يعود إلى أصالته وهويّته الإنسانيّة الفاعلة والمنتجة، ليستفيد من هذه الوسائل إيجاباً في التّقريب لا التّفريق، وأن يرتفع الجميع إلى مستوى المسؤوليّة الكبيرة في حفظ الواقع الإنسانيّ المهزوز. فهل من يسمع؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

أمام هذا الكمّ الهائل من الأحداث الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي تعصف بالعالم أجمع، وفي ظلّ التحدّيات والمتغيّرات الّتي يتعرّض لها إنسان اليوم، يأتي التّساؤل: هل إنّ وسائل التّواصل الاجتماعيّ على اختلافها، تمثّل بالشّكل الدّقيق والفعليّ الرّأي العام في تعاطيه مع كلّ الأحداث والقضايا؟!
لا خلاف حول ما لهذا الوسائل من أهميّة، حيث تحوّلت إلى أمر ثابت ورئيس في حياة النّاس اليوميّة في أبسط تفاصيلها، وفي السّياق ذاته، وحول مسألة مدى تمثيلها للرّأي العام، يعبّر البعض من النّاس بأنّها لا تمثّل بشكل صحيح وواقعيّ الرّأي العام، وإن كانت هي ذاتها باتت مصدراً للمعلومات، وعاملاً هاماً في تشكيل الرّأي العام..
فهذه الوسائل في نظرهم لا تملك المصداقيّة في صناعة الخبر وعرضه، وبالتّالي، فإنّ المستخدمين ينقلون ما يعجبهم من هذه الوسائل ويتبنّونه ويدافعون عنه على أساس أنّه الحقيقة، دون التحقّق من ذلك كلّه، وهو ما ينعكس سلباً على إدارة شؤونهم ونقاشاتهم مع الآخرين، والّذي قد يصل حدّ القطيعة والنزاع وإشاعة الفتن والفوضى، لأنّ المنضبطين من النّاس أقلّ بكثير من الفوضويّين والانفعاليّين الّذين يتأثّرون بأيّ خبر، ولا يعرفون التّعامل معه.
بينما يرى البعض الآخر أنّ وسائل التّواصل الاجتماعيّ تعبِّر عن الرّأي العام بكلّ حريّة.. وهي مساحة القول المحجوبة، وفسحة للتّنفيس، وشريان الرّأي العام ولسانه وسمعه وبصره، فليس لدينا إعلام حرّ ونزيه يعكس هموم النّاس ويعبِّر عن آمالهم وآلامهم، بل هناك إعلام يسعى إلى السّيطرة عليهم وتوجيههم كما يشاء من يقف وراءه، وخدمةً لأفكار من هنا وهناك.
ويذهب آخرون إلى اعتبار وسائل التّواصل الاجتماعيّ مساحة لنشر الفوضى والتّحريض والتّضليل، وأنّها تمثّل فئة من الرأي العام لا كلّه.
ويسأل بعض آخر عن مدى تأثير هذه الوسائل في تشكيل الرأي العام وتوجيهه، حيث يستغلّها الكثير لخدمة إيديولوجيّاته وطروحاته وأفكاره بغية تعميمها، دون مراعاة الآخرين، والنّظر إلى الواقع بكلّ تنوّعاته، والمحافظة على هذا التنوّع الفكريّ والاجتماعيّ والإنسانيّ، بل تغليب المصالح والأهواء الشخصيّة والفئويّة على المصلحة الاجتماعيّة والإنسانيّة العامّة.
وفي سياقٍ متّصل، كانت تقديرات في العام 2012، ذكرت أنّ نسبة استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ، من "فيسبوك" و"يوتيوب" في اليوم الواحد، هي كالتالي:
أربعة ملايين وسبعمائة ألف دقيقة مجموع الوقت الّذي يمضيه مستخدمو الفيسبوك، ونحو خمسمائة واثنين وثلاثين مليون تجديد "للستاتوس" على الصّفحات.
تنزيل أكثر من خمسة وثلاثين مليوناً من التّطبيقات على الهواتف، واثنين وعشرين مليون ساعة من الأفلام التلفزيونيّة والسينمائيّة، ومليونا "بلوك" يكتب بشكل يومي.
يبقى أنّ على الإنسان أن يكون في مستوى من الوعي والمسؤوليّة في استخدامه لهذه الوسائل، بما يحفظ استقراره وأوضاعه وأوضاع الآخرين، وأن يعود إلى أصالته وهويّته الإنسانيّة الفاعلة والمنتجة، ليستفيد من هذه الوسائل إيجاباً في التّقريب لا التّفريق، وأن يرتفع الجميع إلى مستوى المسؤوليّة الكبيرة في حفظ الواقع الإنسانيّ المهزوز. فهل من يسمع؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه