تُرى، ماذا يعرف النّاس بوجه عام عن الضّرائب ودفعها، وما يتفرّع عن كلّ ذلك؟ سؤال وجيه يتّصل بسؤال آخر أكبر: ماذا يعرف البشر عن الثقافة الاقتصاديّة، ومنها الضّرائب؟
قد يرى البعض أنّ هذه التّساؤلات لا تندرج في صلب اهتماماتهم الشخصيَّة، مع أنّ الأمر يتعلّق بصميم حياتهم الماديّة في حاضرها ومستقبلها، ويعتبرون أنها ثقافة متروكة لأصحاب الاختصاص الاقتصاديّ.
ولكن لا مهرب من الإقرار من أنّ ضعف الثّقافة الاقتصاديّة والإلمام بالمسائل الماليّة، تبقى من الموانع أمام أيّ مشاركة فاعلة من قِبَل قطاع الشّباب في صنع السياسات العامّة ومتابعتها، لتقديمها وتأدية دور المحاسب فيها.. وكيف يتأتّى ذلك، وليس في المناهج التربويّة والإعلاميّة والاجتماعيّة ما يشير إلى ضرورة التثقيف الاقتصادي والتنموي للشباب والمجتمع عموماً بكلّ فئاته والعمل على ذلك، ليعرف الجميع ما تعنيه مفردات مثل الضّرائب العامّة، وما ينتج منها وأين تصرف، ومعرفة المقصود بالمال العام، وإنفاق الدّولة، ومواردها الماليّة، والدّين العام، والموازنة العامة، وتنفيذ المشاريع البلديّة التنمويّة، والأهمّ من ذلك، معرفة الشباب كيفيّة اتخاذ القرارات التي تتّصل بالجانب المالي والاقتصادي لحياتهم، وترشيد مصاريفهم، ومحاولة تثقيف الشباب والأجيال الصّاعدة بمسائل القروض البنكيّة، والقدرة على احتساب الفوائد، والإلمام بالأخطار النّاتجة من الاقتراض.
ولا بدَّ والحال هذه، من تعاون الجميع، ممّن يعنيهم أمر رفع مستوى المجتمعات والأجيال، بوضع خطط إعلاميّة وتربويّة، بغية امتلاك الشباب والنّاس المعارف الماليّة والاقتصاديّة والعمليّة الأساسيّة، وألا يبقى دورهم دور المنفعل بما يجري، بل ينتقل إلى دور الفاعل في الحياة العامّة، ومنها الاقتصاديّة، وخصوصاً في ظلّ ما يعانيه الواقع العالميّ من أزمات ماليّة واقتصاديّة واجتماعيّة تترك بصماتها واضحة على الجميع.
إنّ معالجة الخلل الموجود بوجه عام حول التّثقيف الماليّ والاقتصاديّ، هو مسؤوليّة الجميع ممّن يعنيهم الأمر، من هيئات مدنيّة واقتصاديّة ورسميّة، كجزء مهمّ وأساس في معالجة كلّ الأوضاع الصّعبة والمتردّية الّتي يعيشها الإنسان اليوم، فالارتقاء بمستوى وعي النّاس في كلّ المجالات، هو خبر معين في تفعيل المحاسبة العامّة، وإمكانيّة النّهوض والتصدّي لكلّ الأزمات الّتي تعصف بكلّ الواقع من هنا وهناك.
ويظلّ السؤال الكبير عن الجهة الّتي من مصلحتها فعلاً أن يتمّ إنتاج جيلٍ واعٍ ومسؤول قادر على المراقبة والمحاسبة، في سبيل الإصلاح المنشود والمغيَّب منذ أمد بعيد، في ظلّ استعار لعبة الحسابات، والاستغراق أكثر فأكثر في غياهب الأهواء والمصالح والمادّيات المدمّرة للإنسان والحياة...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

تُرى، ماذا يعرف النّاس بوجه عام عن الضّرائب ودفعها، وما يتفرّع عن كلّ ذلك؟ سؤال وجيه يتّصل بسؤال آخر أكبر: ماذا يعرف البشر عن الثقافة الاقتصاديّة، ومنها الضّرائب؟
قد يرى البعض أنّ هذه التّساؤلات لا تندرج في صلب اهتماماتهم الشخصيَّة، مع أنّ الأمر يتعلّق بصميم حياتهم الماديّة في حاضرها ومستقبلها، ويعتبرون أنها ثقافة متروكة لأصحاب الاختصاص الاقتصاديّ.
ولكن لا مهرب من الإقرار من أنّ ضعف الثّقافة الاقتصاديّة والإلمام بالمسائل الماليّة، تبقى من الموانع أمام أيّ مشاركة فاعلة من قِبَل قطاع الشّباب في صنع السياسات العامّة ومتابعتها، لتقديمها وتأدية دور المحاسب فيها.. وكيف يتأتّى ذلك، وليس في المناهج التربويّة والإعلاميّة والاجتماعيّة ما يشير إلى ضرورة التثقيف الاقتصادي والتنموي للشباب والمجتمع عموماً بكلّ فئاته والعمل على ذلك، ليعرف الجميع ما تعنيه مفردات مثل الضّرائب العامّة، وما ينتج منها وأين تصرف، ومعرفة المقصود بالمال العام، وإنفاق الدّولة، ومواردها الماليّة، والدّين العام، والموازنة العامة، وتنفيذ المشاريع البلديّة التنمويّة، والأهمّ من ذلك، معرفة الشباب كيفيّة اتخاذ القرارات التي تتّصل بالجانب المالي والاقتصادي لحياتهم، وترشيد مصاريفهم، ومحاولة تثقيف الشباب والأجيال الصّاعدة بمسائل القروض البنكيّة، والقدرة على احتساب الفوائد، والإلمام بالأخطار النّاتجة من الاقتراض.
ولا بدَّ والحال هذه، من تعاون الجميع، ممّن يعنيهم أمر رفع مستوى المجتمعات والأجيال، بوضع خطط إعلاميّة وتربويّة، بغية امتلاك الشباب والنّاس المعارف الماليّة والاقتصاديّة والعمليّة الأساسيّة، وألا يبقى دورهم دور المنفعل بما يجري، بل ينتقل إلى دور الفاعل في الحياة العامّة، ومنها الاقتصاديّة، وخصوصاً في ظلّ ما يعانيه الواقع العالميّ من أزمات ماليّة واقتصاديّة واجتماعيّة تترك بصماتها واضحة على الجميع.
إنّ معالجة الخلل الموجود بوجه عام حول التّثقيف الماليّ والاقتصاديّ، هو مسؤوليّة الجميع ممّن يعنيهم الأمر، من هيئات مدنيّة واقتصاديّة ورسميّة، كجزء مهمّ وأساس في معالجة كلّ الأوضاع الصّعبة والمتردّية الّتي يعيشها الإنسان اليوم، فالارتقاء بمستوى وعي النّاس في كلّ المجالات، هو خبر معين في تفعيل المحاسبة العامّة، وإمكانيّة النّهوض والتصدّي لكلّ الأزمات الّتي تعصف بكلّ الواقع من هنا وهناك.
ويظلّ السؤال الكبير عن الجهة الّتي من مصلحتها فعلاً أن يتمّ إنتاج جيلٍ واعٍ ومسؤول قادر على المراقبة والمحاسبة، في سبيل الإصلاح المنشود والمغيَّب منذ أمد بعيد، في ظلّ استعار لعبة الحسابات، والاستغراق أكثر فأكثر في غياهب الأهواء والمصالح والمادّيات المدمّرة للإنسان والحياة...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه