الضّرورة الملحَّة: صداقة الأهل للأبناء

الضّرورة الملحَّة: صداقة الأهل للأبناء

في أجواء الحديث عن التفكّك الأسريّ، وما تعانيه اليوم الرّوابط الإنسانيّة والاجتماعيّة، وتحديداً الأسرة، في كثيرٍ من المجتمعات، نطلّ على جانبٍ من جوانب هذه العلاقة، ألا وهي مسألة الصّداقة بين الأهل والأبناء، ولنكون أكثر دقّة في التّعبير، صداقة الأهل لأبنائهم وانعكاسات ذلك.

بطبيعة الحال، إذا أريد للعلاقة بين الأهل وأولادهم أن لا تخرج عن المألوف، فإنَّه لا بدَّ من اعتماد لغة الصّداقة والتّقارب مع الأولاد لفهم ظروفهم أكثر، والتبصُّر بأوضاعهم، وعدم التّعامل معهم بلغة خشبيّة وخشنة، أو بطريقة رسميّة تتجنّب الدّخول إلى عوالمهم النفسيّة والروحيّة بغية مساعدتهم أو تأهيلهم بالشّكل الصّحيح لمواجهة ما يتعرّضون من مشاكل وتحدّيات في الحياة.

فالكثيرون لا يتقرّبون من أولادهم، ويصنعون الحواجز معهم، ولا يبادرون إلى مراقبة شؤونهم، وما أكثرها، من جسديّة ونفسيّة وأخلاقيّة واجتماعيّة، وهو ما يتسبب بالشقاق والبعد والقطيعة بين الأهل والأولاد الّذين يظنّون أنهم وحدهم يواجهون ما يواجهون، ولا أحد يكترث لهمومهم، وبوجه خاصّ من أقرب الناس إليهم، وهذا ما يؤدّي إلى نتائج سلبيّة على نفسيّاتهم، فتزيدها تعقيداً، ويتسبّب ذلك بزيادة عزلهم وشعورهم بالألم والمعاناة، وبالتّالي، خلق المشاكل بينهم وبين أهلهم، إذ يعتاد هؤلاء الأبناء على أسرارهم الخاصّة ومجتمعهم الخاصّ، نتيجة عدم اكتراث الأهل لهم، وهو ما يؤدّي بهم إلى التشتّت والقلق والضّياع، ويعمل على المدى البعيد على تكريس التفكّك الأسريّ، وانسحاق الرّوابط الحميمة بين الأهل والأبناء، والكفيلة بخلق جوّ من الألفة والانفتاح المانع لكلّ أجواء الفوضى والانحراف.

واليوم، وفي أجواء المغريات الكثيرة الّتي تضجّ بها مجتمعاتنا ـ وما أكثرها! ـ فإنّ الصّداقة مع الأبناء مسألة ضروريّة وملحّة، لخلق الشّعور بالأمان لديهم، ومنحهم الثقة بأنفسهم، والتّعامل معهم باللّغة المحبّبة والدبلوماسيّة الّتي تجعلهم يفتحون قلوبهم وعقولهم، ويتحدّثون بالتّالي عن كلّ صغيرة وكبيرة بصراحة تامّة، منعاً لأيّة مشكلة قد تحدث.

والصّداقة بين الأهل والأولاد تعود بالدّرجة الأولى إلى تفهّم الأهل لمعنى الصّداقة ومبادرتهم إليها، وإفادة أولادهم من تجاربهم النّافعة بغية التّخفيف عنهم.

فلا بدّ والحال هذه، من أن نعمّم ثقافة الصّداقة في البيوت بين الأهل وأولادهم، ولا يكون ذلك إلا من خلال وعي وتخطيط وتفهّم من جميع المعنيّين، فالكلّ مدعوّ إلى لعب الدّور الطّبيعيّ في هذا الإطار، وبوجه خاصّ الأهل، ومن ثم وضع آليّات اجتماعيّة وتربويّة وتثقيفيّة وإعلاميّة، تسلّط الضّوء على مواضيع حسّاسة تطاول الأمن الأسريّ والاجتماعيّ العام.

وفي ظلّ التوتّر والقلق العاصف بكلّ الواقع الاجتماعيّ، حريّ بنا أن نؤكّد الحرص على اعتماد الصّداقة بين الأهل والأبناء، كمفتاح أساس من مفاتيح نزع فتيل الانحراف والضّياع قبل وقوعهما، وصوناً للأبناء والواقع بوجه عامّ من كلّ المخاطر والمهالك الّتي يتخبّط بها، وأهمها ما نشاهده ونسمع عنه من أحوال التفكّك الأسريّ الّتي تأكل بنية الكثير من المجتمعات.

فهل من يسمع ويعي كلّ ذلك قبل فوات الأوان؟!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

في أجواء الحديث عن التفكّك الأسريّ، وما تعانيه اليوم الرّوابط الإنسانيّة والاجتماعيّة، وتحديداً الأسرة، في كثيرٍ من المجتمعات، نطلّ على جانبٍ من جوانب هذه العلاقة، ألا وهي مسألة الصّداقة بين الأهل والأبناء، ولنكون أكثر دقّة في التّعبير، صداقة الأهل لأبنائهم وانعكاسات ذلك.

بطبيعة الحال، إذا أريد للعلاقة بين الأهل وأولادهم أن لا تخرج عن المألوف، فإنَّه لا بدَّ من اعتماد لغة الصّداقة والتّقارب مع الأولاد لفهم ظروفهم أكثر، والتبصُّر بأوضاعهم، وعدم التّعامل معهم بلغة خشبيّة وخشنة، أو بطريقة رسميّة تتجنّب الدّخول إلى عوالمهم النفسيّة والروحيّة بغية مساعدتهم أو تأهيلهم بالشّكل الصّحيح لمواجهة ما يتعرّضون من مشاكل وتحدّيات في الحياة.

فالكثيرون لا يتقرّبون من أولادهم، ويصنعون الحواجز معهم، ولا يبادرون إلى مراقبة شؤونهم، وما أكثرها، من جسديّة ونفسيّة وأخلاقيّة واجتماعيّة، وهو ما يتسبب بالشقاق والبعد والقطيعة بين الأهل والأولاد الّذين يظنّون أنهم وحدهم يواجهون ما يواجهون، ولا أحد يكترث لهمومهم، وبوجه خاصّ من أقرب الناس إليهم، وهذا ما يؤدّي إلى نتائج سلبيّة على نفسيّاتهم، فتزيدها تعقيداً، ويتسبّب ذلك بزيادة عزلهم وشعورهم بالألم والمعاناة، وبالتّالي، خلق المشاكل بينهم وبين أهلهم، إذ يعتاد هؤلاء الأبناء على أسرارهم الخاصّة ومجتمعهم الخاصّ، نتيجة عدم اكتراث الأهل لهم، وهو ما يؤدّي بهم إلى التشتّت والقلق والضّياع، ويعمل على المدى البعيد على تكريس التفكّك الأسريّ، وانسحاق الرّوابط الحميمة بين الأهل والأبناء، والكفيلة بخلق جوّ من الألفة والانفتاح المانع لكلّ أجواء الفوضى والانحراف.

واليوم، وفي أجواء المغريات الكثيرة الّتي تضجّ بها مجتمعاتنا ـ وما أكثرها! ـ فإنّ الصّداقة مع الأبناء مسألة ضروريّة وملحّة، لخلق الشّعور بالأمان لديهم، ومنحهم الثقة بأنفسهم، والتّعامل معهم باللّغة المحبّبة والدبلوماسيّة الّتي تجعلهم يفتحون قلوبهم وعقولهم، ويتحدّثون بالتّالي عن كلّ صغيرة وكبيرة بصراحة تامّة، منعاً لأيّة مشكلة قد تحدث.

والصّداقة بين الأهل والأولاد تعود بالدّرجة الأولى إلى تفهّم الأهل لمعنى الصّداقة ومبادرتهم إليها، وإفادة أولادهم من تجاربهم النّافعة بغية التّخفيف عنهم.

فلا بدّ والحال هذه، من أن نعمّم ثقافة الصّداقة في البيوت بين الأهل وأولادهم، ولا يكون ذلك إلا من خلال وعي وتخطيط وتفهّم من جميع المعنيّين، فالكلّ مدعوّ إلى لعب الدّور الطّبيعيّ في هذا الإطار، وبوجه خاصّ الأهل، ومن ثم وضع آليّات اجتماعيّة وتربويّة وتثقيفيّة وإعلاميّة، تسلّط الضّوء على مواضيع حسّاسة تطاول الأمن الأسريّ والاجتماعيّ العام.

وفي ظلّ التوتّر والقلق العاصف بكلّ الواقع الاجتماعيّ، حريّ بنا أن نؤكّد الحرص على اعتماد الصّداقة بين الأهل والأبناء، كمفتاح أساس من مفاتيح نزع فتيل الانحراف والضّياع قبل وقوعهما، وصوناً للأبناء والواقع بوجه عامّ من كلّ المخاطر والمهالك الّتي يتخبّط بها، وأهمها ما نشاهده ونسمع عنه من أحوال التفكّك الأسريّ الّتي تأكل بنية الكثير من المجتمعات.

فهل من يسمع ويعي كلّ ذلك قبل فوات الأوان؟!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية