المدوّنات وتشكيل الرّأي العام

المدوّنات وتشكيل الرّأي العام

مئات المدوّنات تنتشر في الفضاء الإلكتروني، وربما يرى بعضها فيها منافسة أساسيّة اليوم للإعلام التّقليديّ، ويزداد عدد المدوّنات سنويّاً، ومن يهتمّ بها، وبوجه خاصّ فئة الشّباب الّذين يعتبرونها متنفّساً وحيداً لأفكارهم الّتي لا تصل عبر وسائل الإعلام التقليديّة، كالتلفزيون والإذاعة والصّحف، فالمدوّنة تفسح المجال الواسع لهم لعرض ما يشعرون من دون رقابة مباشرة عليهم. واليوم، يعتبر البعض أنّ المدوّنات لها دور فاعل وأساس في صناعة الرّأي العام وتشكيله وتوعيته حول الكثير من القضايا الاجتماعيّة والمعرفيّة والإنسانيّة، وهو ما يخلق ديناميّة كبيرة، نتيجة إشباع الموضوع عرضاً ونقداً ومناقشةً من كلّ من يهمّه الأمر، عكس وسائل الإعلام التقليديّة التي لا تشبع هذه الموضوعات عرضاً كافياً، بل تتمّ معالجتها بشكل عرضيّ وخاطف.

وهناك موادّ مكتوبة أو مصوّرة يتمّ الاطّلاع عليها في المدوّنات، والتّعليق عليها ومناقشتها أيضاً دون أيّ محرّمات، وبالتّالي، فهي تساهم في عرضها لكثير من الموضوعات المتنوّعة، بنشر الوعي الكافي حول أمور تهمّ حياة المواطن وتطلّعاته وآماله وآلامه، لأنّها مواضيع متّصلة بالحياة العامّة والخاصّة، من الحياة الأسريّة وواقعها، والحياة السياسيّة والثقافيّة...

إنّها مدوّنات لنبض الحياة بكلّ ما تضجّ به من شؤون وشجون، هي مرآة الوعي الجمعيّ العامّ، ولمستوى تناوله لقضاياه، ومستوى هذا الوعي وتفاعله مع الأحداث والمواقف المعاشة، وبوجه خاصّ لدى فئة الشباب الّذين تبرز طاقاتهم ومواهبهم لناحية صناعة الرّأي العام والتّأثير فيه، عبر تحفيزه على مناصرة الكثير من القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة المثارة، ومحاولة خلق رأي عامّ ضاغط وفاعل لتصويب بعض الأمور مما يعانيه الواقع، وما أكثرها من حقوق وحريّات وفساد ووضع معيشيّ واجتماعيّ وسياسيّ وثقافيّ!

ويبقى السّؤال الأبرز: هل إنّ المدوّنات محرّرة من الاصطفافات الفئويّة والحزبيّة؟ وإلى أيّ مدى هي متحرّرة من كلّ الضّغوطات والتحيّزات في عرض الأفكار والمواضيع؟!

فالبعض يرى فيها صوتاً للفئات الشعبيّة الّتي لا يُسمَع صوتها غالباً، وأنّ الكثيرين من النّاس لديهم الوعي والجرأة في معرفة المدوّنين غير المنحازين أو المتعصّبين، بحيث تتكامل تجربة التّدوين لتشكّل حالة وعي عامّة في المحاسبة والمراقبة لدى الجميع.

فيما يعتبر آخرون أنّه حتّى المدوّنات تخضع لكثير من الحسابات الفئويّة والعصبيّات، وهي بالتّالي غير معبّرة تماماً عن الصّوت الحرّ، وبوجه خاصّ في المجتمعات الّتي تعلو فيها أصوات العصبيّة والمذهبيّة، والتي تنعكس على مجمل القضايا بلا استثناء.

ويذهب بعض آخر إلى أنّ عالم التّدوين يشكّل اليوم فسحة حقيقيّة للكتابة والقراءة الحرّة، والمساهمة الجادّة والفعليّة في تشكيل الرّأي العام وتوجيهه الوجهة السّليمة، وتكوين وعي عام مسؤول يحاسب ويراقب، ويفعل فعله الاجتماعيّ والإنسانيّ الرّاقي والمطلوب  في التأثير في مجريات الحياة بوجه عام، إذا تمت الإفادة من هذا العالم بعيداً عن لغة الحسابات الضيّقة، وهو ما يفرض على المشتغلين في عالم التّدوين، أن يكونوا على قدر كبير من الحكمة والمسؤوليّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

مئات المدوّنات تنتشر في الفضاء الإلكتروني، وربما يرى بعضها فيها منافسة أساسيّة اليوم للإعلام التّقليديّ، ويزداد عدد المدوّنات سنويّاً، ومن يهتمّ بها، وبوجه خاصّ فئة الشّباب الّذين يعتبرونها متنفّساً وحيداً لأفكارهم الّتي لا تصل عبر وسائل الإعلام التقليديّة، كالتلفزيون والإذاعة والصّحف، فالمدوّنة تفسح المجال الواسع لهم لعرض ما يشعرون من دون رقابة مباشرة عليهم. واليوم، يعتبر البعض أنّ المدوّنات لها دور فاعل وأساس في صناعة الرّأي العام وتشكيله وتوعيته حول الكثير من القضايا الاجتماعيّة والمعرفيّة والإنسانيّة، وهو ما يخلق ديناميّة كبيرة، نتيجة إشباع الموضوع عرضاً ونقداً ومناقشةً من كلّ من يهمّه الأمر، عكس وسائل الإعلام التقليديّة التي لا تشبع هذه الموضوعات عرضاً كافياً، بل تتمّ معالجتها بشكل عرضيّ وخاطف.

وهناك موادّ مكتوبة أو مصوّرة يتمّ الاطّلاع عليها في المدوّنات، والتّعليق عليها ومناقشتها أيضاً دون أيّ محرّمات، وبالتّالي، فهي تساهم في عرضها لكثير من الموضوعات المتنوّعة، بنشر الوعي الكافي حول أمور تهمّ حياة المواطن وتطلّعاته وآماله وآلامه، لأنّها مواضيع متّصلة بالحياة العامّة والخاصّة، من الحياة الأسريّة وواقعها، والحياة السياسيّة والثقافيّة...

إنّها مدوّنات لنبض الحياة بكلّ ما تضجّ به من شؤون وشجون، هي مرآة الوعي الجمعيّ العامّ، ولمستوى تناوله لقضاياه، ومستوى هذا الوعي وتفاعله مع الأحداث والمواقف المعاشة، وبوجه خاصّ لدى فئة الشباب الّذين تبرز طاقاتهم ومواهبهم لناحية صناعة الرّأي العام والتّأثير فيه، عبر تحفيزه على مناصرة الكثير من القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة المثارة، ومحاولة خلق رأي عامّ ضاغط وفاعل لتصويب بعض الأمور مما يعانيه الواقع، وما أكثرها من حقوق وحريّات وفساد ووضع معيشيّ واجتماعيّ وسياسيّ وثقافيّ!

ويبقى السّؤال الأبرز: هل إنّ المدوّنات محرّرة من الاصطفافات الفئويّة والحزبيّة؟ وإلى أيّ مدى هي متحرّرة من كلّ الضّغوطات والتحيّزات في عرض الأفكار والمواضيع؟!

فالبعض يرى فيها صوتاً للفئات الشعبيّة الّتي لا يُسمَع صوتها غالباً، وأنّ الكثيرين من النّاس لديهم الوعي والجرأة في معرفة المدوّنين غير المنحازين أو المتعصّبين، بحيث تتكامل تجربة التّدوين لتشكّل حالة وعي عامّة في المحاسبة والمراقبة لدى الجميع.

فيما يعتبر آخرون أنّه حتّى المدوّنات تخضع لكثير من الحسابات الفئويّة والعصبيّات، وهي بالتّالي غير معبّرة تماماً عن الصّوت الحرّ، وبوجه خاصّ في المجتمعات الّتي تعلو فيها أصوات العصبيّة والمذهبيّة، والتي تنعكس على مجمل القضايا بلا استثناء.

ويذهب بعض آخر إلى أنّ عالم التّدوين يشكّل اليوم فسحة حقيقيّة للكتابة والقراءة الحرّة، والمساهمة الجادّة والفعليّة في تشكيل الرّأي العام وتوجيهه الوجهة السّليمة، وتكوين وعي عام مسؤول يحاسب ويراقب، ويفعل فعله الاجتماعيّ والإنسانيّ الرّاقي والمطلوب  في التأثير في مجريات الحياة بوجه عام، إذا تمت الإفادة من هذا العالم بعيداً عن لغة الحسابات الضيّقة، وهو ما يفرض على المشتغلين في عالم التّدوين، أن يكونوا على قدر كبير من الحكمة والمسؤوليّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية