كتابات
09/05/2014

الإعلام والكلمة الحرّة

الإعلام والكلمة الحرّة



أيّام قليلة تفصلنا عن بدء محاكمة  تلفزيون "الجديد"، وصحيفة "الأخبار"، (13 أيّار/ مايو)، في مقرّ المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان في لاهاي، بتهمة "تحقيرها وعرقلة سير العدالة". ولا تزال حملة التضامن مع المؤسّستين، والصحافيّين كرمى خياط وإبراهيم الأمين، مستمرّة، وآخر فصولها هاشتاغ #STLP، الذي برز أوّل من أمس على الـتويتر، دعماً للإعلام اللّبناني وحرّيته.

وقد جاء إطلاق هذه الحملة، بعد أن قامت "المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان"، بالادّعاء بجرم تحقير المحكمة، بحقّ شركة تلفزيون الجديد، والإعلامية كرمى الخياط، وشركة أخبار بيروت، الّتي تصدر جريدة الأخبار اللّبنانيّة، والأستاذ إبراهيم الأمين، باعتبار أنهم "قد عرقلوا عن علم وقصد سير العدالة".


ويعتبر الكثيرون "أنّ قرارات المحكمة مسيَّسة ومنتقاة، وتستهدف التّرهيب، وكمّ أفواه من يتجرّأ من وسائل الإعلام على انتقادها، وإلا كيف نفسّر أنَّ القرارات الاتهاميَّة صدرت في حقِّ فريق يعادي المحكمة، في وقتٍ صدرت الكثير من التسريبات من وسائل إعلاميّة متعدّدة، تعدّ في فريق داعم للمحكمة"، بينما يرى البعض الآخر أنَّ هذه القرارات "استباحة للبنان ولحريات اللّبنانيين وخصوصياتهم"، و"أنّ الحريّة هي أهم ما يميّز لبنان".


 ولا بدَّ من أن نذكّر بكلمات لسماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) قالها في احتفال تكريم للإعلاميّين، بتاريخ 29 رمضان 1412هـ/ الموافق:  4- 3- 1992م:


"إنَّ إعلامنا في لبنان، الّذي نتّفق أو نختلف معه؛ الإعلام الذي يقدّم لنا المحبّة بكلماته، أو الإعلام الّذي يقدّم لنا الشتائم في كلماته، إنَّ هذا الإعلام إعلام نعتزّ به، ونريد أن نحافظ على الكلمة المضادّة أكثر مما نحافظ على الكلمة الموافقة، لا من جهة التّنازل عن كلماتنا، ولكنّ المسألة هي أن تكون حرّاً، وأن يكون خصمك حرّاً، فبالحريّة نستطيع أن نتفاهم وأن نتّفق، لأنّ مسألة أن أضطهدك، فلا تقول كلمتك، أو تضطهدني، فلا أقول كلمتي، هي مسألة أن لا نفهم بعضنا البعض، وعندما لا يكون الفهم المتبادل، لا يمكن أن تكون هناك مسألة تقارب أو مسألة وحدة".


واعتبر سماحته أنّه

"عندما انطلقت معركة حرية الإعلام في لبنان، كنا نقول إن معنى أن تبتعد الحرية الفكرية والإعلامية عن لبنان، معناه أن يبتعد لبنان عن ذاته، لأنَّ معنى لبنان في كلّ هذه المنطقة التي يسجن فيها الفكر، وتضطهد فيها الكلمة، ويحاصر فيها الإنسان كلّ حريته، ويفرض عليه أن يكون ضعيفاً، حتى يخيّل إلينا أنّه من فرط الضّغط الذي يراد لنا أن نعيش الضّعف معه، قد يخاف الإنسان أن يضبط نفسه متلبّساً بالكلمة المحقّة قبل أن يضبطه الآخرون."


وأشار

إلى أنّنا "كإعلام لبناني، عربي، إسلامي، وكإعلام العالم الثالث، نحن نواجه إعلام العالم الأوّل المستكبر. إنه يريد أن يفرض نفسه علينا، حتى نفكّر في أننا في الدرجة الثالثة والرابعة، يريد أن يصوغ الخبر في دائرة المخابرات، من أجل أن نحركه في ساحة الإعلام، ونحن نحاول أن نعذّب أنفسنا بالإلحاح على إثارة نقاط الضّعف فينا، لنفهم أنفسنا بالمجتمع المتخلّف... صحيح أنّ عندنا نقاط ضعف، ولكن من قال إنّ الآخرين يملكون نقاط القوّة؟".

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .







أيّام قليلة تفصلنا عن بدء محاكمة  تلفزيون "الجديد"، وصحيفة "الأخبار"، (13 أيّار/ مايو)، في مقرّ المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان في لاهاي، بتهمة "تحقيرها وعرقلة سير العدالة". ولا تزال حملة التضامن مع المؤسّستين، والصحافيّين كرمى خياط وإبراهيم الأمين، مستمرّة، وآخر فصولها هاشتاغ #STLP، الذي برز أوّل من أمس على الـتويتر، دعماً للإعلام اللّبناني وحرّيته.

وقد جاء إطلاق هذه الحملة، بعد أن قامت "المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان"، بالادّعاء بجرم تحقير المحكمة، بحقّ شركة تلفزيون الجديد، والإعلامية كرمى الخياط، وشركة أخبار بيروت، الّتي تصدر جريدة الأخبار اللّبنانيّة، والأستاذ إبراهيم الأمين، باعتبار أنهم "قد عرقلوا عن علم وقصد سير العدالة".


ويعتبر الكثيرون "أنّ قرارات المحكمة مسيَّسة ومنتقاة، وتستهدف التّرهيب، وكمّ أفواه من يتجرّأ من وسائل الإعلام على انتقادها، وإلا كيف نفسّر أنَّ القرارات الاتهاميَّة صدرت في حقِّ فريق يعادي المحكمة، في وقتٍ صدرت الكثير من التسريبات من وسائل إعلاميّة متعدّدة، تعدّ في فريق داعم للمحكمة"، بينما يرى البعض الآخر أنَّ هذه القرارات "استباحة للبنان ولحريات اللّبنانيين وخصوصياتهم"، و"أنّ الحريّة هي أهم ما يميّز لبنان".


 ولا بدَّ من أن نذكّر بكلمات لسماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) قالها في احتفال تكريم للإعلاميّين، بتاريخ 29 رمضان 1412هـ/ الموافق:  4- 3- 1992م:


"إنَّ إعلامنا في لبنان، الّذي نتّفق أو نختلف معه؛ الإعلام الذي يقدّم لنا المحبّة بكلماته، أو الإعلام الّذي يقدّم لنا الشتائم في كلماته، إنَّ هذا الإعلام إعلام نعتزّ به، ونريد أن نحافظ على الكلمة المضادّة أكثر مما نحافظ على الكلمة الموافقة، لا من جهة التّنازل عن كلماتنا، ولكنّ المسألة هي أن تكون حرّاً، وأن يكون خصمك حرّاً، فبالحريّة نستطيع أن نتفاهم وأن نتّفق، لأنّ مسألة أن أضطهدك، فلا تقول كلمتك، أو تضطهدني، فلا أقول كلمتي، هي مسألة أن لا نفهم بعضنا البعض، وعندما لا يكون الفهم المتبادل، لا يمكن أن تكون هناك مسألة تقارب أو مسألة وحدة".


واعتبر سماحته أنّه

"عندما انطلقت معركة حرية الإعلام في لبنان، كنا نقول إن معنى أن تبتعد الحرية الفكرية والإعلامية عن لبنان، معناه أن يبتعد لبنان عن ذاته، لأنَّ معنى لبنان في كلّ هذه المنطقة التي يسجن فيها الفكر، وتضطهد فيها الكلمة، ويحاصر فيها الإنسان كلّ حريته، ويفرض عليه أن يكون ضعيفاً، حتى يخيّل إلينا أنّه من فرط الضّغط الذي يراد لنا أن نعيش الضّعف معه، قد يخاف الإنسان أن يضبط نفسه متلبّساً بالكلمة المحقّة قبل أن يضبطه الآخرون."


وأشار

إلى أنّنا "كإعلام لبناني، عربي، إسلامي، وكإعلام العالم الثالث، نحن نواجه إعلام العالم الأوّل المستكبر. إنه يريد أن يفرض نفسه علينا، حتى نفكّر في أننا في الدرجة الثالثة والرابعة، يريد أن يصوغ الخبر في دائرة المخابرات، من أجل أن نحركه في ساحة الإعلام، ونحن نحاول أن نعذّب أنفسنا بالإلحاح على إثارة نقاط الضّعف فينا، لنفهم أنفسنا بالمجتمع المتخلّف... صحيح أنّ عندنا نقاط ضعف، ولكن من قال إنّ الآخرين يملكون نقاط القوّة؟".

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .




اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية