هي الشَّهادة في أنقى صورها وشفافيَّتها، هي من الله كرامة، وهي المصداق الواضح الصَّافي على النّاس والحياة، لا يقدر أحد أن يشوّهه أو يلوّثه مهما تكاثرت المؤامرات، فالشّهداء هم من يشهدون على تقاعس بعض النّاس عن القيام بمسؤوليّاتهم، ويشهدون على الحياة بأنّ للحقّ أهله ورجاله يذودون عنه مهما غلت التَّضحيات.
والشَّهيد هو "المخلوق الوحيد الَّذي يولَد ولا يموت"، كما يقول المفكّر علي شريعتي، لأنَّه يقهر الموت بعطاءاته السَّامية، ويبقى نوراً ورمزاً لمن يأتي بعده، فبصمته أبداً لا تفارق الوجود.. فالشّهداء خبروا الإيمان بعمق، وعاشوه تجربةً، وعاهدوا ربهم وشعوبهم أنَّ عهدهم بالشَّهادة ليس كلمةً تطلق في الهواء، أو مجرّد ترفٍ أو لذّةٍ شخصيّة ذهنيّة، بل هو صبر وتضحية وجهاد، ومعاناة ودفع لضريية الدَّم المجاهد الّذي يصنع فجر الأمم المستضعفة والمحرومة.
ستبقى يا "سمير القنطار" وغيرك من الشّهداء والمجاهدين البصمة الجميلة والمعطاءة على جبين الوجود، وعهداً مسؤولاً في كلّ ضميرٍ حيّ؛ إنّه الالتزام في زمن الخنوع والولاءات المشبوهة؛ الالتزام المتجذِّر في عمق الإيمان الزّاهي بعبق الدّماء، والمستند إلى صدق الإخلاص في كلّ تجلّياته الروحيّة والأخلاقيّة والإيمانيّة.
ويبقى الشّهداء أمانةً لا يجوز التّفريط فيها، بل لا بدَّ من العكوف على المحافظة على دمائهم والنَّهل من تجربة الشهادة، لنتعلّم منها كيف تكون الإنسانيّة في مصداقيّتها ووعيها وجهادها، وكيف تكون إرادة الصَّبر والتّحدّي، وكيف تكون العبوديّة لله وحده عطاءً متدفِّقاً للإنسان والحياة، وكيف تكون الحريّة والكرامة ماثلةً في الواقع سيرةً وصفحاتٍ من العزَّة وقهراً للذلّ.
نَم قرير العين يا سمير، فالحقّ الّذي ناضلت من أجله سيبقى حيّاً، له أهله من الَّذين ينتظرون الشَّهادة بصدقٍ وإيمان وما بدّلوا تبديلاً...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

هي الشَّهادة في أنقى صورها وشفافيَّتها، هي من الله كرامة، وهي المصداق الواضح الصَّافي على النّاس والحياة، لا يقدر أحد أن يشوّهه أو يلوّثه مهما تكاثرت المؤامرات، فالشّهداء هم من يشهدون على تقاعس بعض النّاس عن القيام بمسؤوليّاتهم، ويشهدون على الحياة بأنّ للحقّ أهله ورجاله يذودون عنه مهما غلت التَّضحيات.
والشَّهيد هو "المخلوق الوحيد الَّذي يولَد ولا يموت"، كما يقول المفكّر علي شريعتي، لأنَّه يقهر الموت بعطاءاته السَّامية، ويبقى نوراً ورمزاً لمن يأتي بعده، فبصمته أبداً لا تفارق الوجود.. فالشّهداء خبروا الإيمان بعمق، وعاشوه تجربةً، وعاهدوا ربهم وشعوبهم أنَّ عهدهم بالشَّهادة ليس كلمةً تطلق في الهواء، أو مجرّد ترفٍ أو لذّةٍ شخصيّة ذهنيّة، بل هو صبر وتضحية وجهاد، ومعاناة ودفع لضريية الدَّم المجاهد الّذي يصنع فجر الأمم المستضعفة والمحرومة.
ستبقى يا "سمير القنطار" وغيرك من الشّهداء والمجاهدين البصمة الجميلة والمعطاءة على جبين الوجود، وعهداً مسؤولاً في كلّ ضميرٍ حيّ؛ إنّه الالتزام في زمن الخنوع والولاءات المشبوهة؛ الالتزام المتجذِّر في عمق الإيمان الزّاهي بعبق الدّماء، والمستند إلى صدق الإخلاص في كلّ تجلّياته الروحيّة والأخلاقيّة والإيمانيّة.
ويبقى الشّهداء أمانةً لا يجوز التّفريط فيها، بل لا بدَّ من العكوف على المحافظة على دمائهم والنَّهل من تجربة الشهادة، لنتعلّم منها كيف تكون الإنسانيّة في مصداقيّتها ووعيها وجهادها، وكيف تكون إرادة الصَّبر والتّحدّي، وكيف تكون العبوديّة لله وحده عطاءً متدفِّقاً للإنسان والحياة، وكيف تكون الحريّة والكرامة ماثلةً في الواقع سيرةً وصفحاتٍ من العزَّة وقهراً للذلّ.
نَم قرير العين يا سمير، فالحقّ الّذي ناضلت من أجله سيبقى حيّاً، له أهله من الَّذين ينتظرون الشَّهادة بصدقٍ وإيمان وما بدّلوا تبديلاً...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.