كتابات
11/01/2016

الشَّهادة الثّانية.. انتماء ومسؤوليَّة

الشَّهادة الثّانية.. انتماء ومسؤوليَّة

نبقى مع المواعظ البليغة في خطب سيّد البيان والكلام بعد الله ورسوله، عليّ بن أبي طالب(ع)، في نهج البلاغة، وفيها ما فيها من الدّروس الجليلة الرّائعة الّتي تبني عقولنا وتفتح قلوبنا على كلّ خيرٍ وبرّ.

في خطبته السَّابقة، تناول الأمير(ع) معنى الشَّهادة لله تعالى وفلسفة توحيده وما يليق بذاته، بعد ذلك، يتحدَّث عن الشَّهادة للرّسول محمَّد(ص) بالرّسالة والبعث، وما أرسله به ربّ العالمين من سبل الهداية للعالمين، وجعله بشيراً ونذيراً.

يقول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع): "وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ، وَالْعلمِ الْمَأْثُورِ، وَالْكِتَابِ الْمَسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللَّامِعِ، وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ، إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالْآيَاتِ، وَتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ".

"وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، هي الشَّهادة للنّبَيّ محمَّد(ص) بالرّسالة، وهي الشّهادة الثّانية بعد الشّهادة لله بالوحدانيَّة، بحيث يقوم عليهما الإسلام، كما يقوم على الإيمان باليوم الآخر. والشّهادة للرّسول(ص) بالرّسالة، تعني الإقبال على ما فيها من محطّاتٍ ومفاهيم تفتح قلوبنا وعقولنا على وحدانيّة الله وطاعته وعبادته، كما أنَّ الشَّهادة لله بالوحدانيّة تفتحنا على ما في هذه الرّسالة من كمالات وألطاف على العباد.

"أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ"، أي الظّاهر على الدّين كلّه، ولو كره المشركون، ففي هذا الدّين كلّ تمام النّعمة على العقل وعلى الفطرة، وكلّ القوة والصَّلابة في العقيدة والشَّريعة التي تدحض مزاعم المبطلين.

"وَالْعلمِ الْمَأْثُورِ"، العلم المختار النَّافع للخلائق.

"وَالْكِتَابِ الْمَسْطُورِ"، أي القرآن الكريم.

"وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللَّامِعِ"، وهذه كلّها من صفات القرآن الكريم، بحيث يخرج النّاس من ظلمات الجهل والتخلّف إلى نور الحقّ والهداية.

"وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ"، أي الكاشف عن الحقّ، الدّاعي إلى اتّباعه.

"إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالْآيَاتِ، وَتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ"، وهذه هي وظيفة المبلّغ الحقّ، يزيح الشّبهات عن العقول والقلوب بمنطق الحسّ والعقل، ويحذّر من غضب الله وعذابه، ويبشِّر برضوانه وثوابه، كما يقول العلامة الشّيخ محمد جواد مغنيّة في شرحه لما تقدّم. [في ظلال نهج البلاغة، ج 1، ص 160].

إنَّ من أهمّ وظائف المبلّغ الحقّ، أن يغذّي العقل بالفكر السَّليم والنّافع، بما يبعده عن الشّبهات والأباطيل، ويغذّي القلوب بالمشاعر الطيّبة، ويربّي النفوس على طاعة الرّحمن والحذر من غضبه والإقبال على مرضاته.

ومع كلام أمير المؤمنين(ع) عن الشّهادة للرّسول(ص) بالرّسالة، نلاحظ الدّعوة المستمرّة كي نعي ما جاءت به هذه الرّسالة من معانٍ ومضامين راقية، تتطلَّب إنساناً يحمل عقلاً منفتحاً وقلباً سليماً، فلا يعقل أن يكون من يدَّعي الانتماء إلى أمَّة محمَّد(ص) هو آخر من يستفيد من نور القرآن وبصائره وهدايته وبيِّناته، وألا يتفاعل بالشَّكل الحيّ والمطلوب مع عقيدته وشريعته اللّتين تدعوانه إلى التبصّر والتعقلن وعدم الانجرار إلى الانحرافات الّتي تعيق مسيرته ووحدته.

هل ما زال حسُّ الاعتبار حيّاً لدينا كي نعمل على إزالة الشّبهات ومعالجتها، وكي نأخذ بالهداية والبيّنات، ونحذر من المهالك، ونكون بالفعل ممن يؤمنون بالرّسالة ونبوّة محمَّد(ص)؟!

سؤال علينا وعي إجابته، كما علينا وعي ما علينا من دور ومسؤوليّات تجاه وجودنا وحاضرنا ومستقبلنا في الدنيا والآخرة.

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنما عن وجهة نظر صاحبها.

نبقى مع المواعظ البليغة في خطب سيّد البيان والكلام بعد الله ورسوله، عليّ بن أبي طالب(ع)، في نهج البلاغة، وفيها ما فيها من الدّروس الجليلة الرّائعة الّتي تبني عقولنا وتفتح قلوبنا على كلّ خيرٍ وبرّ.

في خطبته السَّابقة، تناول الأمير(ع) معنى الشَّهادة لله تعالى وفلسفة توحيده وما يليق بذاته، بعد ذلك، يتحدَّث عن الشَّهادة للرّسول محمَّد(ص) بالرّسالة والبعث، وما أرسله به ربّ العالمين من سبل الهداية للعالمين، وجعله بشيراً ونذيراً.

يقول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع): "وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ، وَالْعلمِ الْمَأْثُورِ، وَالْكِتَابِ الْمَسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللَّامِعِ، وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ، إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالْآيَاتِ، وَتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ".

"وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، هي الشَّهادة للنّبَيّ محمَّد(ص) بالرّسالة، وهي الشّهادة الثّانية بعد الشّهادة لله بالوحدانيَّة، بحيث يقوم عليهما الإسلام، كما يقوم على الإيمان باليوم الآخر. والشّهادة للرّسول(ص) بالرّسالة، تعني الإقبال على ما فيها من محطّاتٍ ومفاهيم تفتح قلوبنا وعقولنا على وحدانيّة الله وطاعته وعبادته، كما أنَّ الشَّهادة لله بالوحدانيّة تفتحنا على ما في هذه الرّسالة من كمالات وألطاف على العباد.

"أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ"، أي الظّاهر على الدّين كلّه، ولو كره المشركون، ففي هذا الدّين كلّ تمام النّعمة على العقل وعلى الفطرة، وكلّ القوة والصَّلابة في العقيدة والشَّريعة التي تدحض مزاعم المبطلين.

"وَالْعلمِ الْمَأْثُورِ"، العلم المختار النَّافع للخلائق.

"وَالْكِتَابِ الْمَسْطُورِ"، أي القرآن الكريم.

"وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللَّامِعِ"، وهذه كلّها من صفات القرآن الكريم، بحيث يخرج النّاس من ظلمات الجهل والتخلّف إلى نور الحقّ والهداية.

"وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ"، أي الكاشف عن الحقّ، الدّاعي إلى اتّباعه.

"إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالْآيَاتِ، وَتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ"، وهذه هي وظيفة المبلّغ الحقّ، يزيح الشّبهات عن العقول والقلوب بمنطق الحسّ والعقل، ويحذّر من غضب الله وعذابه، ويبشِّر برضوانه وثوابه، كما يقول العلامة الشّيخ محمد جواد مغنيّة في شرحه لما تقدّم. [في ظلال نهج البلاغة، ج 1، ص 160].

إنَّ من أهمّ وظائف المبلّغ الحقّ، أن يغذّي العقل بالفكر السَّليم والنّافع، بما يبعده عن الشّبهات والأباطيل، ويغذّي القلوب بالمشاعر الطيّبة، ويربّي النفوس على طاعة الرّحمن والحذر من غضبه والإقبال على مرضاته.

ومع كلام أمير المؤمنين(ع) عن الشّهادة للرّسول(ص) بالرّسالة، نلاحظ الدّعوة المستمرّة كي نعي ما جاءت به هذه الرّسالة من معانٍ ومضامين راقية، تتطلَّب إنساناً يحمل عقلاً منفتحاً وقلباً سليماً، فلا يعقل أن يكون من يدَّعي الانتماء إلى أمَّة محمَّد(ص) هو آخر من يستفيد من نور القرآن وبصائره وهدايته وبيِّناته، وألا يتفاعل بالشَّكل الحيّ والمطلوب مع عقيدته وشريعته اللّتين تدعوانه إلى التبصّر والتعقلن وعدم الانجرار إلى الانحرافات الّتي تعيق مسيرته ووحدته.

هل ما زال حسُّ الاعتبار حيّاً لدينا كي نعمل على إزالة الشّبهات ومعالجتها، وكي نأخذ بالهداية والبيّنات، ونحذر من المهالك، ونكون بالفعل ممن يؤمنون بالرّسالة ونبوّة محمَّد(ص)؟!

سؤال علينا وعي إجابته، كما علينا وعي ما علينا من دور ومسؤوليّات تجاه وجودنا وحاضرنا ومستقبلنا في الدنيا والآخرة.

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية