إنَّ الإنسان في عين الله خُلِقَ مكرَّماً ومفضَّلاً على جميع الخلائق، وقد أراده الله تعالى أن يكون العزيز والحرّ أمامه، بحيث يؤمن به من منطلق القناعة والحريّة والإخلاص في العبوديّة، ومن خلال ممارسة مسؤوليّاته أمامه، ليحدِّد موقعه ومكانه يوم الآخرة الموعود.
وما دام الأمر كذلك، فإنّ الأديان السّماويّة، ومن جملتها الإسلام، تحثّ الإنسان على أن تكون لديه روح العزّة والكرامة أمام نفسه أوّلاً، بحيث يواجه كلَّ أطماعها ونزواتها وشهواتها، إذ لا يمكن للمؤمن بالله أن يكون ساقطاً أو منهزماً أمام نفسه الّتي تجذبه نحو الاستغراق في الشّهوات والمظاهر والسّطحيّة، ولا يمكن للمؤمن بالله أيضاً أن يكون منفصلاً عن واقعه ومنعزلاً عنه، بحجّة أنّه يهتمّ بأمور الآخرة والغيب فقط.
هنا يقع الإنسان في مشكلة كبيرة عندما يعيش زخارف الدنيا ومظاهرها ولذّاتها على حساب مسؤوليّته عن مجتمعه وعن دوره وعن التزامه بالحقّ والسَّعي في سبيل الله تعالى، فيصبح إذ ذاك مجرّد آلةٍ تبحث عمّا يشبع نهمها من الدّنيا فقط، ولا همّ له سوى ذلك، وبالتالي يفقد عنوان عزّته وكرامته.
كما أنّ الإنسان في الوقت عينه، عندما يستغرق في عالم الغيب والآخرة، ويستسلم لكلّ ذلك، ويصبح إنساناً مخدَّراً ومنفصلاً عن تحدّيات واقعه، يغدو محدوداً في فكره وهمّه، وبعيداً عن مسؤوليّاته في استخلاف الأرض وعمارة الحياة، وبالتّالي، لا يحقّق معيار العزّة والكرامة، لجهة وجود الإنسان الواعي والحاضر على الدَّوام في سيره في خطّ الله الحقيقيّ.
من هنا، أرادنا الله تعالى أن نكون الأعزّاء وأصحاب الكرامة في تعاملنا مع الدّنيا والآخرة وأحوالهما، فنعيش التّوازن الطّبيعيّ بين إقبالنا على الدّنيا وأعمالنا للآخرة، فلا ننسى مسؤولياتنا في الدنيا عن حركتنا ومواقفنا، ولا ننسى حساب الله في الآخرة، وبقدر ما نكون المتوازنين الفاعلين الواعين، فإنّنا نحقّق عنوان العزّة والكرامة الذي أراده الله تعالى عنواناً متحركاً بحسب ما يبذل الإنسان من جهدٍ وعملٍ في سبيل ذلك.
ويقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص: 77]، النّصيب في الدّنيا نحدِّده بأعمالنا وسعينا، عبر أكل الطيّبات الحلال من الرّزق، وعبر نشر المعرفة النافعة بين النّاس والكلمة الطيّبة التي تهدّئ النفوس، وعبر النّهوض بالحقّ في وجه الباطل في كلّ السّاحات والميادين، وإعمال عقولنا فيما يرفع من مستوى حضورنا أمام الَّذين يريدون تجهيلنا، وإثارة الفتن بيننا، وتعمية أبصارنا عن الحقيقة.. كلّ ذلك هو تمهيد للنَّصيب في الآخرة، فالَّذين يدخلون في حساب الله يوم الدّين، هم الّذين يطبّقون دين الله في دنياهم بالتّوازن والوعي فيما يقبلون عليه ويأخذون به.
علينا أن نربّي أنفسنا وأجيالنا على التّوازن في النّظرة، ومعايشة الأمور الدنيويَّة والأخرويَّة بالشَّكل الَّذي نحفظ فيه عزّتنا وكرامتنا، ونؤمِّن فيه سلامة مصيرنا في الدنيا والآخرة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

إنَّ الإنسان في عين الله خُلِقَ مكرَّماً ومفضَّلاً على جميع الخلائق، وقد أراده الله تعالى أن يكون العزيز والحرّ أمامه، بحيث يؤمن به من منطلق القناعة والحريّة والإخلاص في العبوديّة، ومن خلال ممارسة مسؤوليّاته أمامه، ليحدِّد موقعه ومكانه يوم الآخرة الموعود.
وما دام الأمر كذلك، فإنّ الأديان السّماويّة، ومن جملتها الإسلام، تحثّ الإنسان على أن تكون لديه روح العزّة والكرامة أمام نفسه أوّلاً، بحيث يواجه كلَّ أطماعها ونزواتها وشهواتها، إذ لا يمكن للمؤمن بالله أن يكون ساقطاً أو منهزماً أمام نفسه الّتي تجذبه نحو الاستغراق في الشّهوات والمظاهر والسّطحيّة، ولا يمكن للمؤمن بالله أيضاً أن يكون منفصلاً عن واقعه ومنعزلاً عنه، بحجّة أنّه يهتمّ بأمور الآخرة والغيب فقط.
هنا يقع الإنسان في مشكلة كبيرة عندما يعيش زخارف الدنيا ومظاهرها ولذّاتها على حساب مسؤوليّته عن مجتمعه وعن دوره وعن التزامه بالحقّ والسَّعي في سبيل الله تعالى، فيصبح إذ ذاك مجرّد آلةٍ تبحث عمّا يشبع نهمها من الدّنيا فقط، ولا همّ له سوى ذلك، وبالتالي يفقد عنوان عزّته وكرامته.
كما أنّ الإنسان في الوقت عينه، عندما يستغرق في عالم الغيب والآخرة، ويستسلم لكلّ ذلك، ويصبح إنساناً مخدَّراً ومنفصلاً عن تحدّيات واقعه، يغدو محدوداً في فكره وهمّه، وبعيداً عن مسؤوليّاته في استخلاف الأرض وعمارة الحياة، وبالتّالي، لا يحقّق معيار العزّة والكرامة، لجهة وجود الإنسان الواعي والحاضر على الدَّوام في سيره في خطّ الله الحقيقيّ.
من هنا، أرادنا الله تعالى أن نكون الأعزّاء وأصحاب الكرامة في تعاملنا مع الدّنيا والآخرة وأحوالهما، فنعيش التّوازن الطّبيعيّ بين إقبالنا على الدّنيا وأعمالنا للآخرة، فلا ننسى مسؤولياتنا في الدنيا عن حركتنا ومواقفنا، ولا ننسى حساب الله في الآخرة، وبقدر ما نكون المتوازنين الفاعلين الواعين، فإنّنا نحقّق عنوان العزّة والكرامة الذي أراده الله تعالى عنواناً متحركاً بحسب ما يبذل الإنسان من جهدٍ وعملٍ في سبيل ذلك.
ويقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص: 77]، النّصيب في الدّنيا نحدِّده بأعمالنا وسعينا، عبر أكل الطيّبات الحلال من الرّزق، وعبر نشر المعرفة النافعة بين النّاس والكلمة الطيّبة التي تهدّئ النفوس، وعبر النّهوض بالحقّ في وجه الباطل في كلّ السّاحات والميادين، وإعمال عقولنا فيما يرفع من مستوى حضورنا أمام الَّذين يريدون تجهيلنا، وإثارة الفتن بيننا، وتعمية أبصارنا عن الحقيقة.. كلّ ذلك هو تمهيد للنَّصيب في الآخرة، فالَّذين يدخلون في حساب الله يوم الدّين، هم الّذين يطبّقون دين الله في دنياهم بالتّوازن والوعي فيما يقبلون عليه ويأخذون به.
علينا أن نربّي أنفسنا وأجيالنا على التّوازن في النّظرة، ومعايشة الأمور الدنيويَّة والأخرويَّة بالشَّكل الَّذي نحفظ فيه عزّتنا وكرامتنا، ونؤمِّن فيه سلامة مصيرنا في الدنيا والآخرة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.