كتابات
24/02/2016

هل تتجسّد الأعمال يوم القيامة؟

هل تتجسّد الأعمال يوم القيامة؟

كثيرة هي الأحاديث الَّتي تتناول أموراً عقيديَّة، وتستخدم فيها الآيات القرآنيَّة والأحاديث الشّريفة للدِّفاع عن فكرةٍ ما، فالبعض يذهب إلى أنَّ الأعمال يوم القيامة تتجسَّد بشكلٍ ما بحسب عمل الإنسان وطبيعة هذا العمل في الدّنيا، ولكنَّ هناك من لا يرى ذلك، ويدعو إلى التعمّق والفهم الجيِّد لأسلوب اللّغة وبلاغتها، لأنَّ التقيّد بحرفيّة الآية أو الحديث، يوقع في إشكالاتٍ كثيرة، كنّا ولا زلنا نعيش بعض تبعاتها وتداعياتها على مستوى فهم النّصوص والتَّعامل معها.

وقراءة النّصوص تتطلَّب بطبيعة الحال والمقام، وعياً حاضراً على الدَّوام لاستخلاص النتائج الّتي يقبلها العقل، ولا تتعارض مع الفطرة السويّة، وتحافظ على روح العقيدة والتَّشريع، بعيداً عن التّلاعب والتّوظيف اللّذين لا يلتقيان مع مدرسة القرآن في بلاغتها ودلالاتها القصديَّة العالية.

والمرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) لا يقول بتجسّد الأعمال يوم القيامة، ويعتبر أنَّ البعض أساء فهم النّصّ القرآنيّ، وجمد عنده، وتأثّر ببعض الفلسفات على مستوى العقيدة.

يوضح السيّد(رض): "إذا أردنا أن نفهم القرآن بدون أدب وبدون فنّ، نفهم قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}[الزلزلة: 7]، وقوله: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً}[الكهف: 49]، بأنّ العمل يتجسّد بحيث يراه صاحبه يوم القيامة، ولكنّ الفهم البلاغيّ من خلال اللغة الغنيَّة، يجعلنا نفهم أنَّ التعبير وارد على سبيل الكناية، أي أنَّ العامل يجد عمله في النتيجة أو المحصِّلة النهائيَّة، ومن ينطلق من خلال فهمٍ حرفيّ للقرآن، ولا يتحرّك في أيّ أسلوبٍ بلاغيّ، يقع في هذه الإشكالات، علماً أنّ القرآن نزل في أعلى أساليب البلاغة.

ولذلك، فإنّ معنى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً}، أي وجدوه حاضراً بحضور نتائجه الَّتي تقودهم إلى النّار إن كانوا مسيئين، وتقودهم إلى الجنّة إن كانوا خيّرين، ولذلك لا نقول بتجسيد الأعمال، وهذا أمر جاءنا من خلال هذا النّوع من الجمود في فهم القرآن، ومن خلال بعض الفلسفات التي دخلت تفاصيل عقائدنا".[كتاب الندوة، ج 1، ص 290].

من هنا، لا بدَّ من استحضار الوعي وسعة الأفق في سماع أي رأي أو تبنّيه، والاطّلاع الكافي على معطياته، وبخاصّة في النواحي العقيديّة التي أراد الله لنا أن نأخذها بكلّ عقلانية وتبصّر وموضوعيّة، بما ينسجم مع روح الشّريعة وأسس العقيدة التي تحاول إثارة الإنسان في مشاعره وعقله وقلبه، كي يتحسَّس مسؤوليّاته في الدنيا والآخرة.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

كثيرة هي الأحاديث الَّتي تتناول أموراً عقيديَّة، وتستخدم فيها الآيات القرآنيَّة والأحاديث الشّريفة للدِّفاع عن فكرةٍ ما، فالبعض يذهب إلى أنَّ الأعمال يوم القيامة تتجسَّد بشكلٍ ما بحسب عمل الإنسان وطبيعة هذا العمل في الدّنيا، ولكنَّ هناك من لا يرى ذلك، ويدعو إلى التعمّق والفهم الجيِّد لأسلوب اللّغة وبلاغتها، لأنَّ التقيّد بحرفيّة الآية أو الحديث، يوقع في إشكالاتٍ كثيرة، كنّا ولا زلنا نعيش بعض تبعاتها وتداعياتها على مستوى فهم النّصوص والتَّعامل معها.

وقراءة النّصوص تتطلَّب بطبيعة الحال والمقام، وعياً حاضراً على الدَّوام لاستخلاص النتائج الّتي يقبلها العقل، ولا تتعارض مع الفطرة السويّة، وتحافظ على روح العقيدة والتَّشريع، بعيداً عن التّلاعب والتّوظيف اللّذين لا يلتقيان مع مدرسة القرآن في بلاغتها ودلالاتها القصديَّة العالية.

والمرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) لا يقول بتجسّد الأعمال يوم القيامة، ويعتبر أنَّ البعض أساء فهم النّصّ القرآنيّ، وجمد عنده، وتأثّر ببعض الفلسفات على مستوى العقيدة.

يوضح السيّد(رض): "إذا أردنا أن نفهم القرآن بدون أدب وبدون فنّ، نفهم قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}[الزلزلة: 7]، وقوله: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً}[الكهف: 49]، بأنّ العمل يتجسّد بحيث يراه صاحبه يوم القيامة، ولكنّ الفهم البلاغيّ من خلال اللغة الغنيَّة، يجعلنا نفهم أنَّ التعبير وارد على سبيل الكناية، أي أنَّ العامل يجد عمله في النتيجة أو المحصِّلة النهائيَّة، ومن ينطلق من خلال فهمٍ حرفيّ للقرآن، ولا يتحرّك في أيّ أسلوبٍ بلاغيّ، يقع في هذه الإشكالات، علماً أنّ القرآن نزل في أعلى أساليب البلاغة.

ولذلك، فإنّ معنى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً}، أي وجدوه حاضراً بحضور نتائجه الَّتي تقودهم إلى النّار إن كانوا مسيئين، وتقودهم إلى الجنّة إن كانوا خيّرين، ولذلك لا نقول بتجسيد الأعمال، وهذا أمر جاءنا من خلال هذا النّوع من الجمود في فهم القرآن، ومن خلال بعض الفلسفات التي دخلت تفاصيل عقائدنا".[كتاب الندوة، ج 1، ص 290].

من هنا، لا بدَّ من استحضار الوعي وسعة الأفق في سماع أي رأي أو تبنّيه، والاطّلاع الكافي على معطياته، وبخاصّة في النواحي العقيديّة التي أراد الله لنا أن نأخذها بكلّ عقلانية وتبصّر وموضوعيّة، بما ينسجم مع روح الشّريعة وأسس العقيدة التي تحاول إثارة الإنسان في مشاعره وعقله وقلبه، كي يتحسَّس مسؤوليّاته في الدنيا والآخرة.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية