إنَّ الإنسان موجودٌ عاقل، مكرَّم من الله تعالى بنعمة العقل. ومقياس براعته، وحجم وجوده النّاشط والفاعل، يُقاس بما يتغذَّى عليه عقله من أفكار متراكمة من هنا وهناك؛ فهذه الأفكار هي الّتي تروي العقل، وتمدّه بمساحاتٍ أو قابليّاتٍ من التفكّر والتأمّل والتعقّل، وتثيره نحو النّقاش والعرض والاستنساخ، فنحن الآن نتاج أفكارنا التي نغذّي بها عقولنا، وواقعنا هو تعبير أو صورة عمّا وصلت إليه أفكارنا، وما نروي به عقولنا من أفكار، وفي النّهاية، لن نحصد سوى ما نزرع في هذه العقول من أفكار، سواء كانت سلبيَّة أو إيجابيَّة.
من هنا تأتي أهميَّة التّأكّد مما يُلقى إلينا من أفكارٍ وما يُعرَض لنا، وما يُسوَّق من قِبَل بعض الأفراد والجهات، بحيث نعي ما نسمع وما نتلقَّف ونأخذ، فإن كان ذلك ينسجم مع روح الإسلام ومفاهيمه الأصيلة، ومع طبيعة ديننا الدَّاعي على الدَّوام إلى التعقّل والتفكّر، نأخذ به بعد مراجعته والتّدقيق فيه بحسّ النّقد الموضوعيّ...
فالفكرة، إن كانت خيِّرة، تنعكس صحّةً وأماناً وعطاءً على صاحبها ومن يحيط به، وإن كانت شرّيرةً تهدف إلى إثارة الأجواء المسمومة والمشحونة، فيجب رفضها ومواجهتها، وعدم التّسليم بها وقبولها، إذ إنَّ العقول السّليمة لا ترضى بالأفكار السّقيمة الَّتي تجلب الجهل والتخلّف والتّقوقع.
لقد أراد الله تعالى أن تكون عقولنا حقولاً خصبةً للأفكار الخيّرة الّتي تبني وتقرِّب بين النّفوس والقلوب، وبين الأخوة، وبين الأهل والعائلات، وبين النّاس جميعاً، لتجعلهم يشعرون بوحدتهم الشعوريَّة والفكريَّة والمعرفيَّة، وتجعلهم أكثر توافقاً وقدرةً على اجتراح الحلول لمشاكلهم، بدل تعقيدها بالتصوّرات والأفكار الخاطئة، والّتي يقف وراء نشرها الكثير من الجهلة والمتخلّفين، الَّذين يريدون للحياة أن تتلوَّث، وأن تتسمَّم بالأحقاد والخلافات الّتي لا تنتج إلا خراباً ودماراً ومصائب وويلات.
هناك جهات ومؤسَّسات، للأسف، تسعى جاهدةً إلى نشر الأفكار المغلوطة والمشوَّهة، من أجل تسطيح العقول وحصارها وقتلها، عبر سلب روح التّعقّل والتفكّر منها، خدمةً لمصالحها ومشاريعها، فيما الإسلام يطالبنا، وكانت دعوته ولا تزال، بأن نبني عقولاً متفكّرة فاحصة لا تقبل شيئاً إلا بعد وعيه وتعقُّل عناصره وخلفيّاته؛ عقولاً خيّرة مزروعة بالأفكار الصَّحيحة والسَّليمة، والّتي تعطي الحياة من قوّتها وحضورها وعطائها المبدع والمنتج.. أن نزرع أفكاراً للوحدة والتّآلف، أن نزع أفكاراً للمعارف النَّافعة، أن نزرع رحمةً ومحبّةً، أن نزرع تعاوناً على البرّ والتّقوى في زمن تصحّر العقول..
يقول الفيلسوف والحكيم سقراط: "أنت الآن حيث أوصلتك أفكارك، فالعقل كالحقل، وكلّ فكرة نفكِّر فيها لفترة طويلة، بمثابة عمليّة ريّ، ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبيّة أو إيجابيّة".
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

إنَّ الإنسان موجودٌ عاقل، مكرَّم من الله تعالى بنعمة العقل. ومقياس براعته، وحجم وجوده النّاشط والفاعل، يُقاس بما يتغذَّى عليه عقله من أفكار متراكمة من هنا وهناك؛ فهذه الأفكار هي الّتي تروي العقل، وتمدّه بمساحاتٍ أو قابليّاتٍ من التفكّر والتأمّل والتعقّل، وتثيره نحو النّقاش والعرض والاستنساخ، فنحن الآن نتاج أفكارنا التي نغذّي بها عقولنا، وواقعنا هو تعبير أو صورة عمّا وصلت إليه أفكارنا، وما نروي به عقولنا من أفكار، وفي النّهاية، لن نحصد سوى ما نزرع في هذه العقول من أفكار، سواء كانت سلبيَّة أو إيجابيَّة.
من هنا تأتي أهميَّة التّأكّد مما يُلقى إلينا من أفكارٍ وما يُعرَض لنا، وما يُسوَّق من قِبَل بعض الأفراد والجهات، بحيث نعي ما نسمع وما نتلقَّف ونأخذ، فإن كان ذلك ينسجم مع روح الإسلام ومفاهيمه الأصيلة، ومع طبيعة ديننا الدَّاعي على الدَّوام إلى التعقّل والتفكّر، نأخذ به بعد مراجعته والتّدقيق فيه بحسّ النّقد الموضوعيّ...
فالفكرة، إن كانت خيِّرة، تنعكس صحّةً وأماناً وعطاءً على صاحبها ومن يحيط به، وإن كانت شرّيرةً تهدف إلى إثارة الأجواء المسمومة والمشحونة، فيجب رفضها ومواجهتها، وعدم التّسليم بها وقبولها، إذ إنَّ العقول السّليمة لا ترضى بالأفكار السّقيمة الَّتي تجلب الجهل والتخلّف والتّقوقع.
لقد أراد الله تعالى أن تكون عقولنا حقولاً خصبةً للأفكار الخيّرة الّتي تبني وتقرِّب بين النّفوس والقلوب، وبين الأخوة، وبين الأهل والعائلات، وبين النّاس جميعاً، لتجعلهم يشعرون بوحدتهم الشعوريَّة والفكريَّة والمعرفيَّة، وتجعلهم أكثر توافقاً وقدرةً على اجتراح الحلول لمشاكلهم، بدل تعقيدها بالتصوّرات والأفكار الخاطئة، والّتي يقف وراء نشرها الكثير من الجهلة والمتخلّفين، الَّذين يريدون للحياة أن تتلوَّث، وأن تتسمَّم بالأحقاد والخلافات الّتي لا تنتج إلا خراباً ودماراً ومصائب وويلات.
هناك جهات ومؤسَّسات، للأسف، تسعى جاهدةً إلى نشر الأفكار المغلوطة والمشوَّهة، من أجل تسطيح العقول وحصارها وقتلها، عبر سلب روح التّعقّل والتفكّر منها، خدمةً لمصالحها ومشاريعها، فيما الإسلام يطالبنا، وكانت دعوته ولا تزال، بأن نبني عقولاً متفكّرة فاحصة لا تقبل شيئاً إلا بعد وعيه وتعقُّل عناصره وخلفيّاته؛ عقولاً خيّرة مزروعة بالأفكار الصَّحيحة والسَّليمة، والّتي تعطي الحياة من قوّتها وحضورها وعطائها المبدع والمنتج.. أن نزرع أفكاراً للوحدة والتّآلف، أن نزع أفكاراً للمعارف النَّافعة، أن نزرع رحمةً ومحبّةً، أن نزرع تعاوناً على البرّ والتّقوى في زمن تصحّر العقول..
يقول الفيلسوف والحكيم سقراط: "أنت الآن حيث أوصلتك أفكارك، فالعقل كالحقل، وكلّ فكرة نفكِّر فيها لفترة طويلة، بمثابة عمليّة ريّ، ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبيّة أو إيجابيّة".
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.