كتابات
04/03/2016

هل تحوَّلت عبادتنا إلى روتين؟

هل تحوَّلت عبادتنا إلى روتين؟

يشكو البعض من أنَّ العبادة من صلاةٍ وصوم، قد تحوَّلت إلى عادة وروتين لا يشعرون معه بروحانيّةٍ ما، وهو ما يخفّف لديهم الإقبال القلبيّ والعقليّ على العبادة، كما يخفِّف الحماس والاندفاع. نعم، هي قضيَّة موجودة في واقع الكثيرين، وتستوجب إعادة النّظر في عاداتنا العباديّة، وبعث الرّوح فيها من جديد، عبر الخشوع لله أكثر، والتوجّه إليه أكثر، ومعايشة معاني العبادات بحيويّة وإحساس أكثر، عبر وعي قيمة الصَّلاة وقيمة الصَّوم، وفهم مقاصد العبادات الَّتي هي أكثر من حركات وممارسات تقليديَّة جامدة وآليَّة.

وعلينا أن نجعل من العبادة علاقة متجدِّدة مع الله، وننفتح على خالقنا بكلِّ ما ينعش أرواحنا ويليِّن قلوبنا، فحركات الصَّلاة وفلسفة العبادات كلّها، تقوم على وعي حقيقتها وأهدافها في إيجاد المخلوق الَّذي يعيش السَّلام مع نفسه ومحيطه وربّه، ويقيم فعل العبادة في الواقع، عبر تأصيل العلاقة مع المجتمع والحياة، بفعل الخير، والتزام الحقّ، ومواجهة الباطل والانحراف.

وحول ما تقدَّم، يقول العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "من المشاكل الَّتي تواجه العبادة وكلّ حركيّة الإنسان في عمله، هي أن يتحوَّل هذا العمل أو العبادة، نتيجة التّكرار، إلى روتين، فالرّوتين يقتل الحيويّة في الشّيء، ويحوّله إلى حالة جامدة لا تنبض فيها الفكرة، ولذلك كان التّوجيه الإسلاميّ إلى أن يعيش الإنسان عبادته من خلال أن يستعيد في نفسه روحانيّة العبادة، وأن يتوجَّه إلى الله، وأن يخشع لربّه.. ولذلك، فإنَّ العادة تحوّل العبادة، بل وتحوِّل حتى الأعمال الخيريّة، إلى شيءٍ تقليديّ جامد..

ولذلك أيضاً، لا بدَّ للإنسان عندما يريد أن يمارس هذه العبادات أو العادات الخيريّة، لا بدَّ له من أن يمارسها بحيويّة، بحيث يجدِّد فيها هذه الحيويّة... لكن لا نرى أحداً ـ في الغالب ـ حتى في الوعظ العباديّ، يقول للمصلّي إنَّ عليك أن تستحضر كذا وأنت تركع، وأن تستذكر كذا وأنت تسجد، وأن تعيش هذا الوعي، حتى تعطي للعبادة روحها وأفقها ومعناها... ونجد أنَّ الصَّوم جاء لتحرير الإنسان من العادة، بينما نجد أنَّه تحوَّل إلى عادة من العادات، بحيث إنَّ الإنسان يصوم بدون أن يفهم كيف ولماذا وما هي النّتائج المترتّبة على الصَّوم".[كتاب "النّدوة"، ج 1، ص 646، 647].

وهنا، نريد في هذا المقام أن نشير إلى أهميَّة أن يعيش الإنسان دوماً عباداته بحيويَّة وروح متجدِّدة تسمو به، وتربّي له أحاسيسه ومشاعره، وتربطه بشكلٍ واعٍ وعميق بربِّه، بحيث يستحضر الله في كلِّ حركاته ومواقفه، ويلتزم الصِّدق والحقّ في ممارساته وعلاقاته، ويعطي من نفسه العدل والخير والسَّلام لمن يحيط حوله، فما لم يصحِّح الإنسان عيوب نفسه، لن يصل إلى مرحلةٍ يشعر فيها بقيمة عباداته وأهميَّتها.. إنَّ الوقت أمامنا مفتوح كي نعيد ترتيب أوضاع أنفسنا بما ينسجم مع إرادة الله وخطّه!

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

يشكو البعض من أنَّ العبادة من صلاةٍ وصوم، قد تحوَّلت إلى عادة وروتين لا يشعرون معه بروحانيّةٍ ما، وهو ما يخفّف لديهم الإقبال القلبيّ والعقليّ على العبادة، كما يخفِّف الحماس والاندفاع. نعم، هي قضيَّة موجودة في واقع الكثيرين، وتستوجب إعادة النّظر في عاداتنا العباديّة، وبعث الرّوح فيها من جديد، عبر الخشوع لله أكثر، والتوجّه إليه أكثر، ومعايشة معاني العبادات بحيويّة وإحساس أكثر، عبر وعي قيمة الصَّلاة وقيمة الصَّوم، وفهم مقاصد العبادات الَّتي هي أكثر من حركات وممارسات تقليديَّة جامدة وآليَّة.

وعلينا أن نجعل من العبادة علاقة متجدِّدة مع الله، وننفتح على خالقنا بكلِّ ما ينعش أرواحنا ويليِّن قلوبنا، فحركات الصَّلاة وفلسفة العبادات كلّها، تقوم على وعي حقيقتها وأهدافها في إيجاد المخلوق الَّذي يعيش السَّلام مع نفسه ومحيطه وربّه، ويقيم فعل العبادة في الواقع، عبر تأصيل العلاقة مع المجتمع والحياة، بفعل الخير، والتزام الحقّ، ومواجهة الباطل والانحراف.

وحول ما تقدَّم، يقول العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "من المشاكل الَّتي تواجه العبادة وكلّ حركيّة الإنسان في عمله، هي أن يتحوَّل هذا العمل أو العبادة، نتيجة التّكرار، إلى روتين، فالرّوتين يقتل الحيويّة في الشّيء، ويحوّله إلى حالة جامدة لا تنبض فيها الفكرة، ولذلك كان التّوجيه الإسلاميّ إلى أن يعيش الإنسان عبادته من خلال أن يستعيد في نفسه روحانيّة العبادة، وأن يتوجَّه إلى الله، وأن يخشع لربّه.. ولذلك، فإنَّ العادة تحوّل العبادة، بل وتحوِّل حتى الأعمال الخيريّة، إلى شيءٍ تقليديّ جامد..

ولذلك أيضاً، لا بدَّ للإنسان عندما يريد أن يمارس هذه العبادات أو العادات الخيريّة، لا بدَّ له من أن يمارسها بحيويّة، بحيث يجدِّد فيها هذه الحيويّة... لكن لا نرى أحداً ـ في الغالب ـ حتى في الوعظ العباديّ، يقول للمصلّي إنَّ عليك أن تستحضر كذا وأنت تركع، وأن تستذكر كذا وأنت تسجد، وأن تعيش هذا الوعي، حتى تعطي للعبادة روحها وأفقها ومعناها... ونجد أنَّ الصَّوم جاء لتحرير الإنسان من العادة، بينما نجد أنَّه تحوَّل إلى عادة من العادات، بحيث إنَّ الإنسان يصوم بدون أن يفهم كيف ولماذا وما هي النّتائج المترتّبة على الصَّوم".[كتاب "النّدوة"، ج 1، ص 646، 647].

وهنا، نريد في هذا المقام أن نشير إلى أهميَّة أن يعيش الإنسان دوماً عباداته بحيويَّة وروح متجدِّدة تسمو به، وتربّي له أحاسيسه ومشاعره، وتربطه بشكلٍ واعٍ وعميق بربِّه، بحيث يستحضر الله في كلِّ حركاته ومواقفه، ويلتزم الصِّدق والحقّ في ممارساته وعلاقاته، ويعطي من نفسه العدل والخير والسَّلام لمن يحيط حوله، فما لم يصحِّح الإنسان عيوب نفسه، لن يصل إلى مرحلةٍ يشعر فيها بقيمة عباداته وأهميَّتها.. إنَّ الوقت أمامنا مفتوح كي نعيد ترتيب أوضاع أنفسنا بما ينسجم مع إرادة الله وخطّه!

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية