من جملة ما تعرَّض له الإسلام من أحكام، أحكام البيئة بكلّ أنواعها وأبعادها؛ وهي الحياة الّتي يعيش فيها الإنسان، والّتي جعله الله تعالى أميناً عليها، ليرفدها بالخير، ويحميها من كلّ أنواع الضَّرر والأذى، ويساهم في إعمارها والحفاظ على نظافتها وصحَّتها، فالبيئة هي الفضاء العام الذي عاش فيه آباؤنا، ونعيش فيه وأولادنا، وسيتربّى فيه أحفادنا والأجيال بوجه عامّ...
من هنا، فإنَّ الإسلام أكَّد عدم جواز إيذاء البيئة بالنّفايات والقذارات والمواد السّامّة، والمساهمة في تلويث المياه والهواء والحياة البريّة، والتعدّي على الحياة النباتيّة والحيوانيّة، بما يعرّضها للتخريب والتلاشي. واليوم، ونحن نعيش أزمة تلوّثٍ ونفايات، على الجميع أن يعلموا أنَّ القضيَّة قضيَّة عدل وظلم، وأنَّ قضيَّة الإساءة إلى البيئة، هي جريمة كبرى بحقّ النّاس جميعاً، وممارسة للظّلم بشكلٍ علنيٍّ وجهاراً ضدّ أرواح الناس المأمورين بحفظها.
إنّ العدل والظّلم ليسا فقط في سلوكنا تجاه أنفسنا وتجاه المجتمع والنّاس الآخرين، بل أيضاً ضدّ البيئة التي نعتاش فيها، أيُعقل أن تهب لنا البيئة كلَّ ما نحتاجه من خيرات لنستمرّ في حياتنا، ثم نكافئها بالإساءة والأذى عبر تلويثها وتخريبها؟!
وفي سياق ما تقدَّم، يقول العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "وهناك أيضاً عدل وظلم بالنّسبة إلى البيئة؛ هذه البيئة التي يتنفَّس فيها الناس، ما يضمن لهم سلامة حياتهم، ولذلك نحن قلنا بعدم جواز ما تعارف عليه النّاس في عملية الاحتجاج بإحراق الدّواليب، لأنهم يريدون أن يقطعوا طريقاً... من حقّ الإنسان أن يحتجّ على ما له حقّ فيه، ليضغط على الآخرين ليمنحوه حقَّه... ولكن ليس له أن يحتجّ بما يضرّ النّاس، وهذا يدخل في ضرر النّاس، لأنه يلوّث الهواء، وهكذا في كلّ ما يلوّث الهواء بالميكروبات، أو يلوّثه بالسّموم، أو ما أشبه ذلك من الأمور...
فللبيئة حقٌّ عليك، وعليك أن تؤدِّي إلى البيئة حقّها، ولا يجوز لك مثلاً أن تجري الصّرف الصّحّيّ إلى البحار والأنهار، لأنَّ ذلك يضرّ بالثّروة السّمكيَّة، أو أن تضع بعض النفايات النوويّة، كما تفعل بعض الدّول، سواء كانت تدفنها في مكان أو تضعها في البحر، لأنَّ هذا يؤثّر في الثّروة السّمكيّة، وكذلك ما تفعله بعض السّفن الآن من إراقة البترول في البحر أو في الأنهار".[محاضرة لسماحته، بتاريخ: 27-7-2004].
واليوم، في ظلِّ ما يعانيه مجتمعنا من أزمة النّفايات وتداعياتها الصّحّيّة والبيئيّة السّلبيّة على النّاس جميعاً، لا يجوز أن تبقى القضيّة معلّقةً بهذا الشَّكل، وأن يبقى الظّلم الفاضح للبيئة، بل المطلوب إعلان حالة طوارئ بيئيَّة عاجلة، وأن يتحمَّل الجميع مسؤوليَّاته، فأقلّ المعروف أن نردَّ بعض الجميل والمعروف لبيئة تمدّنا بأسباب الحياة!
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

من جملة ما تعرَّض له الإسلام من أحكام، أحكام البيئة بكلّ أنواعها وأبعادها؛ وهي الحياة الّتي يعيش فيها الإنسان، والّتي جعله الله تعالى أميناً عليها، ليرفدها بالخير، ويحميها من كلّ أنواع الضَّرر والأذى، ويساهم في إعمارها والحفاظ على نظافتها وصحَّتها، فالبيئة هي الفضاء العام الذي عاش فيه آباؤنا، ونعيش فيه وأولادنا، وسيتربّى فيه أحفادنا والأجيال بوجه عامّ...
من هنا، فإنَّ الإسلام أكَّد عدم جواز إيذاء البيئة بالنّفايات والقذارات والمواد السّامّة، والمساهمة في تلويث المياه والهواء والحياة البريّة، والتعدّي على الحياة النباتيّة والحيوانيّة، بما يعرّضها للتخريب والتلاشي. واليوم، ونحن نعيش أزمة تلوّثٍ ونفايات، على الجميع أن يعلموا أنَّ القضيَّة قضيَّة عدل وظلم، وأنَّ قضيَّة الإساءة إلى البيئة، هي جريمة كبرى بحقّ النّاس جميعاً، وممارسة للظّلم بشكلٍ علنيٍّ وجهاراً ضدّ أرواح الناس المأمورين بحفظها.
إنّ العدل والظّلم ليسا فقط في سلوكنا تجاه أنفسنا وتجاه المجتمع والنّاس الآخرين، بل أيضاً ضدّ البيئة التي نعتاش فيها، أيُعقل أن تهب لنا البيئة كلَّ ما نحتاجه من خيرات لنستمرّ في حياتنا، ثم نكافئها بالإساءة والأذى عبر تلويثها وتخريبها؟!
وفي سياق ما تقدَّم، يقول العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "وهناك أيضاً عدل وظلم بالنّسبة إلى البيئة؛ هذه البيئة التي يتنفَّس فيها الناس، ما يضمن لهم سلامة حياتهم، ولذلك نحن قلنا بعدم جواز ما تعارف عليه النّاس في عملية الاحتجاج بإحراق الدّواليب، لأنهم يريدون أن يقطعوا طريقاً... من حقّ الإنسان أن يحتجّ على ما له حقّ فيه، ليضغط على الآخرين ليمنحوه حقَّه... ولكن ليس له أن يحتجّ بما يضرّ النّاس، وهذا يدخل في ضرر النّاس، لأنه يلوّث الهواء، وهكذا في كلّ ما يلوّث الهواء بالميكروبات، أو يلوّثه بالسّموم، أو ما أشبه ذلك من الأمور...
فللبيئة حقٌّ عليك، وعليك أن تؤدِّي إلى البيئة حقّها، ولا يجوز لك مثلاً أن تجري الصّرف الصّحّيّ إلى البحار والأنهار، لأنَّ ذلك يضرّ بالثّروة السّمكيَّة، أو أن تضع بعض النفايات النوويّة، كما تفعل بعض الدّول، سواء كانت تدفنها في مكان أو تضعها في البحر، لأنَّ هذا يؤثّر في الثّروة السّمكيّة، وكذلك ما تفعله بعض السّفن الآن من إراقة البترول في البحر أو في الأنهار".[محاضرة لسماحته، بتاريخ: 27-7-2004].
واليوم، في ظلِّ ما يعانيه مجتمعنا من أزمة النّفايات وتداعياتها الصّحّيّة والبيئيّة السّلبيّة على النّاس جميعاً، لا يجوز أن تبقى القضيّة معلّقةً بهذا الشَّكل، وأن يبقى الظّلم الفاضح للبيئة، بل المطلوب إعلان حالة طوارئ بيئيَّة عاجلة، وأن يتحمَّل الجميع مسؤوليَّاته، فأقلّ المعروف أن نردَّ بعض الجميل والمعروف لبيئة تمدّنا بأسباب الحياة!
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.