يتابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) كلامه بقوله الشَّريف: "
بِنَا اِهْتَدَيْتُمْ فِي اَلظّلْمَاءِ، وَتَسَنَّمْتُمُ ذُرْوَةَ اَلْعَلْيَاءِ، وَبِنَا أَفْجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ، وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ اَلْوَاعِيَةَ، وَكَيْفَ يُرَاعِي اَلنَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ اَلصَّيْحَةُ، رُبِطَ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ اَلْخَفَقَانُ، مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ اَلْغَدْرِ، وَأَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ اَلْمُغْتَرِّينَ، حَتَّى سَتَرَنِي عَنْكُمْ جِلْبَابُ اَلدِّينِ، وَبَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ اَلنِّيَّةِ".
"بِنَا اِهْتَدَيْتُمْ فِي اَلظّلْمَاءِ"، هنا الحديث عن أهل بيت النبوَّة(ع)، الَّذين تركوا للإنسانيَّة كلّ الخير والمحبَّة والعلم والعطاء، وكانوا النّور والهداية عندما تنتشر ظلامات الجهل والتخلّف والأحقاد، وفي ذلك دعوة مستمرّة للإنسان حتى يعرف أهل البيت، ويتتبّع هدايتهم وضياءهم وآثارهم الباقية بقاء الدّهر، وهي آثار الإسلام الأصيل، فآل البيت(ع) بهم أكمل الله تعالى نعمة الدّين ونعمة الحقّ ونعمة الهداية.
"وَتَسَنَّمْتُمُ ذُرْوَةَ اَلْعَلْيَاءِ"، كان العرب قبل الإسلام خاملين متأخِّرين ضعفاء وفقراء، فجاء الإسلام ليرفعهم ويعطيهم الهويَّة والشَّخصيّة الأصيلتين والحضاريّتين، لينطلقوا ويكونوا خير أمّةٍ أخرجت للنّاس، وهذا الإسلام الَّذي جاء بلسانٍ عربيٍّ مبين، كان أهل البيت(ع) ولا يزالون رعاته وحماته والمدافعين عنه.
"وَبِنَا أَفْجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ"، أي خرجتم من ظلمة الجهل وخمول الذّكر إلى نور العلم وعلوّ الشّأن.. فأصبح للعرب والمسلمين شأن وذكر بين العالمين، ولكنَّهم لن يكونوا فعلاً أمّة الإسلام ما لم ينتفعوا حقيقةً بإسلامهم، ويحرصوا على تأدية أمانته والعمل به وبروحه وعدم التَّقاعس عن نصرته.
"وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ اَلْوَاعِيَةَ"، هنا دعاءٌ من الأمير(ع) بالصّمم على من يسمع المواعظ ولا يتَّعظ، ولا يسير وفق الموعظة، ولا يزدجر عن الغيّ.
"وَكَيْفَ يُرَاعِي اَلنَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ اَلصَّيْحَةُ"، والمراد بالنّبأة مواعظ الأمير(ع)، وبالصَّيحة ما في كتاب الله وسُنّة نبيِّه من تخويفٍ وتحذير.
"رُبِطَ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ اَلْخَفَقَانُ"، وهنا الدّعاء بالصَّبر للخائفين من غضب الله، والدّعوة إلى طاعته أكثر.
"مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ اَلْغَدْرِ، وَأَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ اَلْمُغْتَرِّينَ"، عن المارقين والنّاكثين الَّذين بايعوه وغدروا به.. وكان الإمام(ع) يترقَّب الغدر منهم، إذ كانوا مغترّين يلهثون وراء دنياهم، ولو على حساب آخرتهم.
"حَتَّى سَتَرَنِي ـ كفّني ـ عَنْكُمْ جِلْبَابُ اَلدِّينِ"، فما دمتم تظهرون كلمة الإسلام، لا سبيل لي عليكم.. وكان شأنهم مع الأمير(ع) شأن المنافقين مع رسول الله(ص).
"وَبَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ اَلنِّيَّةِ"، أي أنَّ الّذي عرّف الإمام(ع) بحقيقتهم، هو صدقه في نيَّته، وصفاؤه وإخلاصه وطهارته، فصاحب القلب النَّظيف الطّاهر، الممتلئ عشقاً وحبّاً لله، تنفذ فراسته إلى سرائر النفوس فتستخبرها.
لنعمل على أن نكون من أهل البصائر وأصحاب الهداية الحقّة، فنعي حقيقة أهل البيت(ع) وما قدَّموه للإسلام من علوم ومواقف وتجارب، أبرزوا فيها كلَّ المنافع والثّمرات الطيِّبة الّتي تفتح مدارك الإنسان على الحقّ والعدل والخير للحياة كلِّها...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

يتابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) كلامه بقوله الشَّريف: "بِنَا اِهْتَدَيْتُمْ فِي اَلظّلْمَاءِ، وَتَسَنَّمْتُمُ ذُرْوَةَ اَلْعَلْيَاءِ، وَبِنَا أَفْجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ، وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ اَلْوَاعِيَةَ، وَكَيْفَ يُرَاعِي اَلنَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ اَلصَّيْحَةُ، رُبِطَ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ اَلْخَفَقَانُ، مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ اَلْغَدْرِ، وَأَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ اَلْمُغْتَرِّينَ، حَتَّى سَتَرَنِي عَنْكُمْ جِلْبَابُ اَلدِّينِ، وَبَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ اَلنِّيَّةِ".
"بِنَا اِهْتَدَيْتُمْ فِي اَلظّلْمَاءِ"، هنا الحديث عن أهل بيت النبوَّة(ع)، الَّذين تركوا للإنسانيَّة كلّ الخير والمحبَّة والعلم والعطاء، وكانوا النّور والهداية عندما تنتشر ظلامات الجهل والتخلّف والأحقاد، وفي ذلك دعوة مستمرّة للإنسان حتى يعرف أهل البيت، ويتتبّع هدايتهم وضياءهم وآثارهم الباقية بقاء الدّهر، وهي آثار الإسلام الأصيل، فآل البيت(ع) بهم أكمل الله تعالى نعمة الدّين ونعمة الحقّ ونعمة الهداية.
"وَتَسَنَّمْتُمُ ذُرْوَةَ اَلْعَلْيَاءِ"، كان العرب قبل الإسلام خاملين متأخِّرين ضعفاء وفقراء، فجاء الإسلام ليرفعهم ويعطيهم الهويَّة والشَّخصيّة الأصيلتين والحضاريّتين، لينطلقوا ويكونوا خير أمّةٍ أخرجت للنّاس، وهذا الإسلام الَّذي جاء بلسانٍ عربيٍّ مبين، كان أهل البيت(ع) ولا يزالون رعاته وحماته والمدافعين عنه.
"وَبِنَا أَفْجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ"، أي خرجتم من ظلمة الجهل وخمول الذّكر إلى نور العلم وعلوّ الشّأن.. فأصبح للعرب والمسلمين شأن وذكر بين العالمين، ولكنَّهم لن يكونوا فعلاً أمّة الإسلام ما لم ينتفعوا حقيقةً بإسلامهم، ويحرصوا على تأدية أمانته والعمل به وبروحه وعدم التَّقاعس عن نصرته.
"وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ اَلْوَاعِيَةَ"، هنا دعاءٌ من الأمير(ع) بالصّمم على من يسمع المواعظ ولا يتَّعظ، ولا يسير وفق الموعظة، ولا يزدجر عن الغيّ.
"وَكَيْفَ يُرَاعِي اَلنَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ اَلصَّيْحَةُ"، والمراد بالنّبأة مواعظ الأمير(ع)، وبالصَّيحة ما في كتاب الله وسُنّة نبيِّه من تخويفٍ وتحذير.
"رُبِطَ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ اَلْخَفَقَانُ"، وهنا الدّعاء بالصَّبر للخائفين من غضب الله، والدّعوة إلى طاعته أكثر.
"مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ اَلْغَدْرِ، وَأَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ اَلْمُغْتَرِّينَ"، عن المارقين والنّاكثين الَّذين بايعوه وغدروا به.. وكان الإمام(ع) يترقَّب الغدر منهم، إذ كانوا مغترّين يلهثون وراء دنياهم، ولو على حساب آخرتهم.
"حَتَّى سَتَرَنِي ـ كفّني ـ عَنْكُمْ جِلْبَابُ اَلدِّينِ"، فما دمتم تظهرون كلمة الإسلام، لا سبيل لي عليكم.. وكان شأنهم مع الأمير(ع) شأن المنافقين مع رسول الله(ص).
"وَبَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ اَلنِّيَّةِ"، أي أنَّ الّذي عرّف الإمام(ع) بحقيقتهم، هو صدقه في نيَّته، وصفاؤه وإخلاصه وطهارته، فصاحب القلب النَّظيف الطّاهر، الممتلئ عشقاً وحبّاً لله، تنفذ فراسته إلى سرائر النفوس فتستخبرها.
لنعمل على أن نكون من أهل البصائر وأصحاب الهداية الحقّة، فنعي حقيقة أهل البيت(ع) وما قدَّموه للإسلام من علوم ومواقف وتجارب، أبرزوا فيها كلَّ المنافع والثّمرات الطيِّبة الّتي تفتح مدارك الإنسان على الحقّ والعدل والخير للحياة كلِّها...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.