كتابات
14/03/2016

من تمسَّك بالهدى لا يخاف

من تمسَّك بالهدى لا يخاف

يتابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) كلامه في خطب نهج البلاغة، فيقول: "أَقَمْتُ لَكُمْ عَلَى سنَنِ الْحَقِّ فِي جَوَاد اَلْمضلَّةِ، حَيْثُ تَلْتَقُونَ وَلاَ دَلِيلَ، وَتَحْتَفِرُونَ وَلاَ تُمِيهُونَ، اَلْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ اَلْعَجْمَاءَ ذَاتَ اَلْبَيَانِ، عَزَبَ رَأْيُ اِمْرِئٍ تَخَلَّفَ عَنِّي، مَا شَكَكْتُ فِي اَلْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ، لَمْ يُوجِسْ مُوسَى(ع) خِيفَةً عَلَى نَفْسِهِ، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ اَلْجُهَّالِ وَدُوَلِ اَلضَّلاَلِ، اَلْيَوْمَ تَوَاقَفْنَا عَلَى سَبِيلِ اَلْحَقِّ وَاَلْبَاطِلِ، مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ يَظْمَأْ".

يشير الإمام عليّ(ع) إلى الظّروف الَّتي كان يعيشها وقت قام مناصراً للحقّ ومواجهاً للظّلم والباطل؛ هذه الظّروف القاسية التي تعامل معها من منطلق رعاية مصلحة الإسلام والمسلمين.

"أَقَمْتُ لَكُمْ عَلَى سَنَنِ اَلْحَقِّ فِي جَوَاد اَلْمضلَّةِ، حَيْثُ تَلْتَقُونَ وَلاَ دَلِيلَ، وَتَحْتَفِرُونَ وَلاَ تُمِيهُونَ"، إذ كان قوم الإمام(ع) أفراداً متفرّقين، وفئات لها اتّجاهاتها المتباينة، لا يجتمعون إلا على الباطل والعدوان والضَّلال بعد أن جاءهم الهدى من ربهم. وكان الإمام عليّ(ع) عليهم حجّةً ظاهرةً، ومناراً يهتدون به في الظّلمات، ولكنَّهم أمعنوا في ضلالهم، فلا جدوى منهم، كالَّذي يطلب الماء بالبحث والحفر ولا يجد شيئاً.

يقول الأديب المصريّ طه حسين: "كان عليّ يُقسّم وقته بين شؤون الحرب والسّياسة والدّين... يقيم للنّاس صلاتهم، ويعظهم، ويفقِّههم في دينهم.. وكان يعظهم جالساً على المنبر أو قائماً.. ولم يكن يعظهم بما كان يقول لهم، وإنما كان يعظهم ويعلِّمهم بسيرته فيهم، كان لهم إماماً وكان لهم معلِّماً، وكان لهم قدوةً وأسوة".[عليّ وبنوه، ص 144].

"اَلْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ اَلْعَجْمَاءَ ذَاتَ اَلْبَيَانِ"، والمراد بالعجماء المواعظ الصَّامتة من حيث المقال، الناطقة بلسان الحال، والمعنى أنَّ الأمير(ع) قام بتوضيح أسرار العظات والخطب للناس، وحذّرهم وخوّفهم لعلّهم يحذرون ويرجعون إلى رشدهم وصلاحهم.

"عَزَبَ رَأْيُ اِمْرِئٍ تَخَلَّفَ عَنِّي"، فالمتخلّف عن إمام المتّقين وإمام الهدى، خاب رأيه وخسر سبل الهداية.

"مَا شَكَكْتُ فِي اَلْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ"، فالحقّ عند الإمام(ع) لا يدخله الشّكّ، بل هو صورة طبق الأصل عن علم الله تعالى، وفي ذلك دعوة للناس كي يأخذوا من عليّ(ع) ويتعلّموا منه، ويهتدوا بهديه..

"لَمْ يُوجِسْ مُوسَى(ع) خِيفَةً عَلَى نَفْسِهِ، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ اَلْجُهَّالِ وَدُوَلِ اَلضَّلاَلِ"، ويضرب الإمام(ع) مثلاً موسى(ع) حيث قوبِلَ بالسّحر من فرعون وقومه، وما قُوبِل به الأمير(ع) من الضَّلال والغيّ والعذر والنّفاق، يشبه السّحر في زيفه وباطله.

"اَلْيَوْمَ تَوَاقَفْنَا عَلَى سَبِيلِ اَلْحَقِّ وَاَلْبَاطِلِ"، فالإمام(ع) وقف موقف الحقّ، ووقفوا هم موقف الباطل، وبان كلّ شيء.

"مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ يَظْمَأْ"، والمعنى أنَّ المؤمن الواثق بدينه وربّه، لا يبالي بأيِّ شيء، ومن وثق بما هو عليه من حقٍّ ويقين، لا يشعر بالخوف والضَّعف والاهتزاز.

نتعلّم من كلمات الأمير(ع) كيف نكون الواثقين بالله وباليقين الحقّ الّذي لا يتزلزل أمام الطّغاة والمبطلين، ونتعلّم كيف نجعل الحقَّ مقياساً لنا، وكيف نأخذ من أهل البيت(ع) الهداية الّتي تزيد من إيماننا ومن وعينا وصلابتنا في العقيدة والشَّريعة والحياة.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

يتابع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) كلامه في خطب نهج البلاغة، فيقول: "أَقَمْتُ لَكُمْ عَلَى سنَنِ الْحَقِّ فِي جَوَاد اَلْمضلَّةِ، حَيْثُ تَلْتَقُونَ وَلاَ دَلِيلَ، وَتَحْتَفِرُونَ وَلاَ تُمِيهُونَ، اَلْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ اَلْعَجْمَاءَ ذَاتَ اَلْبَيَانِ، عَزَبَ رَأْيُ اِمْرِئٍ تَخَلَّفَ عَنِّي، مَا شَكَكْتُ فِي اَلْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ، لَمْ يُوجِسْ مُوسَى(ع) خِيفَةً عَلَى نَفْسِهِ، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ اَلْجُهَّالِ وَدُوَلِ اَلضَّلاَلِ، اَلْيَوْمَ تَوَاقَفْنَا عَلَى سَبِيلِ اَلْحَقِّ وَاَلْبَاطِلِ، مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ يَظْمَأْ".

يشير الإمام عليّ(ع) إلى الظّروف الَّتي كان يعيشها وقت قام مناصراً للحقّ ومواجهاً للظّلم والباطل؛ هذه الظّروف القاسية التي تعامل معها من منطلق رعاية مصلحة الإسلام والمسلمين.

"أَقَمْتُ لَكُمْ عَلَى سَنَنِ اَلْحَقِّ فِي جَوَاد اَلْمضلَّةِ، حَيْثُ تَلْتَقُونَ وَلاَ دَلِيلَ، وَتَحْتَفِرُونَ وَلاَ تُمِيهُونَ"، إذ كان قوم الإمام(ع) أفراداً متفرّقين، وفئات لها اتّجاهاتها المتباينة، لا يجتمعون إلا على الباطل والعدوان والضَّلال بعد أن جاءهم الهدى من ربهم. وكان الإمام عليّ(ع) عليهم حجّةً ظاهرةً، ومناراً يهتدون به في الظّلمات، ولكنَّهم أمعنوا في ضلالهم، فلا جدوى منهم، كالَّذي يطلب الماء بالبحث والحفر ولا يجد شيئاً.

يقول الأديب المصريّ طه حسين: "كان عليّ يُقسّم وقته بين شؤون الحرب والسّياسة والدّين... يقيم للنّاس صلاتهم، ويعظهم، ويفقِّههم في دينهم.. وكان يعظهم جالساً على المنبر أو قائماً.. ولم يكن يعظهم بما كان يقول لهم، وإنما كان يعظهم ويعلِّمهم بسيرته فيهم، كان لهم إماماً وكان لهم معلِّماً، وكان لهم قدوةً وأسوة".[عليّ وبنوه، ص 144].

"اَلْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ اَلْعَجْمَاءَ ذَاتَ اَلْبَيَانِ"، والمراد بالعجماء المواعظ الصَّامتة من حيث المقال، الناطقة بلسان الحال، والمعنى أنَّ الأمير(ع) قام بتوضيح أسرار العظات والخطب للناس، وحذّرهم وخوّفهم لعلّهم يحذرون ويرجعون إلى رشدهم وصلاحهم.

"عَزَبَ رَأْيُ اِمْرِئٍ تَخَلَّفَ عَنِّي"، فالمتخلّف عن إمام المتّقين وإمام الهدى، خاب رأيه وخسر سبل الهداية.

"مَا شَكَكْتُ فِي اَلْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ"، فالحقّ عند الإمام(ع) لا يدخله الشّكّ، بل هو صورة طبق الأصل عن علم الله تعالى، وفي ذلك دعوة للناس كي يأخذوا من عليّ(ع) ويتعلّموا منه، ويهتدوا بهديه..

"لَمْ يُوجِسْ مُوسَى(ع) خِيفَةً عَلَى نَفْسِهِ، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ اَلْجُهَّالِ وَدُوَلِ اَلضَّلاَلِ"، ويضرب الإمام(ع) مثلاً موسى(ع) حيث قوبِلَ بالسّحر من فرعون وقومه، وما قُوبِل به الأمير(ع) من الضَّلال والغيّ والعذر والنّفاق، يشبه السّحر في زيفه وباطله.

"اَلْيَوْمَ تَوَاقَفْنَا عَلَى سَبِيلِ اَلْحَقِّ وَاَلْبَاطِلِ"، فالإمام(ع) وقف موقف الحقّ، ووقفوا هم موقف الباطل، وبان كلّ شيء.

"مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ يَظْمَأْ"، والمعنى أنَّ المؤمن الواثق بدينه وربّه، لا يبالي بأيِّ شيء، ومن وثق بما هو عليه من حقٍّ ويقين، لا يشعر بالخوف والضَّعف والاهتزاز.

نتعلّم من كلمات الأمير(ع) كيف نكون الواثقين بالله وباليقين الحقّ الّذي لا يتزلزل أمام الطّغاة والمبطلين، ونتعلّم كيف نجعل الحقَّ مقياساً لنا، وكيف نأخذ من أهل البيت(ع) الهداية الّتي تزيد من إيماننا ومن وعينا وصلابتنا في العقيدة والشَّريعة والحياة.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية