كتابات
16/03/2016

القرآن وتوقّع المستقبل!

القرآن وتوقّع المستقبل!

إنَّ القرآن الكريم كتاب نور وهداية للنّاس، يدعوهم الله إلى تدبُّر آياته وقراءتها ووعيها بأُذنٍ واعيةٍ تفتح العقول والقلوب على الحقّ، أي على العمل الصَّالح والمفيد الَّذي يبني إنسان الإسلام المؤمن بربّه والمخلص له، الّذي يسعى إلى فهم كلامه وتطبيق آياته وأحكامه، بحيث يعيش حاضره ويصلحه، ويؤسِّس للمستقبل، فيحاول الانطلاق إلى صناعة هذا المستقبل على أسس صافية ومتينة.

ولكن قد يتوهَّم البعض أنَّ القرآن كتابٌ يفتح فقط عندما نريد أن نتوقَّع ما هو مستقبلنا، فيعمد إلى الذَّهاب إلى بعض المشايخ ليتعرَّف إلى مستقبله، وكأنَّ القرآن والشّيخ قادران على تحديد غيب هذا الشَّخص، وما سيحصل معه مستقبلاً، مع أنَّ القرآن صريح في آياته: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ}[النّمل: 65]!

هذه عادة تستوقفنا قديماً وحديثاً، وقد باتت تسيطر على أذهان الكثيرين وتفكيرهم، فابتعدوا عن التّعامل مع القرآن ككتاب هدايةٍ وحياة، وكتاب نورٍ يغذّي الروح ويحفِّز العقول على إعادة إنتاج حياةٍ تنسجم مع طبيعة الرّسالة والغاية من الخلق.

وقد وُجِّه سؤال إلى المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض) مفاده: هناك بعض المشايخ يتوقَّع لبعض الناس بواسطة فتح المصحف الشريف مستقبله، فما صحّة ذلك؟ فأجاب سماحته: "إنَّ القرآن ليس كتاباً يُفتح فيه المستقبل، ولكنّه كتاب يُصنع فيه المستقبل، فعندما نتحرَّك من خلال آياته الَّتي تفتح لنا أبواب الحياة على أساس الحقّ والعدل، نجد أنَّ مهمَّة القرآن هي هذه: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ}[المائدة: 15]، أمّا أن يفتح المستقبل في القرآن، فلا يعلم الغيب إلا الله. نعم، يمكن التّفاؤل بالقرآن، ولكن لا على أساس الحديث بشكلٍ حاسمٍ في هذا الأمر.

وللأسف، فقد تركنا دراسة القرآن وحفظه وقراءته، وأصبحنا نفتحه لنرى فيه المستقبل وحسب".[كتاب النّدوة، ج 5، ص 455].

من هنا أهمية أن نربي أنفسنا وأولادنا على حفظ القرآن ووعيه، وكيفيّة التعامل معه بجدّية وتمعّن وإخلاص وحكمة، بعيداً عن السّطحيّة والجهل. إنّنا بحاجةٍ إلى جيلٍ قرآنيّ يصنع مستقبله من خلال مفاهيم القرآن وتعاليمه، لا استعماله في أمورٍ لا طائل منها، وتسيء إلينا، والأهمّ أنها تسيء إلى حرمة القرآن الكريم نفسه.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

إنَّ القرآن الكريم كتاب نور وهداية للنّاس، يدعوهم الله إلى تدبُّر آياته وقراءتها ووعيها بأُذنٍ واعيةٍ تفتح العقول والقلوب على الحقّ، أي على العمل الصَّالح والمفيد الَّذي يبني إنسان الإسلام المؤمن بربّه والمخلص له، الّذي يسعى إلى فهم كلامه وتطبيق آياته وأحكامه، بحيث يعيش حاضره ويصلحه، ويؤسِّس للمستقبل، فيحاول الانطلاق إلى صناعة هذا المستقبل على أسس صافية ومتينة.

ولكن قد يتوهَّم البعض أنَّ القرآن كتابٌ يفتح فقط عندما نريد أن نتوقَّع ما هو مستقبلنا، فيعمد إلى الذَّهاب إلى بعض المشايخ ليتعرَّف إلى مستقبله، وكأنَّ القرآن والشّيخ قادران على تحديد غيب هذا الشَّخص، وما سيحصل معه مستقبلاً، مع أنَّ القرآن صريح في آياته: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ}[النّمل: 65]!

هذه عادة تستوقفنا قديماً وحديثاً، وقد باتت تسيطر على أذهان الكثيرين وتفكيرهم، فابتعدوا عن التّعامل مع القرآن ككتاب هدايةٍ وحياة، وكتاب نورٍ يغذّي الروح ويحفِّز العقول على إعادة إنتاج حياةٍ تنسجم مع طبيعة الرّسالة والغاية من الخلق.

وقد وُجِّه سؤال إلى المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض) مفاده: هناك بعض المشايخ يتوقَّع لبعض الناس بواسطة فتح المصحف الشريف مستقبله، فما صحّة ذلك؟ فأجاب سماحته: "إنَّ القرآن ليس كتاباً يُفتح فيه المستقبل، ولكنّه كتاب يُصنع فيه المستقبل، فعندما نتحرَّك من خلال آياته الَّتي تفتح لنا أبواب الحياة على أساس الحقّ والعدل، نجد أنَّ مهمَّة القرآن هي هذه: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ}[المائدة: 15]، أمّا أن يفتح المستقبل في القرآن، فلا يعلم الغيب إلا الله. نعم، يمكن التّفاؤل بالقرآن، ولكن لا على أساس الحديث بشكلٍ حاسمٍ في هذا الأمر.

وللأسف، فقد تركنا دراسة القرآن وحفظه وقراءته، وأصبحنا نفتحه لنرى فيه المستقبل وحسب".[كتاب النّدوة، ج 5، ص 455].

من هنا أهمية أن نربي أنفسنا وأولادنا على حفظ القرآن ووعيه، وكيفيّة التعامل معه بجدّية وتمعّن وإخلاص وحكمة، بعيداً عن السّطحيّة والجهل. إنّنا بحاجةٍ إلى جيلٍ قرآنيّ يصنع مستقبله من خلال مفاهيم القرآن وتعاليمه، لا استعماله في أمورٍ لا طائل منها، وتسيء إلينا، والأهمّ أنها تسيء إلى حرمة القرآن الكريم نفسه.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية