كتابات
17/03/2016

لماذا لا يستجاب الدعاء؟!

لماذا لا يستجاب الدعاء؟!

قد يطالعك شخص بسؤال حول جدوى الدّعاء ما دام الله لا يستجيب في لحظةٍ من اللّحظات، ويبدأ بالنّقاش فيما ليس له به علم، وينسى أو يتناسى أنَّ للدّعاء واستجابته شروطاً لا بدَّ من توافرها، فالإنسان يدعو الخالق القدير الَّذي ليس كمثله شيء، والله تعالى يستجيب دعاء المتوكّلين عليه حقّ التوكّل، الواثقين به حقَّ الثّقة، العارفين لحقّه، المتيقّنين باستجابة الدّعاء من خلال حكمة الله وعلمه بمصالح العباد.

ومن شروط الاستجابة، أن يُقبِل العبد على ربّه بقلبٍ صادقٍ طاهرٍ خالٍ من الأمراض، كالغلّ والحقد والحسد والكراهية، حاضر على الدّوام، شاكر لله دائماً، ويلهج بذكر الله كلّ الوقت. ومن شروط الاستجابة أيضاً، نظافة الرّوح وتعاليها عن الدنيّات من الأمور التي تشغلها عن الحقّ تعالى، وتجعلها في مصاف النفوس الشّهوانيّة البهيميّة.

ولا ننسى أنّ ربَّنا سبحانه وتعالى وسعت رحمته الكافر والمؤمن، وقال لعباده: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60]، لكنَّ التوجّه في العبادة لا بدَّ من أن يكون على أساس الإخلاص لله، ومعرفته بحقّ، وتطهير الرّوح والنّفس مما يعيقهما من علائق الدّنيا الفانية، وعلى الأقلّ، أن يعرف المرء معنى ما يتفوَّه به من كلماتٍ، وأن تصدر عنه بصدقٍ وعفويّة وصحة توجّه وراحة نفسيّة، وذهنيّة ثابتة ومستقرّة، وبإيمان ويقين.

ويعلّق سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) على شروط استجابة الدّعاء، فيقول: "إنَّ الله الرّحمن الرّحيم يستجيب الدّعاء لكلّ مضطر، حتى ولو كان فاسقاً، فرحمة الله سبحانه وتعالى وسعت كلّ شيء، ومن الطّبيعي أنَّ المسلم هو القريب إلى الله بعقيدته، والقريب إلى الله بروحه، والقريب إلى الله بلسانه وبحياته، ولكنَّ الله تعالى قد تتّسع رحمته للكافر كما تتَّسع للمؤمن، في لحاظ بعض الأعمال الحسنة من كلّ شخصٍ، حتى من الكافر، فالله يحبّ الكرم ويحبّ الإحسان ويحبّ العدل، فهو وإن كان قد منع الكافر من أن يحصل على ثوابه في الآخرة، إلا أنّه لم يمنعه من أن يحصل على ثوابه في الدّنيا.

أمّا المؤمن، فإنّه لا بدَّ من أن يخلص لله روحه، وأن ينظِّف لسانه، وأن يتّقي الله في أموره، وأن يقبل على الله بقلبه، فقد جاء في الحديث عن الإمام الصّادق(ع): "إنَّ الله لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساهٍ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن الإجابة". وورد في حديثه(ع) قال: "كان أبي يقول: خمس دعواتٍ لا تُحجَبن عن الربّ تبارك وتعالى: دعوة الإمام المقسط "العادل"، ودعوة المظلوم، يقول الله عزّ وجلّ: لأنتقمنّ لك ولو بعد حين، ودعوة الولد الصَّالح، ودعوة الوالد الصَّالح لولده، ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب"... وهكذا، فإنَّ للدّعاء شروطه المرتبطة بنظافة القلب والروح واللّسان، وبالقضايا التي تنسجم مع البرنامج الإلهيّ في حركة الإنسان في الواقع". [كتاب النّدوة، ج 1، ص651].

فلنكن من الدّعاة إلى الله تعالى بقلوبٍ صادقة مخلصة، وأنفس طاهرة عفيفة، متَّقية الله، عاملة له، وذاكرة وشاكرة، تعيش الثّقة باستجابة الله لها وتأييده وتوفيقه ورحمته وفضله.

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

قد يطالعك شخص بسؤال حول جدوى الدّعاء ما دام الله لا يستجيب في لحظةٍ من اللّحظات، ويبدأ بالنّقاش فيما ليس له به علم، وينسى أو يتناسى أنَّ للدّعاء واستجابته شروطاً لا بدَّ من توافرها، فالإنسان يدعو الخالق القدير الَّذي ليس كمثله شيء، والله تعالى يستجيب دعاء المتوكّلين عليه حقّ التوكّل، الواثقين به حقَّ الثّقة، العارفين لحقّه، المتيقّنين باستجابة الدّعاء من خلال حكمة الله وعلمه بمصالح العباد.

ومن شروط الاستجابة، أن يُقبِل العبد على ربّه بقلبٍ صادقٍ طاهرٍ خالٍ من الأمراض، كالغلّ والحقد والحسد والكراهية، حاضر على الدّوام، شاكر لله دائماً، ويلهج بذكر الله كلّ الوقت. ومن شروط الاستجابة أيضاً، نظافة الرّوح وتعاليها عن الدنيّات من الأمور التي تشغلها عن الحقّ تعالى، وتجعلها في مصاف النفوس الشّهوانيّة البهيميّة.

ولا ننسى أنّ ربَّنا سبحانه وتعالى وسعت رحمته الكافر والمؤمن، وقال لعباده: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60]، لكنَّ التوجّه في العبادة لا بدَّ من أن يكون على أساس الإخلاص لله، ومعرفته بحقّ، وتطهير الرّوح والنّفس مما يعيقهما من علائق الدّنيا الفانية، وعلى الأقلّ، أن يعرف المرء معنى ما يتفوَّه به من كلماتٍ، وأن تصدر عنه بصدقٍ وعفويّة وصحة توجّه وراحة نفسيّة، وذهنيّة ثابتة ومستقرّة، وبإيمان ويقين.

ويعلّق سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) على شروط استجابة الدّعاء، فيقول: "إنَّ الله الرّحمن الرّحيم يستجيب الدّعاء لكلّ مضطر، حتى ولو كان فاسقاً، فرحمة الله سبحانه وتعالى وسعت كلّ شيء، ومن الطّبيعي أنَّ المسلم هو القريب إلى الله بعقيدته، والقريب إلى الله بروحه، والقريب إلى الله بلسانه وبحياته، ولكنَّ الله تعالى قد تتّسع رحمته للكافر كما تتَّسع للمؤمن، في لحاظ بعض الأعمال الحسنة من كلّ شخصٍ، حتى من الكافر، فالله يحبّ الكرم ويحبّ الإحسان ويحبّ العدل، فهو وإن كان قد منع الكافر من أن يحصل على ثوابه في الآخرة، إلا أنّه لم يمنعه من أن يحصل على ثوابه في الدّنيا.

أمّا المؤمن، فإنّه لا بدَّ من أن يخلص لله روحه، وأن ينظِّف لسانه، وأن يتّقي الله في أموره، وأن يقبل على الله بقلبه، فقد جاء في الحديث عن الإمام الصّادق(ع): "إنَّ الله لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساهٍ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن الإجابة". وورد في حديثه(ع) قال: "كان أبي يقول: خمس دعواتٍ لا تُحجَبن عن الربّ تبارك وتعالى: دعوة الإمام المقسط "العادل"، ودعوة المظلوم، يقول الله عزّ وجلّ: لأنتقمنّ لك ولو بعد حين، ودعوة الولد الصَّالح، ودعوة الوالد الصَّالح لولده، ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب"... وهكذا، فإنَّ للدّعاء شروطه المرتبطة بنظافة القلب والروح واللّسان، وبالقضايا التي تنسجم مع البرنامج الإلهيّ في حركة الإنسان في الواقع". [كتاب النّدوة، ج 1، ص651].

فلنكن من الدّعاة إلى الله تعالى بقلوبٍ صادقة مخلصة، وأنفس طاهرة عفيفة، متَّقية الله، عاملة له، وذاكرة وشاكرة، تعيش الثّقة باستجابة الله لها وتأييده وتوفيقه ورحمته وفضله.

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية