كتابات
01/04/2016

المذهب ليس هدفاً..

المذهب ليس هدفاً..

في تاريخ الأديان، ثمّة مذاهب شتّى تكرّست عبر الزمن، وهي تبرز تنوّع الأفهام في مقاربة الدّين وغاياته وأحكامه وتشريعاته ومفاهيمه، ولطالما كانت المذاهب مصدر ثراء وغنى للإنسان، لأنَّها تدفعه إلى النّشاط العقليّ الدّائم، وعدم الانغلاق والعزلة عن التّواصل مع الآخرين وما تتطلّبه الحياة.

ونفهم مما تقدَّم، أنَّ المذاهب في حقيقتها هي مجرّد أسلوبٍ وطريق يأخذ بيد معتنقيه إلى الانفتاح أكثر على الله تعالى، عبر الانفتاح أكثر على الحركة العقليَّة والاجتهاديَّة والإنسانيَّة الّتي تسمو بالإنسان وترتفع بالحياة.

في المقابل، وعبر التّاريخ، انحرف البعض عن خطِّ المذهبيّة العاملة الواعية المنفتحة، وجعلوا منها منطلقاً لبثِّ السّموم والفِرقة والفتنة وإشاعة الفوضى، ومطيَّة لتمرير المشاريع وتحقيق الطموحات، وحوّلوا المذهب إلى هدف وغاية لخدمتهم، بدل أن يكون وسيلة وطريقاً إلى الله، وأساؤوا إلى المذهب والنّاس والحياة، إذ سلبوا الإرادات، وخنقوا الحريات، وجعلوا المذاهب مسجونة ورهينة لمزاجاتهم وأهوائهم، وكلّ همهم أن يفرضوا اللغة المذهبيّة الضيّقة، بعيداً عن روح المذاهب الدّاعية إلى التّواصل والتّلاقح الفكريّ والاجتهاديّ من أجل تعزيز واقع النّاس في الحاضر والتّأسيس لمستقبلٍ مشرق.

فالمجتمعات المتمذهبة هي الَّتي جعلت من المذهب مساحةً لتفريغ أنانيّاتها وأحقادها، وبدّلت مهمَّة المذاهب، الَّتي هي الوصول إلى الحقّ وإلى الله، وهو ما أدَّى إلى نشر روح البغضاء والأحقاد والعصبيّات، وإثارة المشاكل والفتن، وما أكثرها!

إنَّ الإسلام يدعو إلى أن تكون وجهة المذاهب هي بناء الإنسان والحياة في شتى المجالات، على قاعدة الالتزام بالعدل والحقّ، وربط الإنسان بالتّوحيد الحقيقيّ، والمحافظة على التنوّع الاجتهاديّ والفكريّ، بما ينمِّي مسيرة الإنسان العقليّة والفكريّة والإبداعيّة.

يريدنا الإسلام أن نبني جيلاً واعياً يستفيد من غنى المذاهب وتنوّعها، لا جيلاً ينغلق على مذهبيَّته ويعتبرها مقدّسةً، ويحاول فرضها على الآخرين مهما كان الثّمن.

كلّ ما تقدّم يتطلّب وعياً وحرصاً من الجميع على العودة إلى الذّات، والتّصالح معها على أساس الحقّ والعدل والإحسان إلى أنفسنا وإلى الحياة من حولنا، وتصحيح الخلل في الواقع.

يقول المفكِّر الدّكتور علي شريعتي في هذا السِّياق: "الطريق الممتدّ من المستنقع إلى ربّ الأرباب يسمّى "مذهباً". من الواضح هنا أنَّ المذهب يعني الطَّريق، فالمذهب ليس هدفاً إذاً، إنما طريق ووسيلة، وجميع الكوارث الّتي حلَّت بالمجتمعات المتمذهبة، سببها أنَّ المذهب تغيّرت روحه ووجهته، وتغيّرت في نهاية المطاف مهمّته، فأصبح هدفاً بحدّ ذاته".[د.علي شريعتي].

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنما عن وجهة نظر صاحبها.

في تاريخ الأديان، ثمّة مذاهب شتّى تكرّست عبر الزمن، وهي تبرز تنوّع الأفهام في مقاربة الدّين وغاياته وأحكامه وتشريعاته ومفاهيمه، ولطالما كانت المذاهب مصدر ثراء وغنى للإنسان، لأنَّها تدفعه إلى النّشاط العقليّ الدّائم، وعدم الانغلاق والعزلة عن التّواصل مع الآخرين وما تتطلّبه الحياة.

ونفهم مما تقدَّم، أنَّ المذاهب في حقيقتها هي مجرّد أسلوبٍ وطريق يأخذ بيد معتنقيه إلى الانفتاح أكثر على الله تعالى، عبر الانفتاح أكثر على الحركة العقليَّة والاجتهاديَّة والإنسانيَّة الّتي تسمو بالإنسان وترتفع بالحياة.

في المقابل، وعبر التّاريخ، انحرف البعض عن خطِّ المذهبيّة العاملة الواعية المنفتحة، وجعلوا منها منطلقاً لبثِّ السّموم والفِرقة والفتنة وإشاعة الفوضى، ومطيَّة لتمرير المشاريع وتحقيق الطموحات، وحوّلوا المذهب إلى هدف وغاية لخدمتهم، بدل أن يكون وسيلة وطريقاً إلى الله، وأساؤوا إلى المذهب والنّاس والحياة، إذ سلبوا الإرادات، وخنقوا الحريات، وجعلوا المذاهب مسجونة ورهينة لمزاجاتهم وأهوائهم، وكلّ همهم أن يفرضوا اللغة المذهبيّة الضيّقة، بعيداً عن روح المذاهب الدّاعية إلى التّواصل والتّلاقح الفكريّ والاجتهاديّ من أجل تعزيز واقع النّاس في الحاضر والتّأسيس لمستقبلٍ مشرق.

فالمجتمعات المتمذهبة هي الَّتي جعلت من المذهب مساحةً لتفريغ أنانيّاتها وأحقادها، وبدّلت مهمَّة المذاهب، الَّتي هي الوصول إلى الحقّ وإلى الله، وهو ما أدَّى إلى نشر روح البغضاء والأحقاد والعصبيّات، وإثارة المشاكل والفتن، وما أكثرها!

إنَّ الإسلام يدعو إلى أن تكون وجهة المذاهب هي بناء الإنسان والحياة في شتى المجالات، على قاعدة الالتزام بالعدل والحقّ، وربط الإنسان بالتّوحيد الحقيقيّ، والمحافظة على التنوّع الاجتهاديّ والفكريّ، بما ينمِّي مسيرة الإنسان العقليّة والفكريّة والإبداعيّة.

يريدنا الإسلام أن نبني جيلاً واعياً يستفيد من غنى المذاهب وتنوّعها، لا جيلاً ينغلق على مذهبيَّته ويعتبرها مقدّسةً، ويحاول فرضها على الآخرين مهما كان الثّمن.

كلّ ما تقدّم يتطلّب وعياً وحرصاً من الجميع على العودة إلى الذّات، والتّصالح معها على أساس الحقّ والعدل والإحسان إلى أنفسنا وإلى الحياة من حولنا، وتصحيح الخلل في الواقع.

يقول المفكِّر الدّكتور علي شريعتي في هذا السِّياق: "الطريق الممتدّ من المستنقع إلى ربّ الأرباب يسمّى "مذهباً". من الواضح هنا أنَّ المذهب يعني الطَّريق، فالمذهب ليس هدفاً إذاً، إنما طريق ووسيلة، وجميع الكوارث الّتي حلَّت بالمجتمعات المتمذهبة، سببها أنَّ المذهب تغيّرت روحه ووجهته، وتغيّرت في نهاية المطاف مهمّته، فأصبح هدفاً بحدّ ذاته".[د.علي شريعتي].

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية