نبقى مع كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في نهجه، حيث تنفتح النّفس على الموعظة والاعتبار، ويسرح العقل في آفاق الحكمة والتعقُّل، ليأخذ من التّجارب ما يعينه في وجه التحدّيات.
يقول الإمام عليّ(ع): "أيُّها النّاس، إنّا قد أصبَحْنا في دهرٍ عنود، وزمنٍ كنود، يُعَدُّ فيه المُحسنُ مسيئاً، ويزداد الظّالمُ فيه عتوّاً، لا ننتفع بما علمنا، ولا نسألُ عمّا جهلنا، ولا نتخوّفُ قارعةً حتى تحلُّ بنا".
يخاطب أمير المؤمنين(ع) الناس وينبّههم إلى الزّمن الذي يعيشون فيه، الذي اختلطت فيه الأمور من جرّاء أفعالهم ومزاجيّاتهم، بحيث بات المحسنُ عند أغلب الناس مسيئاً، هذا الإنسان المحسن الذي كفَّ أذاه عن المجتمع، وانشغل بنفسه عن غيره، لا يقدَّر حقّ التقدير، فيما المسيءُ الحقيقيّ ينشر فساده وغيّه بين النّاس، ولا يحركون ساكناً، بل ربما يتأثّرون به ويتبعونه.
"ويزداد الظّالمُ فيه عتوّاً"، فعندما يتولّى الظّالم مركز القيادة على رقاب العباد، ويحتكر مقدّرات البلاد، وينسى أمر الله تعالى له بالعدل بين الناس، فإنّه يزداد عتوّاً واستعلاءً وتكبّراً وجبروتاً، عندما لا يواجهه أحد، ولا يقف في طريقه من يصدّه عن ظلمه، بل يجد الطّريق أمامه معبّدةً ليزداد غيّاً وفساداً.
"لا ننتفع بما علِمنا"، من المفترض أن يقوم الناس بمسؤولياتهم، وبما يوجبه علمهم ودينهم، بالوقوف في وجه الباطل والمفسدين، فإذا لم يفعلوا ذلك، ورضخوا للظّلمة، فإنهم لم ينتفعوا البتّة بما آمنوا به من واجبات دينيّة تحدّد لهم مسؤولياتهم تجاه رفض الظلم والوقوف مع الحقّ والعدالة، وهذا ما يجعل البعض في صفّ المجرمين الظّالمين الذين خانوا أمانة الله في بلاده وعباده.
"ولا نتخوَّفُ قارعةً حتى تحُلَّ بنا"، الّذين لا يحترزون من المخاطر، ولا يدفعون أسبابها عنهم، ولا يحتاطون لجهة تقوية دعائم حياتهم الفردية والجماعية، فإنهم عرضة للهلاك والوقوع في المشاكل والويلات، إذ أدمنوا الضّعف والاستكانة، وجمدوا طاقاتهم في مراجعة واقع الحال، ولم يبادروا إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه، ورضوا بالتّقاعس، هؤلاء هم المتخاذلون عن الحقّ، والممهّدون للظالمين، والمشاركون في بقاء الظّلم عبر تنصُّلهِم من واجباتهم.
من كلمات أمير المؤمنين عليّ(ع) ومواعظه، نتعلّم أن نصنع من زماننا زمناً جميلاً يستحقّ أهله المدح؛ مدح أخلاقهم وسيرتهم وأعمالهم، ونتعلّم أن نكون المحسنين الناظرين إلى الأمور بكلّ جدّ ووعي ومسؤوليّة، بحيث نعرف تصويب البوصلة في تقييم الأشخاص والمواقف.
نتعلّم أن ننتفع من إيماننا القويّ الذي يدفعنا إلى التزام حدود الله تعالى، ودفع المخاطر عن مجتمعنا وحياتنا، عبر القيام بمسؤوليّاتنا، والنهوض بواجباتنا كما علّمنا الله تعالى، وأرشدنا إليه رسول الله(ص) والأئمّة(ع).

نبقى مع كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في نهجه، حيث تنفتح النّفس على الموعظة والاعتبار، ويسرح العقل في آفاق الحكمة والتعقُّل، ليأخذ من التّجارب ما يعينه في وجه التحدّيات.
يقول الإمام عليّ(ع): "أيُّها النّاس، إنّا قد أصبَحْنا في دهرٍ عنود، وزمنٍ كنود، يُعَدُّ فيه المُحسنُ مسيئاً، ويزداد الظّالمُ فيه عتوّاً، لا ننتفع بما علمنا، ولا نسألُ عمّا جهلنا، ولا نتخوّفُ قارعةً حتى تحلُّ بنا".
يخاطب أمير المؤمنين(ع) الناس وينبّههم إلى الزّمن الذي يعيشون فيه، الذي اختلطت فيه الأمور من جرّاء أفعالهم ومزاجيّاتهم، بحيث بات المحسنُ عند أغلب الناس مسيئاً، هذا الإنسان المحسن الذي كفَّ أذاه عن المجتمع، وانشغل بنفسه عن غيره، لا يقدَّر حقّ التقدير، فيما المسيءُ الحقيقيّ ينشر فساده وغيّه بين النّاس، ولا يحركون ساكناً، بل ربما يتأثّرون به ويتبعونه.
"ويزداد الظّالمُ فيه عتوّاً"، فعندما يتولّى الظّالم مركز القيادة على رقاب العباد، ويحتكر مقدّرات البلاد، وينسى أمر الله تعالى له بالعدل بين الناس، فإنّه يزداد عتوّاً واستعلاءً وتكبّراً وجبروتاً، عندما لا يواجهه أحد، ولا يقف في طريقه من يصدّه عن ظلمه، بل يجد الطّريق أمامه معبّدةً ليزداد غيّاً وفساداً.
"لا ننتفع بما علِمنا"، من المفترض أن يقوم الناس بمسؤولياتهم، وبما يوجبه علمهم ودينهم، بالوقوف في وجه الباطل والمفسدين، فإذا لم يفعلوا ذلك، ورضخوا للظّلمة، فإنهم لم ينتفعوا البتّة بما آمنوا به من واجبات دينيّة تحدّد لهم مسؤولياتهم تجاه رفض الظلم والوقوف مع الحقّ والعدالة، وهذا ما يجعل البعض في صفّ المجرمين الظّالمين الذين خانوا أمانة الله في بلاده وعباده.
"ولا نتخوَّفُ قارعةً حتى تحُلَّ بنا"، الّذين لا يحترزون من المخاطر، ولا يدفعون أسبابها عنهم، ولا يحتاطون لجهة تقوية دعائم حياتهم الفردية والجماعية، فإنهم عرضة للهلاك والوقوع في المشاكل والويلات، إذ أدمنوا الضّعف والاستكانة، وجمدوا طاقاتهم في مراجعة واقع الحال، ولم يبادروا إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه، ورضوا بالتّقاعس، هؤلاء هم المتخاذلون عن الحقّ، والممهّدون للظالمين، والمشاركون في بقاء الظّلم عبر تنصُّلهِم من واجباتهم.
من كلمات أمير المؤمنين عليّ(ع) ومواعظه، نتعلّم أن نصنع من زماننا زمناً جميلاً يستحقّ أهله المدح؛ مدح أخلاقهم وسيرتهم وأعمالهم، ونتعلّم أن نكون المحسنين الناظرين إلى الأمور بكلّ جدّ ووعي ومسؤوليّة، بحيث نعرف تصويب البوصلة في تقييم الأشخاص والمواقف.
نتعلّم أن ننتفع من إيماننا القويّ الذي يدفعنا إلى التزام حدود الله تعالى، ودفع المخاطر عن مجتمعنا وحياتنا، عبر القيام بمسؤوليّاتنا، والنهوض بواجباتنا كما علّمنا الله تعالى، وأرشدنا إليه رسول الله(ص) والأئمّة(ع).