رجال الدّين هم فئة من الناس الّذين يتخصّصون في المجال الدّينيّ، بغية العمل والمساهمة في إصلاح المجتمعات، ووضع المعالجات لكثير من القضايا العامّة والخاصّة الّتي تهمّ الواقع. من هنا، فإنّ مسؤوليّاتهم حسّاسة وكبيرة، إذ إنّ دورهم يتوسّع ليشمل تكريس الأخلاقيّات في الحياة، ومواجهة الانحرافات والمفاسد، وصولاً إلى بناء إنسان يسير فعلاً بحركته ومسيرته إلى التّكامل والانسجام مع تعاليم الله.
ويصادف أن يتخلّى بعض هؤلاء عن دورهم الحقيقيّ، ويتحولوا إلى خدّام وأعوان للظلمة، وبدل أن يبنوا وعي الناس، يعملون بخطابهم وأساليبهم على تخدير الناس وقتل روح الوعي فيهم، من خلال نشر الأفكار الباطلة، أو معالجة الأمور وتقديمها بسطحيّة، دون النفاذ إلى عمقها، وبذلك لا يقدّمون أيّ غذاء فكريّ صالح لعمليّة بناء وعي الفرد والجماعة، وبالتالي يسقطون إرادتهم ويعزلونها عن المشاركة في رفض كثير من الانحرافات التي يقوم بها البعض. فأن يتحوّل رجل الدّين إلى ممرّ لتنفيذ مشاريع مشبوهة لرجال السياسة وغيرهم من قوى المجتمع، فإنّه يدخل في منطقة المحذور والمحرَّمات، ويصبح إنساناً انتهازيّاً ومعطِّلاً لحركة التوعية المطلوبة ضمن عمليّة نهوض المجتمعات، وللأسف، يترتّب على ذلك ابتعاد النّاس عن الخطابات الدينيّة المقبولة وغير المقبولة، بحيث يلجأون إلى أفكار غير دينيّة ربما يجدون فيها ما يرضي تطلّعاتهم، ويشبع لهم نهمهم المعرفي والفكري، وفي ذلك خطورة كبيرة، إذ المطلوب تقريب الدين إلى الناس وليس إبعاد الناس عن الدين.
وفي هذا السّياق، يقول المفكر علي شريعتي: "عندما يتخلّى رجال الدين عن مسؤوليتهم، ويتحوّلون إلى عوامل تخدير للنّاس وأدوات لتمرير أهداف الظلمة، من المتوقّع حينئذٍ أن يبتعد الناس عن الدّين، ويبحثوا عمّا يحقّق لهم طموحاتهم في أيديولوجيّات أخرى غير دينيّة".
أمام كلّ ما يمرّ به الواقع اليوم من تحدّيات، فإنّ صوت الضّمير يستصرخ الواعين من رجال الدّين وغيرهم، كي يتحسّسوا المسؤوليّة الكبرى تجاه الناس والحياة، فالقضيّة أكبر من أيّة حسابات أو مصالح؛ إنها قضيّة مصير وأمانة ومسؤوليّة ضخمة أمام الله والتاريخ.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

رجال الدّين هم فئة من الناس الّذين يتخصّصون في المجال الدّينيّ، بغية العمل والمساهمة في إصلاح المجتمعات، ووضع المعالجات لكثير من القضايا العامّة والخاصّة الّتي تهمّ الواقع. من هنا، فإنّ مسؤوليّاتهم حسّاسة وكبيرة، إذ إنّ دورهم يتوسّع ليشمل تكريس الأخلاقيّات في الحياة، ومواجهة الانحرافات والمفاسد، وصولاً إلى بناء إنسان يسير فعلاً بحركته ومسيرته إلى التّكامل والانسجام مع تعاليم الله.
ويصادف أن يتخلّى بعض هؤلاء عن دورهم الحقيقيّ، ويتحولوا إلى خدّام وأعوان للظلمة، وبدل أن يبنوا وعي الناس، يعملون بخطابهم وأساليبهم على تخدير الناس وقتل روح الوعي فيهم، من خلال نشر الأفكار الباطلة، أو معالجة الأمور وتقديمها بسطحيّة، دون النفاذ إلى عمقها، وبذلك لا يقدّمون أيّ غذاء فكريّ صالح لعمليّة بناء وعي الفرد والجماعة، وبالتالي يسقطون إرادتهم ويعزلونها عن المشاركة في رفض كثير من الانحرافات التي يقوم بها البعض. فأن يتحوّل رجل الدّين إلى ممرّ لتنفيذ مشاريع مشبوهة لرجال السياسة وغيرهم من قوى المجتمع، فإنّه يدخل في منطقة المحذور والمحرَّمات، ويصبح إنساناً انتهازيّاً ومعطِّلاً لحركة التوعية المطلوبة ضمن عمليّة نهوض المجتمعات، وللأسف، يترتّب على ذلك ابتعاد النّاس عن الخطابات الدينيّة المقبولة وغير المقبولة، بحيث يلجأون إلى أفكار غير دينيّة ربما يجدون فيها ما يرضي تطلّعاتهم، ويشبع لهم نهمهم المعرفي والفكري، وفي ذلك خطورة كبيرة، إذ المطلوب تقريب الدين إلى الناس وليس إبعاد الناس عن الدين.
وفي هذا السّياق، يقول المفكر علي شريعتي: "عندما يتخلّى رجال الدين عن مسؤوليتهم، ويتحوّلون إلى عوامل تخدير للنّاس وأدوات لتمرير أهداف الظلمة، من المتوقّع حينئذٍ أن يبتعد الناس عن الدّين، ويبحثوا عمّا يحقّق لهم طموحاتهم في أيديولوجيّات أخرى غير دينيّة".
أمام كلّ ما يمرّ به الواقع اليوم من تحدّيات، فإنّ صوت الضّمير يستصرخ الواعين من رجال الدّين وغيرهم، كي يتحسّسوا المسؤوليّة الكبرى تجاه الناس والحياة، فالقضيّة أكبر من أيّة حسابات أو مصالح؛ إنها قضيّة مصير وأمانة ومسؤوليّة ضخمة أمام الله والتاريخ.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.