كتابات
23/10/2016

بين أهل الدّنيا وأهل الآخرة

بين أهل الدّنيا وأهل الآخرة

قد يستغرق البعض في مظاهر الدّنيا، وتجعله غافلاً عن مصيره المحتوم بالفناء، والبعث للحساب بين يدي الله تعالى، وبدل أن يتذكّر يومه الموعود وأجله، وأنّه مرتحل عمّا قليل عن دنياه، إذا به يتغافل ويظلم نفسه والحياة من حوله، وبدل أن يحوِّل حياته إلى مساحة للعمل الصّالح في سبيل بناء سعادته في الآخرة، ينطلق ـ للأسف ـ من خلال طاقاته لتحقيق نزواته ومصالحه وحساباته الضيّقة، ولا يقدِّم شيئاً لآخرته.

هذا الإنسان هو على نقيض من باع دنياه بدينه، وجعل من مساحة الحياة فرصة لإعمار دار الآخرة، عبر التزوّد بالتّقوى والفضائل والأعمال الصّالحة، والتّعامل مع كلّ قضايا الحياة الخاصَّة والعامَّة، على أساس التزام الحقّ وحدود الله فيما أمر ونهى.

هذا المؤمن الّذي ابتعد عن التزلُّم للسّلاطين والدّخول في عالم الفساد والمفسدين، رغم كلّ الإغراءات والضغوطات، يخاف الله وحده فيما يقول ويفعل، ويصبر على كلّ المكاره والشّدائد، ساعياً إلى الجنة، مخالفاً للشّيطان، ملتزماً حدود الرّحمن.

هذا المؤمن الناصح لنفسه ولأمّته، لا يغادر أسلوب النصيحة، بل يواظب عليه أيّما مواظبة، لأنه يعتبر أنّ النصح للأمّة واجب عليه، شعوراً منه بالمسؤوليّة، وأنّ النّصح لنفسه من باب المراقبة والتذكّر والاعتبار، وحتى لا يدخل في دائرة النّسيان لما عليه من واجبات.

نحن هنا أمام نموذجين من النّاس؛ نموذجٍ يقتحم عالم الدّنيا ومظاهرها، دون الالتفات إلى مسؤوليّاته ودوره أمام الله والتّاريخ، ونموذجٍ يرفض الانغماس في الدّنيا على حساب دينه، وما عليه من واجبات تجاه الحياة وبنائها بكلّ ما ينفعها ويريحها من الباطل والمبطلين.

واليوم، في ظلّ الأوضاع القائمة والضغوطات الهائلة التي نتعرّض لها كأفراد ومجتمعات، فلنحذر من أن ننزلق إلى الاغترار بالدّنيا وزخارفها ومظاهرها على حساب آخرتنا، ولنعمل على أن نعدّ لآخرتنا الأعمال النافعة الّتي تقوم على التزام الحقّ ومجابهة الظلم، ومحاربة الأفكار الرجعيّة المتطرّفة، ورفض الاستزلام والغيبة، والابتعاد عن الفساد والرّذيلة، وتربية النّفوس دوماً على محبّة الله والتخلُّق بأخلاقه، والاتّعاظ بالأمم السّابقة قبلنا، كي نزداد إيماناً وفعلاً وحضوراً، ونكون ممّن عناهم سيّدنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) بقوله في إحدى خطبه: "وبقي رجالٌ غضَّ أبصارهم ذكرُ المرجع، وأراقَ دموعهم خوفُ المحشر، فهم بين شديدٍ نادٍّ، وخائفٍ مقموع، وساكتٍ مكعوم، وداعٍ مخلص، وثكلان مُوجعٍ، قد أخملتهم التقيّة، وشملتهم الذلّة، فهم في بحرٍ أجاج، أفواههم ضامرةٌ، وقلوبهم قرحةٌ، قد وعظُوا حتّى ملّوا، وقهروا حتى ذَلّوا، وقتلوا حتى قلُّوا، فلتكن الدّنيا في أعينكم أصغر من حثالة القَرْطِ، وقراضة الجَلَم، واتّعظوا بمن كان قبلكم، قبل أن يتَّعظ بكم من بعدكم، وارفضوها ذميمةً، فإنّها قد رفضت من كان أشغف بها منكم".

أهل الإيمان والعمل والإخلاص والتّقوى، هم من دعانا أمير المؤمنين(ع) إلى أن نكون منهم، نواجه الدّنيا وما فيها من تحدّيات، ونثبت على إيماننا وثقتنا بالله تعالى، ولا ننكسر أمام رياح الضّغوطات والمؤثّرات، مهما اشتدّت، ومهما كان نوعها...

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

قد يستغرق البعض في مظاهر الدّنيا، وتجعله غافلاً عن مصيره المحتوم بالفناء، والبعث للحساب بين يدي الله تعالى، وبدل أن يتذكّر يومه الموعود وأجله، وأنّه مرتحل عمّا قليل عن دنياه، إذا به يتغافل ويظلم نفسه والحياة من حوله، وبدل أن يحوِّل حياته إلى مساحة للعمل الصّالح في سبيل بناء سعادته في الآخرة، ينطلق ـ للأسف ـ من خلال طاقاته لتحقيق نزواته ومصالحه وحساباته الضيّقة، ولا يقدِّم شيئاً لآخرته.

هذا الإنسان هو على نقيض من باع دنياه بدينه، وجعل من مساحة الحياة فرصة لإعمار دار الآخرة، عبر التزوّد بالتّقوى والفضائل والأعمال الصّالحة، والتّعامل مع كلّ قضايا الحياة الخاصَّة والعامَّة، على أساس التزام الحقّ وحدود الله فيما أمر ونهى.

هذا المؤمن الّذي ابتعد عن التزلُّم للسّلاطين والدّخول في عالم الفساد والمفسدين، رغم كلّ الإغراءات والضغوطات، يخاف الله وحده فيما يقول ويفعل، ويصبر على كلّ المكاره والشّدائد، ساعياً إلى الجنة، مخالفاً للشّيطان، ملتزماً حدود الرّحمن.

هذا المؤمن الناصح لنفسه ولأمّته، لا يغادر أسلوب النصيحة، بل يواظب عليه أيّما مواظبة، لأنه يعتبر أنّ النصح للأمّة واجب عليه، شعوراً منه بالمسؤوليّة، وأنّ النّصح لنفسه من باب المراقبة والتذكّر والاعتبار، وحتى لا يدخل في دائرة النّسيان لما عليه من واجبات.

نحن هنا أمام نموذجين من النّاس؛ نموذجٍ يقتحم عالم الدّنيا ومظاهرها، دون الالتفات إلى مسؤوليّاته ودوره أمام الله والتّاريخ، ونموذجٍ يرفض الانغماس في الدّنيا على حساب دينه، وما عليه من واجبات تجاه الحياة وبنائها بكلّ ما ينفعها ويريحها من الباطل والمبطلين.

واليوم، في ظلّ الأوضاع القائمة والضغوطات الهائلة التي نتعرّض لها كأفراد ومجتمعات، فلنحذر من أن ننزلق إلى الاغترار بالدّنيا وزخارفها ومظاهرها على حساب آخرتنا، ولنعمل على أن نعدّ لآخرتنا الأعمال النافعة الّتي تقوم على التزام الحقّ ومجابهة الظلم، ومحاربة الأفكار الرجعيّة المتطرّفة، ورفض الاستزلام والغيبة، والابتعاد عن الفساد والرّذيلة، وتربية النّفوس دوماً على محبّة الله والتخلُّق بأخلاقه، والاتّعاظ بالأمم السّابقة قبلنا، كي نزداد إيماناً وفعلاً وحضوراً، ونكون ممّن عناهم سيّدنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) بقوله في إحدى خطبه: "وبقي رجالٌ غضَّ أبصارهم ذكرُ المرجع، وأراقَ دموعهم خوفُ المحشر، فهم بين شديدٍ نادٍّ، وخائفٍ مقموع، وساكتٍ مكعوم، وداعٍ مخلص، وثكلان مُوجعٍ، قد أخملتهم التقيّة، وشملتهم الذلّة، فهم في بحرٍ أجاج، أفواههم ضامرةٌ، وقلوبهم قرحةٌ، قد وعظُوا حتّى ملّوا، وقهروا حتى ذَلّوا، وقتلوا حتى قلُّوا، فلتكن الدّنيا في أعينكم أصغر من حثالة القَرْطِ، وقراضة الجَلَم، واتّعظوا بمن كان قبلكم، قبل أن يتَّعظ بكم من بعدكم، وارفضوها ذميمةً، فإنّها قد رفضت من كان أشغف بها منكم".

أهل الإيمان والعمل والإخلاص والتّقوى، هم من دعانا أمير المؤمنين(ع) إلى أن نكون منهم، نواجه الدّنيا وما فيها من تحدّيات، ونثبت على إيماننا وثقتنا بالله تعالى، ولا ننكسر أمام رياح الضّغوطات والمؤثّرات، مهما اشتدّت، ومهما كان نوعها...

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية