المؤمن المتوكّل على الله تعالى في السرّاء والضرّاء، لا تضعفه المُلِمَّات، ولا توهن إرادته التحدّيات والمؤامرات مهما اشتدّت، ينطلق من همّته العالية ووعيه وبصيرته وعمق إيمانه وتوكّله الواثق بربّه، إلى ممارسة دوره ومسؤوليّاته بكلّ جدارة، متسلّحاً بالوعي والحقّ في دعواه وعمله، مقتدياً بسيرة الأنبياء والأولياء الّذين كانوا ولا يزالون القدوة الخيِّرة الصّالحة للبشريّة في مسيرتها.
ومن هذه القدوة، نتربّى ونتعلّم في مدرستها الأخذ بأسباب المعرفة النّافعة، وحبّ التعلُّم ونبذ الخلافات والأحقاد والعصبيّات، والتحلّي بالأخلاق العالية، والحكمة في قراءة الأحداث ومقاربتها، والدّعوة إلى الله تعالى في السّرّ والعلانية، وخشية الله والتذكّر والشّكر، وغير ذلك من مفاهيم تؤصِّل الشخصيّة وتربطها أكثر بانتمائها إلى خط الله على وجه الحقيقة والكمال.
نتعلّم من قدوتنا الصّالحة الثبات في الموقف والرأي والصّبر والصّمود في وجه كلّ الضّغوطات والتحدّيات التي تريدنا أن نسقط ونتراجع عن المبادئ والقيم.
إن توجيه أنفسنا وتربيتها على التزام الحقّ وعدم التهاون فيه، من أوجب الواجبات في صنع جيل رسالي إيماني صالح، يأبى المساومة على الحقّ أو التّنازل عنه، حتى لو كان من يساوم مستكبراً أو مستعلياً يمتلك عناصر القوّة والضّغط.
فالدّفاع عن الحقّ وإحقاقه لأهله غاية العزّة والإيمان، أمّا مداهنة الباطل، فتعني الذلّة وسلب الإرادة، وقتل الإيمان وخنقه، والاستسلام للشيطان وأهله، وبيع النّفوس بأنجس الأثمان، وفي ذلك الخسران المبين في الدّنيا والآخرة.
فمراجعة الذّات ومحاسبتها من ديدن المؤمنين الّذين يجاهدون أنفسهم كي تبقى في خطّ الطّاعة والإخلاص لله، مذعنةً لأمره، واثقةً بنصره وتأييده في كلّ الظّروف والأحوال، صادقةً في جميع أوضاعها، ولو كلّفها ذلك الكثير من التّضحيات والأثمان، فمن منّا يؤثر الصّدق والحقّ على الكذب والباطل؟ ومن منّا لديه الجرأة في الموقف والحركة في وجه المتكبّرين وأصحاب النّفوذ والقوّة؟!
فهذا عليّ(ع) إمام المتقين وقدوة المؤمنين، يقول في إحدى خطبه الشّريفة: "فقمت بالأمر حين فشلوا، وتطلّعت حين تقبّعوا، ونطقتُ حين تعتعوا، ومضيتُ بنورِ الله حين وقفوا، وكنتُ أخفضهم صوتاً وأعلاهم فوتاً، فطرتُ بعنانها واستبددتُ برهانها، كالجبل لا تحرِّكه القواصفُ ولا تزيله العواصف، لم يكن لأحدٍ فيَّ مهمزٌ، ولا لقائلٍ فيَّ مغمزٌ، الذّليلُ عندي عزيزٌ حتى آخذ الحقّ له، والقويّ عندي ضعيف حتى آخذ الحقّ منه، رضينا عن الله قضاءه، وسلَّمنا لله أمره، أتراني أكذبُ على رسول الله(ص)؟ والله لأنا أوّل من صدّقه، فلا أكون أوّل من كذب عليه، فنظرتُ في أمري، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي، وإذا الميثاق في عنقي لغيري".
في مدرسة الإمام عليّ(ع)، نتعلّم كيف ننهض بالحقّ ونلتزمه، ونضحّي من أجله، حتى لو قعد الآخرون وتخاذلوا، ونمضي على هداية الله وخطّه، وما يقتضيه أمره من خيرٍ وصلاح، نتعلّم قوّة المواجهة أمام كلّ عواصف الإغراءات، ونتعلّم الحكم على أساس الحقّ، دون النّظر إلى الأشخاص والجهات وأصحابهم ومواقعهم.
فالمجتمع الإيماني من يضبط معاييره وموازينه ومنطقه كما يريد الله تعالى وتقتضيه حدوده، وليس كما يريد بعض النّاس وحساباتهم، فهل نصلح أمورنا ونبادر إلى تصويبها، أم نبقى في دائرة الجمود والتراجع؟
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

المؤمن المتوكّل على الله تعالى في السرّاء والضرّاء، لا تضعفه المُلِمَّات، ولا توهن إرادته التحدّيات والمؤامرات مهما اشتدّت، ينطلق من همّته العالية ووعيه وبصيرته وعمق إيمانه وتوكّله الواثق بربّه، إلى ممارسة دوره ومسؤوليّاته بكلّ جدارة، متسلّحاً بالوعي والحقّ في دعواه وعمله، مقتدياً بسيرة الأنبياء والأولياء الّذين كانوا ولا يزالون القدوة الخيِّرة الصّالحة للبشريّة في مسيرتها.
ومن هذه القدوة، نتربّى ونتعلّم في مدرستها الأخذ بأسباب المعرفة النّافعة، وحبّ التعلُّم ونبذ الخلافات والأحقاد والعصبيّات، والتحلّي بالأخلاق العالية، والحكمة في قراءة الأحداث ومقاربتها، والدّعوة إلى الله تعالى في السّرّ والعلانية، وخشية الله والتذكّر والشّكر، وغير ذلك من مفاهيم تؤصِّل الشخصيّة وتربطها أكثر بانتمائها إلى خط الله على وجه الحقيقة والكمال.
نتعلّم من قدوتنا الصّالحة الثبات في الموقف والرأي والصّبر والصّمود في وجه كلّ الضّغوطات والتحدّيات التي تريدنا أن نسقط ونتراجع عن المبادئ والقيم.
إن توجيه أنفسنا وتربيتها على التزام الحقّ وعدم التهاون فيه، من أوجب الواجبات في صنع جيل رسالي إيماني صالح، يأبى المساومة على الحقّ أو التّنازل عنه، حتى لو كان من يساوم مستكبراً أو مستعلياً يمتلك عناصر القوّة والضّغط.
فالدّفاع عن الحقّ وإحقاقه لأهله غاية العزّة والإيمان، أمّا مداهنة الباطل، فتعني الذلّة وسلب الإرادة، وقتل الإيمان وخنقه، والاستسلام للشيطان وأهله، وبيع النّفوس بأنجس الأثمان، وفي ذلك الخسران المبين في الدّنيا والآخرة.
فمراجعة الذّات ومحاسبتها من ديدن المؤمنين الّذين يجاهدون أنفسهم كي تبقى في خطّ الطّاعة والإخلاص لله، مذعنةً لأمره، واثقةً بنصره وتأييده في كلّ الظّروف والأحوال، صادقةً في جميع أوضاعها، ولو كلّفها ذلك الكثير من التّضحيات والأثمان، فمن منّا يؤثر الصّدق والحقّ على الكذب والباطل؟ ومن منّا لديه الجرأة في الموقف والحركة في وجه المتكبّرين وأصحاب النّفوذ والقوّة؟!
فهذا عليّ(ع) إمام المتقين وقدوة المؤمنين، يقول في إحدى خطبه الشّريفة: "فقمت بالأمر حين فشلوا، وتطلّعت حين تقبّعوا، ونطقتُ حين تعتعوا، ومضيتُ بنورِ الله حين وقفوا، وكنتُ أخفضهم صوتاً وأعلاهم فوتاً، فطرتُ بعنانها واستبددتُ برهانها، كالجبل لا تحرِّكه القواصفُ ولا تزيله العواصف، لم يكن لأحدٍ فيَّ مهمزٌ، ولا لقائلٍ فيَّ مغمزٌ، الذّليلُ عندي عزيزٌ حتى آخذ الحقّ له، والقويّ عندي ضعيف حتى آخذ الحقّ منه، رضينا عن الله قضاءه، وسلَّمنا لله أمره، أتراني أكذبُ على رسول الله(ص)؟ والله لأنا أوّل من صدّقه، فلا أكون أوّل من كذب عليه، فنظرتُ في أمري، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي، وإذا الميثاق في عنقي لغيري".
في مدرسة الإمام عليّ(ع)، نتعلّم كيف ننهض بالحقّ ونلتزمه، ونضحّي من أجله، حتى لو قعد الآخرون وتخاذلوا، ونمضي على هداية الله وخطّه، وما يقتضيه أمره من خيرٍ وصلاح، نتعلّم قوّة المواجهة أمام كلّ عواصف الإغراءات، ونتعلّم الحكم على أساس الحقّ، دون النّظر إلى الأشخاص والجهات وأصحابهم ومواقعهم.
فالمجتمع الإيماني من يضبط معاييره وموازينه ومنطقه كما يريد الله تعالى وتقتضيه حدوده، وليس كما يريد بعض النّاس وحساباتهم، فهل نصلح أمورنا ونبادر إلى تصويبها، أم نبقى في دائرة الجمود والتراجع؟
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.