كتابات
28/11/2016

استحضار الأرواح حقيقةٌ أم وهم؟

استحضار الأرواح حقيقةٌ أم وهم؟

نسمع كثيراً من خلال أحاديث البعض، وما يتناقله النّاس من أطراف الكلام، حول مسألة قدرة البعض على استحضار الأرواح ومخاطبتها وجمعها مع النّاس والتكلّم معها، فهل لذلك أصل واقعيّ حقيقيّ، أم هو محض وهم وخيال وحديث نفس لا أساس علميّ وواقعيّ له؟!

والسّؤال الآخر: من يملك القدرة على الاتّصال بعالم الأرواح واستحضارها؟ وما هي طبيعة وسيلة استحضاره؟ ولماذا الاستحضار من الأساس؟ كلّها أسئلة جرى الكلام حولها، وبقي كلاماً لا دليل ملموس حوله، إلا ما نسمعه من حكايات من يؤمن بذلك، ويسرد لك كيف قابل شيخاً أو ما يسمّيه بالعالم الرّوحيّ، وأنّه استحضر له الروح وتكلّم معها، وهو يعرف صاحب هذه الرّوح.

إذاً، ينطلق البعض ليثبت أنّ هناك فعلاً أرواحاً تتّصل بأناسٍ في الحياة الدّنيا، وتوحي إليهم أموراً وتخبرهم بأمور معيَّنة، لأنّ هذه الروح متّصلة بالأحياء في هذه الحياة اتّصالاً جزئيّاً، إذ تطّلع على كثير من شؤونهم، وتفرح لفرحهم في برزخها وتحزن لحزنهم، وهذه الرّوح هي روحٌ صالحة تقيّة، حتى إنها تأتي كثيراً في الرؤيا وتحدِّث أصحابها.

وقال البعض إنّ ذلك مجرّد كلام لا يمكن إثباته، وإن كان من يدّعيه صادقاً، فهو غير خاضع للحسّ والتجربة والعيان، والروح في عالم البرزخ لا قدرة ولا سلطان لأحدٍ عليها سوى الله تعالى.

هل يعارض الدّين الإسلاميّ استحضار الأرواح؟ يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "أنا لم أفم هذه المسألة حتى الآن، فهل إنّ الله سبحانه وتعالى سلَّط محضّر الأرواح على أرواح العالم، بحيث يستحضر روح من يريد، أو يقرأ فنجاناً لكشف المستور وما إلى ذلك؟ فهل يستطيع هؤلاء بجلسة واحدة أن يأتوا بأرواح الأنبياء والأئمّة والعلماء والأبطال المجاهدين قبل أن يموتوا؟

نحن نقول لهؤلاء الّذين يستحضرون الأرواح، استحضروا لنا روح إنسان حيّ، فعالم الروح ليس محبوساً بالجسد فحسب، بل هو عالم فسيح، فهل تقدر أن تأتي بشخصٍ موجود في لبنان وأنت قاعد هنا؟!".

ويتابع سماحته(رض) قائلاً: "فالروح كما نعلم شيء غامض، وحتى الآن، لا ندري معنى الروح، وهل هي متّصلة بالجسد أم لا؟ وما هي طبيعتها؟ لذلك، فحسب فهمي، أعتبر عمليّة استحضار الأرواح مسألة خرافيّة، ولا أجد جدّيّة في مناقشتها، ولكن في كثير من الحالات، قد يتخيّل الإنسان الكثير من الأشياء التي ليست حقيقيّة، وما هو إلا الاستغراق في الموضوع.

ويبقى هناك حديث حول بعض الأعمال الدينيّة والأدعية والتّسابيح ونحو ذلك، مما يتّصل بالتوسّل إلى الله في أن يجمع الإنسان بوالده أو ببعض أقربائه روحيّاً، وهنا يتحدّث بعض العلماء، وفيهم الثقاة، بواقعيّة، ذلك على أساس استجابة الله لصاحب العمل العبادي الرّوحي، وهو أمر ممكن من النّاحية العامّة، ولكنه يخضع لوثاقة الناقل وسلامة وعيه لحركة التجربة وطبيعتها، لأنَّ القضيَّة قد تأخذ جانب التَّخييل والإيحاء النّفسي، والله العالم".[كتاب النّدوة، ج:1، ص:813-814].

بعد الذي تقدَّم، يجد المرء نفسه أمام نقاش ربما لا طائل عمليّ له في حياته اليوميّة، فلماذا يا ترى يشغل نفسه بمثل هذه الأمور الّتي لا طريق إلى حقيقتها الحسيّة، وحتى لو سلّمنا جدلاً بوجودها، فما النّفع منها، في زمنٍ انقطع الأحياء عن بعضهم البعض، وباتت أرواحهم تعيش فعلاً الغربة الحقيقيّة وهم متجاورون بأجسادهم...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

نسمع كثيراً من خلال أحاديث البعض، وما يتناقله النّاس من أطراف الكلام، حول مسألة قدرة البعض على استحضار الأرواح ومخاطبتها وجمعها مع النّاس والتكلّم معها، فهل لذلك أصل واقعيّ حقيقيّ، أم هو محض وهم وخيال وحديث نفس لا أساس علميّ وواقعيّ له؟!

والسّؤال الآخر: من يملك القدرة على الاتّصال بعالم الأرواح واستحضارها؟ وما هي طبيعة وسيلة استحضاره؟ ولماذا الاستحضار من الأساس؟ كلّها أسئلة جرى الكلام حولها، وبقي كلاماً لا دليل ملموس حوله، إلا ما نسمعه من حكايات من يؤمن بذلك، ويسرد لك كيف قابل شيخاً أو ما يسمّيه بالعالم الرّوحيّ، وأنّه استحضر له الروح وتكلّم معها، وهو يعرف صاحب هذه الرّوح.

إذاً، ينطلق البعض ليثبت أنّ هناك فعلاً أرواحاً تتّصل بأناسٍ في الحياة الدّنيا، وتوحي إليهم أموراً وتخبرهم بأمور معيَّنة، لأنّ هذه الروح متّصلة بالأحياء في هذه الحياة اتّصالاً جزئيّاً، إذ تطّلع على كثير من شؤونهم، وتفرح لفرحهم في برزخها وتحزن لحزنهم، وهذه الرّوح هي روحٌ صالحة تقيّة، حتى إنها تأتي كثيراً في الرؤيا وتحدِّث أصحابها.

وقال البعض إنّ ذلك مجرّد كلام لا يمكن إثباته، وإن كان من يدّعيه صادقاً، فهو غير خاضع للحسّ والتجربة والعيان، والروح في عالم البرزخ لا قدرة ولا سلطان لأحدٍ عليها سوى الله تعالى.

هل يعارض الدّين الإسلاميّ استحضار الأرواح؟ يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "أنا لم أفم هذه المسألة حتى الآن، فهل إنّ الله سبحانه وتعالى سلَّط محضّر الأرواح على أرواح العالم، بحيث يستحضر روح من يريد، أو يقرأ فنجاناً لكشف المستور وما إلى ذلك؟ فهل يستطيع هؤلاء بجلسة واحدة أن يأتوا بأرواح الأنبياء والأئمّة والعلماء والأبطال المجاهدين قبل أن يموتوا؟

نحن نقول لهؤلاء الّذين يستحضرون الأرواح، استحضروا لنا روح إنسان حيّ، فعالم الروح ليس محبوساً بالجسد فحسب، بل هو عالم فسيح، فهل تقدر أن تأتي بشخصٍ موجود في لبنان وأنت قاعد هنا؟!".

ويتابع سماحته(رض) قائلاً: "فالروح كما نعلم شيء غامض، وحتى الآن، لا ندري معنى الروح، وهل هي متّصلة بالجسد أم لا؟ وما هي طبيعتها؟ لذلك، فحسب فهمي، أعتبر عمليّة استحضار الأرواح مسألة خرافيّة، ولا أجد جدّيّة في مناقشتها، ولكن في كثير من الحالات، قد يتخيّل الإنسان الكثير من الأشياء التي ليست حقيقيّة، وما هو إلا الاستغراق في الموضوع.

ويبقى هناك حديث حول بعض الأعمال الدينيّة والأدعية والتّسابيح ونحو ذلك، مما يتّصل بالتوسّل إلى الله في أن يجمع الإنسان بوالده أو ببعض أقربائه روحيّاً، وهنا يتحدّث بعض العلماء، وفيهم الثقاة، بواقعيّة، ذلك على أساس استجابة الله لصاحب العمل العبادي الرّوحي، وهو أمر ممكن من النّاحية العامّة، ولكنه يخضع لوثاقة الناقل وسلامة وعيه لحركة التجربة وطبيعتها، لأنَّ القضيَّة قد تأخذ جانب التَّخييل والإيحاء النّفسي، والله العالم".[كتاب النّدوة، ج:1، ص:813-814].

بعد الذي تقدَّم، يجد المرء نفسه أمام نقاش ربما لا طائل عمليّ له في حياته اليوميّة، فلماذا يا ترى يشغل نفسه بمثل هذه الأمور الّتي لا طريق إلى حقيقتها الحسيّة، وحتى لو سلّمنا جدلاً بوجودها، فما النّفع منها، في زمنٍ انقطع الأحياء عن بعضهم البعض، وباتت أرواحهم تعيش فعلاً الغربة الحقيقيّة وهم متجاورون بأجسادهم...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية