كتابات
19/12/2016

التأسّف الّذي لا ينفع

التأسّف الّذي لا ينفع

جاء في عيون الحكم والمواعظ لعليّ بن محمد اللّيثي الواسطي، المتوفَّى في القرن السادس الهجري، الطّبعة الأولى، سنة 1418 هجرية، قمّ/إيران، قال الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع): "مَنْ‏ لَمْ‏ يَتَحَرَّزْ مِنَ الْمَكَائِدِ قَبْلَ وُقُوعِهَا، لَمْ يَنْفَعْهُ الْأَسَفُ بَعْدَ هُجُومِهَا".

في هذا القول، يريد أمير المؤمنين(ع) تأكيد أهميّة التنّبه وأخذ الحيطة والحذر من المكائد والمؤامرات التي تحاك للإنسان بغية إسقاطه ومحاصرته ومصادرة حريته وكيانه ووجوده، وما أكثر أشكال المؤامرات والمكائد اليوم الّتي نسمع بها ونشاهدها يوميّاً، حتى من قبل الأهل والأقارب والأرحام والأصدقاء، وصولاً إلى الدّائرة الاجتماعيّة الكبرى.

فالتنبّه واليقظة من الآخرين أمر مطلوب، ويدلّ على رجاحة عقل المؤمن ووعيه وحكمته، ومدى تجربته وخبرته الّتي من المفترض أن تكون حاضرةً في كلّ الظروف والميادين. في المقابل، فإنّ الإنسان الذي يستخفّ بما حوله، ويعيش الخنوع والاستكانة والغفلة، تراه يقع في كثير من المشاكل والمصائب، ولا ينفعه حينها التأسّف على ما فاته من الحيطة والحذر واليقظة، فيقع في ندم كبير، ولا يعوّضه ذلك عن شيء مهما فعل، فالفطنة مطلوبة في وقتها، وهي ما يدفع عنه الأذى والضّرر، حتّى لا يتخبّط بالتحسّر والنّدامة والأسف بعد وقوع المصيبة.

البعض منا يسترسل في حياته، ولا يلتفت إلى ظروفه المحيطة به الّتي يستغلّها البعض من أجل إلحاق الأذى به، سواء من المقرّبين منه والمعارف والأقارب، ومن يصادفهم في حياته العامّة، فتراه منصرف الذّهن عنهم، لا يتحرّز منهم، بل يستغرق معهم، ويذهل عن فهم ما يحيط به من أجواء، إلى درجة ذهاب البصر وغياب البصيرة لما يترتب على ذلك من نتائج، وفي المقابل، فإنّ الطرف الواعي والفطن، هو الحذق المتوقّد الذّهن الذي لا يدع الأمور والأجواء التي تستهدفه تسرقه دون أن يتعامل معها كما يجب.

واليوم، للأسف، نشهد مزيداً من الضّغوطات التي تأخذ أشكالاً مختلفة، والّتي تستهدف هويّة الأجيال وأصالتهم وأخلاقيّاتهم، لإسقاطهم وتمييع شخصيّتهم، وجعلهم يعيشون التبعيّة والاستعباد للمظاهر والشّهوات. لذا لا بدَّ من نشر التّوعية الكافية لزرع روح الحذر والحيطة والفطنة والوعي في وجدان الشّباب والنّاشئة، وضرروة التحرّز من المخطّطات والألاعيب المضلّلة التي تريد جذبهم إلى الشّياطين، وإبعادهم عن خطّ الله تعالى وسبيله، هذا الخطّ الذي ينبغي حمايته من الجميع، عبر التّوجيه السّليم والصّحيح، بما ينسجم مع روح التّشريع، وبالأسلوب الذي يغذّي فعلاً القلوب والعقول، ويجعلها منفتحةً على الله، بما يعنيه ذلك من التزام ومسؤوليّة...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

جاء في عيون الحكم والمواعظ لعليّ بن محمد اللّيثي الواسطي، المتوفَّى في القرن السادس الهجري، الطّبعة الأولى، سنة 1418 هجرية، قمّ/إيران، قال الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع): "مَنْ‏ لَمْ‏ يَتَحَرَّزْ مِنَ الْمَكَائِدِ قَبْلَ وُقُوعِهَا، لَمْ يَنْفَعْهُ الْأَسَفُ بَعْدَ هُجُومِهَا".

في هذا القول، يريد أمير المؤمنين(ع) تأكيد أهميّة التنّبه وأخذ الحيطة والحذر من المكائد والمؤامرات التي تحاك للإنسان بغية إسقاطه ومحاصرته ومصادرة حريته وكيانه ووجوده، وما أكثر أشكال المؤامرات والمكائد اليوم الّتي نسمع بها ونشاهدها يوميّاً، حتى من قبل الأهل والأقارب والأرحام والأصدقاء، وصولاً إلى الدّائرة الاجتماعيّة الكبرى.

فالتنبّه واليقظة من الآخرين أمر مطلوب، ويدلّ على رجاحة عقل المؤمن ووعيه وحكمته، ومدى تجربته وخبرته الّتي من المفترض أن تكون حاضرةً في كلّ الظروف والميادين. في المقابل، فإنّ الإنسان الذي يستخفّ بما حوله، ويعيش الخنوع والاستكانة والغفلة، تراه يقع في كثير من المشاكل والمصائب، ولا ينفعه حينها التأسّف على ما فاته من الحيطة والحذر واليقظة، فيقع في ندم كبير، ولا يعوّضه ذلك عن شيء مهما فعل، فالفطنة مطلوبة في وقتها، وهي ما يدفع عنه الأذى والضّرر، حتّى لا يتخبّط بالتحسّر والنّدامة والأسف بعد وقوع المصيبة.

البعض منا يسترسل في حياته، ولا يلتفت إلى ظروفه المحيطة به الّتي يستغلّها البعض من أجل إلحاق الأذى به، سواء من المقرّبين منه والمعارف والأقارب، ومن يصادفهم في حياته العامّة، فتراه منصرف الذّهن عنهم، لا يتحرّز منهم، بل يستغرق معهم، ويذهل عن فهم ما يحيط به من أجواء، إلى درجة ذهاب البصر وغياب البصيرة لما يترتب على ذلك من نتائج، وفي المقابل، فإنّ الطرف الواعي والفطن، هو الحذق المتوقّد الذّهن الذي لا يدع الأمور والأجواء التي تستهدفه تسرقه دون أن يتعامل معها كما يجب.

واليوم، للأسف، نشهد مزيداً من الضّغوطات التي تأخذ أشكالاً مختلفة، والّتي تستهدف هويّة الأجيال وأصالتهم وأخلاقيّاتهم، لإسقاطهم وتمييع شخصيّتهم، وجعلهم يعيشون التبعيّة والاستعباد للمظاهر والشّهوات. لذا لا بدَّ من نشر التّوعية الكافية لزرع روح الحذر والحيطة والفطنة والوعي في وجدان الشّباب والنّاشئة، وضرروة التحرّز من المخطّطات والألاعيب المضلّلة التي تريد جذبهم إلى الشّياطين، وإبعادهم عن خطّ الله تعالى وسبيله، هذا الخطّ الذي ينبغي حمايته من الجميع، عبر التّوجيه السّليم والصّحيح، بما ينسجم مع روح التّشريع، وبالأسلوب الذي يغذّي فعلاً القلوب والعقول، ويجعلها منفتحةً على الله، بما يعنيه ذلك من التزام ومسؤوليّة...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية