المعاصرة هي الطريقة التي يواكب فيها الإنسان قضايا العصر المتجدِّدة في حاجات العصر من جهة، وفي تطلّعاته وعلاقاته العضويّة في دائرة تكوين المجتمع وحركة الإنسان في الواقع من جهة أخرى.. لأنّنا نلاحظ أنّ لكلّ عصر ذهنيته ولغته وقضاياه وطريقته في مواجهة هذه القضايا. ونحن كإسلاميّين، نشعر بالحاجة إلى أن نواجه كلّ قضايا العصر، بالطريقة التي نوحي فيها للآخرين بأنّ الإسلام يملك من المرونة الحيّة ومن الانفتاح وسعة الأفق ما يتمكّن فيه من مواجهة أية حالة من حالات المتغيرات التي تنطلق في أيّ عصر، ليعطيها من فكره وشريعته ومنهجه المفردات والأساليب الحركيّة التي يستطيع من خلالها أن يجعل نفسه شاهداً على العصر، وقائداً له، من دون أن يرجعه إلى الماضي، بل يرفقه في حركة المستقبل.
إننا نلاحظ أن الكثيرين من الإسلاميّين لايزالون في خطابهم الفكري والسياسي، وفي ذهنيّتهم المنهجيّة، يتحركون كما لو كانوا يعيشون قبل خمسمائة سنة أو أربعمائة سنة، تماماً كما لو كانوا يعيشون الغربة في هذا العصر، بل نجد أنَّ البعض يتحدّث عن غربته في هذا العصر، لا بمعنى غربة الفكر الّذي يمثّله عن الفكر الذي يتحرّك في العصر، مما توحي به كلمة "طوبى للغرباء"، ولكن على أساس أنَّ ذهنيّته تختلف عن ذهنيّة العصر، ما يجعله إنساناً بعيداً من أيّة حالة من حالات التفاعل مع الناس الذين يعيشون عصره، مما يشعرك بأنّه ليس في مستوى الدّعوة والحركة، لأنَّ عليك أن تخاطب الناس بلغتهم، وأن تكلِّمهم على قدر عقولهم.
لذلك، فإننا نعتقد أنّ الله حين جعل الإسلام دين الحياة، فإنه أراد له أن يواجه كلّ مرحلة من مراحلها بلغتها وبأساليبها، من أجل أن يمنحها فكره وشريعته ومنهجه، بالطّريقة التي يمكن أن تنفذ إلى أعماقها وإلى أفكارها، لتغير ذلك كلّه على صورة الإسلام...
هناك فرق بين المعاصرة وبين الواقعيّة، لأنّ المعاصرة هي حركة في المنهج الفكريّ، في تمثل قضايا العصر بلغته وبآفاقه وبذهنيّته، بينما الواقعيّة توحي بأن تتمثّل مفردات الواقع في حل المشاكل التي تواجهك. لذلك، فإنّ المعاصرة تتحرّك في ساحة، والواقعيّة تتحرك في ساحة أخرى، وقد تستفيد الواقعيّة من المعاصرة، كما يمكن أن تستفيد المعاصرة من الواقعيّة، ولكنهما مصطلحان مختلفان.
*كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل"، ص 25- 26.
المعاصرة هي الطريقة التي يواكب فيها الإنسان قضايا العصر المتجدِّدة في حاجات العصر من جهة، وفي تطلّعاته وعلاقاته العضويّة في دائرة تكوين المجتمع وحركة الإنسان في الواقع من جهة أخرى.. لأنّنا نلاحظ أنّ لكلّ عصر ذهنيته ولغته وقضاياه وطريقته في مواجهة هذه القضايا. ونحن كإسلاميّين، نشعر بالحاجة إلى أن نواجه كلّ قضايا العصر، بالطريقة التي نوحي فيها للآخرين بأنّ الإسلام يملك من المرونة الحيّة ومن الانفتاح وسعة الأفق ما يتمكّن فيه من مواجهة أية حالة من حالات المتغيرات التي تنطلق في أيّ عصر، ليعطيها من فكره وشريعته ومنهجه المفردات والأساليب الحركيّة التي يستطيع من خلالها أن يجعل نفسه شاهداً على العصر، وقائداً له، من دون أن يرجعه إلى الماضي، بل يرفقه في حركة المستقبل.
إننا نلاحظ أن الكثيرين من الإسلاميّين لايزالون في خطابهم الفكري والسياسي، وفي ذهنيّتهم المنهجيّة، يتحركون كما لو كانوا يعيشون قبل خمسمائة سنة أو أربعمائة سنة، تماماً كما لو كانوا يعيشون الغربة في هذا العصر، بل نجد أنَّ البعض يتحدّث عن غربته في هذا العصر، لا بمعنى غربة الفكر الّذي يمثّله عن الفكر الذي يتحرّك في العصر، مما توحي به كلمة "طوبى للغرباء"، ولكن على أساس أنَّ ذهنيّته تختلف عن ذهنيّة العصر، ما يجعله إنساناً بعيداً من أيّة حالة من حالات التفاعل مع الناس الذين يعيشون عصره، مما يشعرك بأنّه ليس في مستوى الدّعوة والحركة، لأنَّ عليك أن تخاطب الناس بلغتهم، وأن تكلِّمهم على قدر عقولهم.
لذلك، فإننا نعتقد أنّ الله حين جعل الإسلام دين الحياة، فإنه أراد له أن يواجه كلّ مرحلة من مراحلها بلغتها وبأساليبها، من أجل أن يمنحها فكره وشريعته ومنهجه، بالطّريقة التي يمكن أن تنفذ إلى أعماقها وإلى أفكارها، لتغير ذلك كلّه على صورة الإسلام...
هناك فرق بين المعاصرة وبين الواقعيّة، لأنّ المعاصرة هي حركة في المنهج الفكريّ، في تمثل قضايا العصر بلغته وبآفاقه وبذهنيّته، بينما الواقعيّة توحي بأن تتمثّل مفردات الواقع في حل المشاكل التي تواجهك. لذلك، فإنّ المعاصرة تتحرّك في ساحة، والواقعيّة تتحرك في ساحة أخرى، وقد تستفيد الواقعيّة من المعاصرة، كما يمكن أن تستفيد المعاصرة من الواقعيّة، ولكنهما مصطلحان مختلفان.
*كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل"، ص 25- 26.