كتابات
23/04/2018

الانحرافات السلوكيّة لدى المراهقين

الانحرافات السلوكيّة لدى المراهقين

إنَّ الإسلام أراد للأبوين أن يرعيا الجانب الروحي في شخصية الصبيّ قبل أن ينتقل إلى مرحلة الشباب، وذلك بتعويده على أجواء العبادة، وإيجاد حالات من الانفتاح على الله بشكل تدريجيّ. كما أعطى الإسلام الشابّ الثّقة بنفسه، ذكراً كان أو أنثى، حينما منحه الحقّ في أن يكون شخصيّة قانونيّة مستقلّة، حتى إذا بلغ الرّشد الذّهني الذي يستطيع من خلاله أن يدبّر أموره، فإنّ الإسلام يرفع عنه الولاية: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}[النّساء: 6]، أي أنّ ولاية الكبار ترتفع عن البالغ الرّشيد والبالغة الرّشيدة.

فالرّشد حالة ذهنيّة تنطلق من ميزات عقليّة في وعي الإنسان للأشياء، بحيث يستطيع أن يتصرّف تصرّفاً معقولاً متوازناً، على الطريقة العامّة التي يتصرّف فيها الناس في معاملاتهم وعلاقاتهم وأوضاعهم، وهذا يعني أنّ المراهقة لا تشكّل مرحلة فوق العادة، بل هي مجرّد حالة من الحالات التي ينطلق فيها الإنسان ليتحرّك من خلال سنّ البلوغ إلى أجواء الرّشد.

المراهقة والمسؤوليّة:

ولقد جعل الإسلام الإنسان مكلّفاً عندما يبلغ، بحيث يكون مسؤولاً عن الحالة الإيجابيّة والسلبيّة، وهذا يعني أنَّ الإسلام لا يعتبر المراهقة مرحلة يتخفّف فيها الإنسان من المسؤوليّة والتّبعات، فالمراهقة يمكن أن تمتدّ معه حتى أعلى مراحل العمر، باعتبار أنّ حركة الغرائز التي تثير الجانب السلبي في الإنسان، من خلال عناصر الإثارة الداخلية أو الخارجية، تبقى مستمرة مع الإنسان منذ بلوغه وحتى نهاية حياته. ونحن نعرف أنّ هناك مراهقين في الأربعين أو الخمسين أو الستين، لأنّ المراهقة ليست سناً معينة، وإنما حالة تبدأ حركتها في بداية البلوغ، وتستمرّ تأثيراتها الجسدية والنفسية بامتداد حياة الإنسان الّذي يعيش يقظة الغرائز في هذا الجانب أو ذاك.

وصايا وإرشادات:

وكذلك، فلا بدَّ لنا من أن نبدأ عمليَّة التوجيه الرّوحي والفكري والاجتماعيّ، وكلّ المجالات الواقعيّة الأخرى من قبل البلوغ، حتى نجنِّب الشابّ الصَّدمة التي يواجهها، عندما يقف وجهاً لوجهٍ أمام غرائزه التي استيقظت في هذه المرحلة، وأن تبقى رعايته مستمرّةً في كلّ المراحل، وأن نراعي أصول التربية والتّوجيه بالشَّكل الذي لا نجعل من الإنسان الجديد صورةً للإنسان القديم في القضايا المتحركة في الحياة، وأن لا نحاول تعليبه في علبة مغلقة، بل نحاول أن نفتح «رئتيه الفكريّتين والروحيّتين» ليتنفَّس الهواء النّظيف في الحياة.

من كتاب "دنيا الشَّباب"، ص 93-95.

إنَّ الإسلام أراد للأبوين أن يرعيا الجانب الروحي في شخصية الصبيّ قبل أن ينتقل إلى مرحلة الشباب، وذلك بتعويده على أجواء العبادة، وإيجاد حالات من الانفتاح على الله بشكل تدريجيّ. كما أعطى الإسلام الشابّ الثّقة بنفسه، ذكراً كان أو أنثى، حينما منحه الحقّ في أن يكون شخصيّة قانونيّة مستقلّة، حتى إذا بلغ الرّشد الذّهني الذي يستطيع من خلاله أن يدبّر أموره، فإنّ الإسلام يرفع عنه الولاية: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}[النّساء: 6]، أي أنّ ولاية الكبار ترتفع عن البالغ الرّشيد والبالغة الرّشيدة.

فالرّشد حالة ذهنيّة تنطلق من ميزات عقليّة في وعي الإنسان للأشياء، بحيث يستطيع أن يتصرّف تصرّفاً معقولاً متوازناً، على الطريقة العامّة التي يتصرّف فيها الناس في معاملاتهم وعلاقاتهم وأوضاعهم، وهذا يعني أنّ المراهقة لا تشكّل مرحلة فوق العادة، بل هي مجرّد حالة من الحالات التي ينطلق فيها الإنسان ليتحرّك من خلال سنّ البلوغ إلى أجواء الرّشد.

المراهقة والمسؤوليّة:

ولقد جعل الإسلام الإنسان مكلّفاً عندما يبلغ، بحيث يكون مسؤولاً عن الحالة الإيجابيّة والسلبيّة، وهذا يعني أنَّ الإسلام لا يعتبر المراهقة مرحلة يتخفّف فيها الإنسان من المسؤوليّة والتّبعات، فالمراهقة يمكن أن تمتدّ معه حتى أعلى مراحل العمر، باعتبار أنّ حركة الغرائز التي تثير الجانب السلبي في الإنسان، من خلال عناصر الإثارة الداخلية أو الخارجية، تبقى مستمرة مع الإنسان منذ بلوغه وحتى نهاية حياته. ونحن نعرف أنّ هناك مراهقين في الأربعين أو الخمسين أو الستين، لأنّ المراهقة ليست سناً معينة، وإنما حالة تبدأ حركتها في بداية البلوغ، وتستمرّ تأثيراتها الجسدية والنفسية بامتداد حياة الإنسان الّذي يعيش يقظة الغرائز في هذا الجانب أو ذاك.

وصايا وإرشادات:

وكذلك، فلا بدَّ لنا من أن نبدأ عمليَّة التوجيه الرّوحي والفكري والاجتماعيّ، وكلّ المجالات الواقعيّة الأخرى من قبل البلوغ، حتى نجنِّب الشابّ الصَّدمة التي يواجهها، عندما يقف وجهاً لوجهٍ أمام غرائزه التي استيقظت في هذه المرحلة، وأن تبقى رعايته مستمرّةً في كلّ المراحل، وأن نراعي أصول التربية والتّوجيه بالشَّكل الذي لا نجعل من الإنسان الجديد صورةً للإنسان القديم في القضايا المتحركة في الحياة، وأن لا نحاول تعليبه في علبة مغلقة، بل نحاول أن نفتح «رئتيه الفكريّتين والروحيّتين» ليتنفَّس الهواء النّظيف في الحياة.

من كتاب "دنيا الشَّباب"، ص 93-95.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية