تنطلق الرّسالة من تعاليم ربانيّة، تهدف فيما تهدف إليه، إلى مخاطبة واقع النّاس
كناسٍ تتنوّع فيهم كلّ عناصر التكوين الإنسانيّ، من شعورٍ وفكرٍ وفطرةٍ وعقلٍ عمليّ،
فليست الرسالة بكلّ غاياتها بشيء خارج عن عوالم الناس، بل هي من صميم واقعهم، وليست
شيئاً مسقطاً إسقاطاً من السماء، وعبارة عن قوالب تشريعيّة وعقيديّة جامدة.
وإلى هذا، لفت المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، الذي أكّد أهمية الخطاب
الإنساني في استثارته لفطرة الإنسان، بغية جذبه لدين الإسلام طوعيّاً، بما يؤكّد
حضوره الإنساني المتعدد الجوانب، والمرتبط بالعلاقة الراسخة والمخلصة بالله تعالى،
هذا الخطاب الذي يبرز كلّ المفردات التي تهمّ حياة الناس، بما يحفظ حقوقهم، ويحمي
وجودهم الكريم والحيّ والفاعل. فالخطاب هو ما يحمل كلّ قيمة ومعنى دقيق وعميق يدفع
بقيمة الإنسان وفعاليته على المستويات كافة نحو التطوّر والتغيير الإيجابي البناء
وفق إرادته تعالى.
يقول المرجع السيد فضل الله(رض): "الخطاب الإنساني هو حركة الرسالة في واقع الناس
كلّهم، وهذا ما انطلقت تعبيراته القرآنية تحت عنوان (يا أيها الناس). فقد نلاحظ أن
النبي(ص) عندما انطلق إلى الرسالة في حركتها الإنسانيّة في خط الدعوة، فإنّه انفتح
على الناس كلهم، وهذا ما عبَّرت عنه الآية الكريمة: {وما أرسلناكَ إلا كافّةً
للنّاسِ بشيراً ونذيراً}. ولذلك، لا بدّ من أن نخاطب الإنسان من خلال عناصر
إنسانيّته، والوسائل التي تستثير فيه جانب الفطرة، التي هي سرّ إنسانية الإنسان،
ليلتقي الإنسان في مواقعه الإنسانية في الخطوط العامة للعقيدة وللشريعة، حتى نستطيع
أن نجتذبه إلى الخطّ والانتماء الإسلامي، ومن الطبيعيّ أن الخطاب الإنساني لا بدّ
من أن يشتمل في مضمونه على كلّ القضايا التي تهمّ الإنسان، وكل القضايا التي يمكن
أن يفكّر فيها الإنسان كإنسان، وكل الأمور التي تمثل آلام الإنسان وأفراحه في
الحياة، حتى يؤكّد هذا الخطاب الإنساني الإسلامي إنسانيّة الإسلام، بحيث يشعر
الإنسان بأن الإسلام جاء من أجل أن يُثري إنسانيّته، ومن أجل أن يعمّقها ويحركها في
الاتجاهات التي ترتفع به في علاقته بالله وبالحياة..
ومن الطبيعي أن يكون الخطاب الإنساني في أسلوبه خطاباً يلتقي بكلّ العناصر الحيّة
للإنسان، التي تحترم إنسانيته وموقعه ودوره، وهذا ما حدّثنا عنه القرآن الكريم
بقوله سبحانه وتعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ
الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ}. إنَّ الخطاب الإنساني هو الخطاب الذي يحمل المضمون الفكري
والرّوحي والعملي، والذي يلتقي فيه الإنسان بإنسانيّته، كما ينطلق في الأسلوب
الإنساني الذي يحترم في الإنسان كلّ حساسياته وكلّ أوضاعه النفسية والروحية
والواقعية". [من كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل"، ص 30/31].
كل من تعنيه الرسالة، لا بدّ وأن يعنيه الخطاب الإنساني، وأن يعمل ليس فقط على
اعتماده وسلوكه، بل على ترجمته عملياً، بما يفتح قلوب الناس وعقولهم على الحقّ،
ويقوّي من روح التوحّد بالله، عبر تقوية الإحساس بهموم الأمّة، وتعزيز الروابط
الاجتماعية والإنسانية. فالخطاب الإنساني هو خطاب الرسالة التي تستحثّنا على
التفكير إنسانياً والشعور إنسانياً وفق مقتضيات العدل والحقّ التي تغني كلّ الحياة.
تنطلق الرّسالة من تعاليم ربانيّة، تهدف فيما تهدف إليه، إلى مخاطبة واقع النّاس
كناسٍ تتنوّع فيهم كلّ عناصر التكوين الإنسانيّ، من شعورٍ وفكرٍ وفطرةٍ وعقلٍ عمليّ،
فليست الرسالة بكلّ غاياتها بشيء خارج عن عوالم الناس، بل هي من صميم واقعهم، وليست
شيئاً مسقطاً إسقاطاً من السماء، وعبارة عن قوالب تشريعيّة وعقيديّة جامدة.
وإلى هذا، لفت المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، الذي أكّد أهمية الخطاب
الإنساني في استثارته لفطرة الإنسان، بغية جذبه لدين الإسلام طوعيّاً، بما يؤكّد
حضوره الإنساني المتعدد الجوانب، والمرتبط بالعلاقة الراسخة والمخلصة بالله تعالى،
هذا الخطاب الذي يبرز كلّ المفردات التي تهمّ حياة الناس، بما يحفظ حقوقهم، ويحمي
وجودهم الكريم والحيّ والفاعل. فالخطاب هو ما يحمل كلّ قيمة ومعنى دقيق وعميق يدفع
بقيمة الإنسان وفعاليته على المستويات كافة نحو التطوّر والتغيير الإيجابي البناء
وفق إرادته تعالى.
يقول المرجع السيد فضل الله(رض): "الخطاب الإنساني هو حركة الرسالة في واقع الناس
كلّهم، وهذا ما انطلقت تعبيراته القرآنية تحت عنوان (يا أيها الناس). فقد نلاحظ أن
النبي(ص) عندما انطلق إلى الرسالة في حركتها الإنسانيّة في خط الدعوة، فإنّه انفتح
على الناس كلهم، وهذا ما عبَّرت عنه الآية الكريمة: {وما أرسلناكَ إلا كافّةً
للنّاسِ بشيراً ونذيراً}. ولذلك، لا بدّ من أن نخاطب الإنسان من خلال عناصر
إنسانيّته، والوسائل التي تستثير فيه جانب الفطرة، التي هي سرّ إنسانية الإنسان،
ليلتقي الإنسان في مواقعه الإنسانية في الخطوط العامة للعقيدة وللشريعة، حتى نستطيع
أن نجتذبه إلى الخطّ والانتماء الإسلامي، ومن الطبيعيّ أن الخطاب الإنساني لا بدّ
من أن يشتمل في مضمونه على كلّ القضايا التي تهمّ الإنسان، وكل القضايا التي يمكن
أن يفكّر فيها الإنسان كإنسان، وكل الأمور التي تمثل آلام الإنسان وأفراحه في
الحياة، حتى يؤكّد هذا الخطاب الإنساني الإسلامي إنسانيّة الإسلام، بحيث يشعر
الإنسان بأن الإسلام جاء من أجل أن يُثري إنسانيّته، ومن أجل أن يعمّقها ويحركها في
الاتجاهات التي ترتفع به في علاقته بالله وبالحياة..
ومن الطبيعي أن يكون الخطاب الإنساني في أسلوبه خطاباً يلتقي بكلّ العناصر الحيّة
للإنسان، التي تحترم إنسانيته وموقعه ودوره، وهذا ما حدّثنا عنه القرآن الكريم
بقوله سبحانه وتعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ
الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ}. إنَّ الخطاب الإنساني هو الخطاب الذي يحمل المضمون الفكري
والرّوحي والعملي، والذي يلتقي فيه الإنسان بإنسانيّته، كما ينطلق في الأسلوب
الإنساني الذي يحترم في الإنسان كلّ حساسياته وكلّ أوضاعه النفسية والروحية
والواقعية". [من كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل"، ص 30/31].
كل من تعنيه الرسالة، لا بدّ وأن يعنيه الخطاب الإنساني، وأن يعمل ليس فقط على
اعتماده وسلوكه، بل على ترجمته عملياً، بما يفتح قلوب الناس وعقولهم على الحقّ،
ويقوّي من روح التوحّد بالله، عبر تقوية الإحساس بهموم الأمّة، وتعزيز الروابط
الاجتماعية والإنسانية. فالخطاب الإنساني هو خطاب الرسالة التي تستحثّنا على
التفكير إنسانياً والشعور إنسانياً وفق مقتضيات العدل والحقّ التي تغني كلّ الحياة.