من المناصب الّتي منحها الله تعالى لنبيّه الكريم(ص)، صفة المشرّع، وصفة
الحاكميّة والولاية على المسلمين، بحيث يدير شؤونهم، ويرعى أوضاعهم، كما ورد في
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، {ومَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُو}.
هناك من يقول بأن أقوال الرسول(ص) وأفعاله وتقريراته، تارةً تكون باعتباره رسولاً
مبلغاً ومشرعاً عن الله، فهي ملزمة لجميع المسلمين، لأن "حلال محمد حلال إلى يوم
القيامة، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة"، وتارةً أخرى تكون باعتبار أنه حاكم
شرعيّ، وبالتالي، فلا يمكننا تطبيقها على كلّ مجتمع وفي كلّ عصر وزمن.
العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) له توضيح حول صفة النبي كمشرّع
وكحاكم، إذ يقول:
"إن للنبي(ص) صفتين: صفة كونه مشرِّعاً، وصفة كونه حاكماً، فصفة المشرّع هي صفة
المبشّر والنذير وما إلى ذلك، وصفة الحاكم كما في قوله تعالى: {النبيّ أولى
بالمؤمنين من أنفسهم}، أي أنه يملك من الناس ما لا يملكونه من أنفسهم، فإذا بلّغ
شيئاً أو أقرّ شيئاً بصفته الرسالية، فإن كلّ ما قرّره يمثل شريعة لا بدّ من أن
يلتزم بها الناس إلى يوم القيامة.
أما إذا أقرّ شيئاً على أساس حلّ مشكلة معيّنة لها عنوان وحجم وزمن خاصّ، فإننا لا
بدّ من أن نقتصر على موردها، لا أن نسحبها على غيرها، لأن النبيّ(ص) حلّلها من خلال
كونه حاكماً، وللحاكم أن يعفو، كما لو أنه (ص) عفا عن شخص مجرم نتيجة ما يراه من
مصلحة في العفو عن هذا المجرم، فلا نستطيع أن نأخذ من هذا العفو قانوناً، بحيث نعفو
عن كل شخص مماثل لهذا، لأن النبي(ص) قد يكون عفا عنه من جرّاء الظروف الموضوعيّة
التي جعلت من العفو مصلحة في ذلك.
ولذلك، فإنّ الفقهاء يفرّقون بين الحكم التّشريعي والحكم الولايتي الذي يمارسه
النبي(ص) بصفة كونه ولياً لأمر المسلمين...". [كتاب الندوة، ج 4، ص 436].
إنّ من يطلع على سيرة الرسول الكريم ويدرسها بتمعّن، يجد هذا التوازن والقدرة على
حماية المصالح الإنسانية والاجتماعية، من خلال ما قام به من أدوار كمبلغ للرّسالة،
وكمشرّع فيما أقره الله عليه، وكحاكم مستبصر يأخذ القرار الذي يحفظ مصير الأمّة
ومسيرتها في المجالات كافّة. ولنا في سيرته العطرة كأفراد وكمسؤولين كلّ قدوة حسنة
تحاول الارتقاء بنا إلى الأعلى.
ترى ماذا استفاد المسلمون من دروس الرسول(ص) في حياتهم؟!
من المناصب الّتي منحها الله تعالى لنبيّه الكريم(ص)، صفة المشرّع، وصفة
الحاكميّة والولاية على المسلمين، بحيث يدير شؤونهم، ويرعى أوضاعهم، كما ورد في
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، {ومَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُو}.
هناك من يقول بأن أقوال الرسول(ص) وأفعاله وتقريراته، تارةً تكون باعتباره رسولاً
مبلغاً ومشرعاً عن الله، فهي ملزمة لجميع المسلمين، لأن "حلال محمد حلال إلى يوم
القيامة، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة"، وتارةً أخرى تكون باعتبار أنه حاكم
شرعيّ، وبالتالي، فلا يمكننا تطبيقها على كلّ مجتمع وفي كلّ عصر وزمن.
العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) له توضيح حول صفة النبي كمشرّع
وكحاكم، إذ يقول:
"إن للنبي(ص) صفتين: صفة كونه مشرِّعاً، وصفة كونه حاكماً، فصفة المشرّع هي صفة
المبشّر والنذير وما إلى ذلك، وصفة الحاكم كما في قوله تعالى: {النبيّ أولى
بالمؤمنين من أنفسهم}، أي أنه يملك من الناس ما لا يملكونه من أنفسهم، فإذا بلّغ
شيئاً أو أقرّ شيئاً بصفته الرسالية، فإن كلّ ما قرّره يمثل شريعة لا بدّ من أن
يلتزم بها الناس إلى يوم القيامة.
أما إذا أقرّ شيئاً على أساس حلّ مشكلة معيّنة لها عنوان وحجم وزمن خاصّ، فإننا لا
بدّ من أن نقتصر على موردها، لا أن نسحبها على غيرها، لأن النبيّ(ص) حلّلها من خلال
كونه حاكماً، وللحاكم أن يعفو، كما لو أنه (ص) عفا عن شخص مجرم نتيجة ما يراه من
مصلحة في العفو عن هذا المجرم، فلا نستطيع أن نأخذ من هذا العفو قانوناً، بحيث نعفو
عن كل شخص مماثل لهذا، لأن النبي(ص) قد يكون عفا عنه من جرّاء الظروف الموضوعيّة
التي جعلت من العفو مصلحة في ذلك.
ولذلك، فإنّ الفقهاء يفرّقون بين الحكم التّشريعي والحكم الولايتي الذي يمارسه
النبي(ص) بصفة كونه ولياً لأمر المسلمين...". [كتاب الندوة، ج 4، ص 436].
إنّ من يطلع على سيرة الرسول الكريم ويدرسها بتمعّن، يجد هذا التوازن والقدرة على
حماية المصالح الإنسانية والاجتماعية، من خلال ما قام به من أدوار كمبلغ للرّسالة،
وكمشرّع فيما أقره الله عليه، وكحاكم مستبصر يأخذ القرار الذي يحفظ مصير الأمّة
ومسيرتها في المجالات كافّة. ولنا في سيرته العطرة كأفراد وكمسؤولين كلّ قدوة حسنة
تحاول الارتقاء بنا إلى الأعلى.
ترى ماذا استفاد المسلمون من دروس الرسول(ص) في حياتهم؟!