ليس معلوماً تاريخياً على وجه الدقة، أن الله تعالى لم يرسل أنبياءه ورسله إلى
مناطق أخرى من العالم غير منطقة الشرق وآسيا، فالآيات القرآنية تتحدث عن إرسال
الرسل إلى كل الشعوب والأمم، من أجل الهداية واجتناب اتباع الشيطان، وليس فقط إلى
منطقتنا العربية والآسيوية، قال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ
رَسُولً}.
علينا أن نؤمن بعدل الله الذي لا يؤاخذ أحداً من الناس من دون بيان أو رسول أو نبيّ
أو رجل صالح كريم يبيّن هدى الله وسبيله، قال تعالى: {وما كنَّا معذِّبين حتى نبعث
رسولً}.
حتى إن الله تعالى جعل لنا رسولاً من باطن، وهو العقل المتدبر المتيقّن والمستبصر،
الذي يحاول السؤال والاكتشاف والوصول إلى الحقيقة، ناهيك برسول الفطرة الصافية التي
تأخذ بالإنسان إلى تلمّس الحقيقة من دون تعقيد وبحث نظريّ معمّق.
الله تعالى اختار أرباب الرسالات السماوية التوحيدية في منطقتنا لحكمة نجهلها، ولعلّ
البنية الروحية والثقافية والنفسية والفكرية عند أهل الشرق كانت خصبة أكثر، ومرنة
أكثر، لجهة التفاعل الحيّ مع هذه الرسالات، ومن ثم نقلها وتبليغها إلى شعوب أخرى،
بحكم مركزية جغرافيتها وانفتاحها على الشعوب التي كانت موجودة.
ويتناول العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) هذه المسألة، معلّقاً عليها
بقوله:
"إنّ الله يقول: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ
نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}، وفي آية أخرى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا
نَذِيرٌ}، ما يعني أن الله سبحانه وتعالى لم يترك قرية بلا نبيّ، ولم يترك موقعاً
يمكن أن يعي معنى دعوة الله ومعنى رسالته، إلّا وقد أنزل إليه نذيراً وأرسل إليه
رسولاً، ولكنّ الله لم يقصص علينا نبأ كلّ الأنبياء، لكننا نعرف ذلك من الآيات التي
تقول إنّ الله أرسل نذيراً لكلّ شعب من الشعوب ولكلّ أمّة من الأمم.
ولذلك، فمن الطبيعي أن يكون الله قد أرسل إلى هذه الشعوب من ينذرها، وغاية ما هناك،
أن الأنبياء أولي العزم كلّهم كانوا من هذه المنطقة لحكمةٍ يعرفها الله، أو لأنّ
هذه المنطقة هي المنطقة التي كان يمكن أن تحمل الرسالة، من خلال أنّ الرسالات
تتفاعل مع تكوين الشعوب في هذه المنطقة لتحملها إلى المناطق الأخرى، وهكذا كان". [الندوة،
ج 5، ص 481].
ما يعنينا، هو مدى استفادتنا من مسيرة الأنبياء التي امتدّت على مساحة المجتمع
البشريّ، هذه المسيرة الطويلة الدالّة على وجود الله وعظمته وقدرته، تحاول أن تبني
لنا وعياً نرتقي به إلى الحقيقة الساطعة، بأنّ هناك ربّاً واحداً، وأن التوحيد الذي
جسّده الأنبياء بجهادهم وعلمهم وإخلاصهم ومصداقيّتهم، لا بدّ لنا من أن نحفظه
ونستمرّ به بكلّ صدق ومسؤوليّة.
ليس معلوماً تاريخياً على وجه الدقة، أن الله تعالى لم يرسل أنبياءه ورسله إلى
مناطق أخرى من العالم غير منطقة الشرق وآسيا، فالآيات القرآنية تتحدث عن إرسال
الرسل إلى كل الشعوب والأمم، من أجل الهداية واجتناب اتباع الشيطان، وليس فقط إلى
منطقتنا العربية والآسيوية، قال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ
رَسُولً}.
علينا أن نؤمن بعدل الله الذي لا يؤاخذ أحداً من الناس من دون بيان أو رسول أو نبيّ
أو رجل صالح كريم يبيّن هدى الله وسبيله، قال تعالى: {وما كنَّا معذِّبين حتى نبعث
رسولً}.
حتى إن الله تعالى جعل لنا رسولاً من باطن، وهو العقل المتدبر المتيقّن والمستبصر،
الذي يحاول السؤال والاكتشاف والوصول إلى الحقيقة، ناهيك برسول الفطرة الصافية التي
تأخذ بالإنسان إلى تلمّس الحقيقة من دون تعقيد وبحث نظريّ معمّق.
الله تعالى اختار أرباب الرسالات السماوية التوحيدية في منطقتنا لحكمة نجهلها، ولعلّ
البنية الروحية والثقافية والنفسية والفكرية عند أهل الشرق كانت خصبة أكثر، ومرنة
أكثر، لجهة التفاعل الحيّ مع هذه الرسالات، ومن ثم نقلها وتبليغها إلى شعوب أخرى،
بحكم مركزية جغرافيتها وانفتاحها على الشعوب التي كانت موجودة.
ويتناول العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) هذه المسألة، معلّقاً عليها
بقوله:
"إنّ الله يقول: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ
نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}، وفي آية أخرى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا
نَذِيرٌ}، ما يعني أن الله سبحانه وتعالى لم يترك قرية بلا نبيّ، ولم يترك موقعاً
يمكن أن يعي معنى دعوة الله ومعنى رسالته، إلّا وقد أنزل إليه نذيراً وأرسل إليه
رسولاً، ولكنّ الله لم يقصص علينا نبأ كلّ الأنبياء، لكننا نعرف ذلك من الآيات التي
تقول إنّ الله أرسل نذيراً لكلّ شعب من الشعوب ولكلّ أمّة من الأمم.
ولذلك، فمن الطبيعي أن يكون الله قد أرسل إلى هذه الشعوب من ينذرها، وغاية ما هناك،
أن الأنبياء أولي العزم كلّهم كانوا من هذه المنطقة لحكمةٍ يعرفها الله، أو لأنّ
هذه المنطقة هي المنطقة التي كان يمكن أن تحمل الرسالة، من خلال أنّ الرسالات
تتفاعل مع تكوين الشعوب في هذه المنطقة لتحملها إلى المناطق الأخرى، وهكذا كان". [الندوة،
ج 5، ص 481].
ما يعنينا، هو مدى استفادتنا من مسيرة الأنبياء التي امتدّت على مساحة المجتمع
البشريّ، هذه المسيرة الطويلة الدالّة على وجود الله وعظمته وقدرته، تحاول أن تبني
لنا وعياً نرتقي به إلى الحقيقة الساطعة، بأنّ هناك ربّاً واحداً، وأن التوحيد الذي
جسّده الأنبياء بجهادهم وعلمهم وإخلاصهم ومصداقيّتهم، لا بدّ لنا من أن نحفظه
ونستمرّ به بكلّ صدق ومسؤوليّة.