ما معنى الشيطان؟ وهل يختلف عن إبليس أم هو نفسه؟ ولماذا خلقه تعالى، مع علمه
بأنه سيوسوس للإنسان ويغويه؟!
أسئلة قد تخطر على بالنا، ونحن نفكر في أصل هذه المخلوقات ووظيفتها، والعلة من وراء
خلقها.
والشيطان اسم جنس عام يشمل كلّ من يباشر ويسعى بأذيّة الناس وغوايتهم وإيقاعهم
بالمفاسد والانحرافات. أما إبليس، فهو اسم فرد خاصّ من الشيطان، كان مكلَّفاً
ومختاراً وطاهراً في بداية أمره، وقد عبد الله وأطاعه حتى وقع في الكبر والاستعلاء،
وخرج بكفره لنعمة الله عليه من عزّ الطاعة إلى ذلّ المعصية. قال تعالى: {وَإِذْ
قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ
وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.
وإلى ما تقدّم، لفت العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) إلى ذلك بقوله:
"الشيطان اسم عام لكلّ من سلك طريق الغواية واتّبع خطى إبليس، وأمّا إبليس، فهو فرد
معيَّن من الشياطين يحمل هذا الاسم، الذي أغوى آدم(ع)، وقد ذكره القرآن الكريم
باسمه الخاص (إبليس) تارةً، وتارةً أخرى بعنوانه العام (الشيطان). فما لم يظهر من
سياق الآيات، أن المراد بلفظ الشيطان هو إبليس نفسه، فإنه المراد به حينئذٍ هو
العنوان الشامل لكلّ من سلك سبيل إبليس، بل إنّ لفظ الشيطان أطلقه القرآن الكريم
على من هو كذلك من الجنّ والإنس، وذلك في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ
نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورً}، حيث أُطلق على الإنسان على نحو المجاز".
وقد يطرح سؤال: هل خلق الله تعالى الشيطان قبل الإنسان أم بعده؟ وما علة خلقه؟ يجيب
سماحته:
"خلقه قبل خلق الإنسان، وكان يعبد الله عزّ وجلّ ويسبِّحه، ولكنه ـ وهو مكلَّف ـ
عصى الله واستكبر عن التزام أمره، فقضى الله عليه بالنار خالداً فيها، لكنه استمهل
الله عزّ وجلّ ليوسوس للإنسان الذي فضّله الله عليه، فأمهله الله، وابتلى به
الإنسان، مع تهيئة كلّ وسائل الهداية والتحصّن من الشيطان والانحراف، وقد جعل الله
الدنيا دار بلاء وامتحان وعمل، والآخرة هي دار القرار والجزاء والخلود". [استفتاءات
عقيدية].
والشّيطان إنّما هو اختبار لإيمان للإنسان وقوّة إرادته ومدى استقامته، وصلابة
عزيمته في رفض كلّ المظاهر والمغريات، ليكون إيمانه منطلقاً من مواجهة فعليّة،
يؤكّد عبرها مدى ارتباطه بربّه وإخلاصه له وطاعته إيّاه، مهما حاول الأبالسة ومن
يملكون مخطّطات الشياطين أن يضغطوا عليه كي يسقطوه في الانحراف والضّلالة. وبذلك،
يكون لإيمانه معنى وقيمة سامية وعالية وأصيلة.
ما علينا سوى الحذر من ألاعيب شياطين الجنّ والإنس، وما أكثرهم اليوم! ومن تزيينهم
للآثام والمعاصي، وأن نثبت على ديننا ووعينا، ونتمسّك بطاعتنا للرّحمن.
ما معنى الشيطان؟ وهل يختلف عن إبليس أم هو نفسه؟ ولماذا خلقه تعالى، مع علمه
بأنه سيوسوس للإنسان ويغويه؟!
أسئلة قد تخطر على بالنا، ونحن نفكر في أصل هذه المخلوقات ووظيفتها، والعلة من وراء
خلقها.
والشيطان اسم جنس عام يشمل كلّ من يباشر ويسعى بأذيّة الناس وغوايتهم وإيقاعهم
بالمفاسد والانحرافات. أما إبليس، فهو اسم فرد خاصّ من الشيطان، كان مكلَّفاً
ومختاراً وطاهراً في بداية أمره، وقد عبد الله وأطاعه حتى وقع في الكبر والاستعلاء،
وخرج بكفره لنعمة الله عليه من عزّ الطاعة إلى ذلّ المعصية. قال تعالى: {وَإِذْ
قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ
وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.
وإلى ما تقدّم، لفت العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) إلى ذلك بقوله:
"الشيطان اسم عام لكلّ من سلك طريق الغواية واتّبع خطى إبليس، وأمّا إبليس، فهو فرد
معيَّن من الشياطين يحمل هذا الاسم، الذي أغوى آدم(ع)، وقد ذكره القرآن الكريم
باسمه الخاص (إبليس) تارةً، وتارةً أخرى بعنوانه العام (الشيطان). فما لم يظهر من
سياق الآيات، أن المراد بلفظ الشيطان هو إبليس نفسه، فإنه المراد به حينئذٍ هو
العنوان الشامل لكلّ من سلك سبيل إبليس، بل إنّ لفظ الشيطان أطلقه القرآن الكريم
على من هو كذلك من الجنّ والإنس، وذلك في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ
نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورً}، حيث أُطلق على الإنسان على نحو المجاز".
وقد يطرح سؤال: هل خلق الله تعالى الشيطان قبل الإنسان أم بعده؟ وما علة خلقه؟ يجيب
سماحته:
"خلقه قبل خلق الإنسان، وكان يعبد الله عزّ وجلّ ويسبِّحه، ولكنه ـ وهو مكلَّف ـ
عصى الله واستكبر عن التزام أمره، فقضى الله عليه بالنار خالداً فيها، لكنه استمهل
الله عزّ وجلّ ليوسوس للإنسان الذي فضّله الله عليه، فأمهله الله، وابتلى به
الإنسان، مع تهيئة كلّ وسائل الهداية والتحصّن من الشيطان والانحراف، وقد جعل الله
الدنيا دار بلاء وامتحان وعمل، والآخرة هي دار القرار والجزاء والخلود". [استفتاءات
عقيدية].
والشّيطان إنّما هو اختبار لإيمان للإنسان وقوّة إرادته ومدى استقامته، وصلابة
عزيمته في رفض كلّ المظاهر والمغريات، ليكون إيمانه منطلقاً من مواجهة فعليّة،
يؤكّد عبرها مدى ارتباطه بربّه وإخلاصه له وطاعته إيّاه، مهما حاول الأبالسة ومن
يملكون مخطّطات الشياطين أن يضغطوا عليه كي يسقطوه في الانحراف والضّلالة. وبذلك،
يكون لإيمانه معنى وقيمة سامية وعالية وأصيلة.
ما علينا سوى الحذر من ألاعيب شياطين الجنّ والإنس، وما أكثرهم اليوم! ومن تزيينهم
للآثام والمعاصي، وأن نثبت على ديننا ووعينا، ونتمسّك بطاعتنا للرّحمن.