كتابات
24/06/2018

الدّنيا مدرسة لإعداد الإنسان

الدّنيا مدرسة لإعداد الإنسان

تعتبر الدنيا مرحلة الاستعداد والتكامل والتأهّل للحياة الآخرة، فهي بمثابة المدرسة والجامعة التي تعدّ الشابّ لحياته المستقبلية، وهي حقّاً مدرسة ودار للتربية.

روي في قسم الكلمات القصار (الحكم) من نهج البلاغة، أنّ الإمام عليّ (عليه السلام)، سمع رجلاً يذمّ الدنيا ويذكر شرورها، فهي تخدع الإنسان وتفسده وتجني عليه، وكان هذا الرجل قد سمع الأكابر يذمّون الدنيا، فتوهّم أنّ مرادهم ذمّ حقيقة هذا العالَم، وأنّ العالَم بحدّ ذاته سيّئ، وغفل أنَّ الذمّ متوجّه إلى عبادة الدنيا، وضيق الأفق والأماني الدنيّة التي لا تُناسب مكانة الإنسان، ولا تُحقّق له سعادته. وهذا ما بيّنه له أمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث قال: "أيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا، الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا، الْمَخْدُوعُ بِأَبَاطِيلِهَا! أَتَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا ثُمَّ تَذُمُّهَا؟ أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ عَلَيْهَا، أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ؟... إنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا، وَدَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غَنَاءٍ لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا، وَدَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنْ اتَّعَظَ بِهَا. مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللهِ، وَمُصَلَّى مَلاَئِكَةِ اللهِ، وَمَهْبِطُ وَحْيِ اللهِ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اللهِ...".

يقول تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلً}.

وهذه الآية تُبيّن أنَّ عالم الدنيا مركّب من الموت والحياة، فهو دار لاختبار صلاح الإنسان وحسن عمله. وينبغي الالتفات هنا إلى أنَّ معنى الاختبار الإلهيّ، هو إظهار طاقات الإنسان واستعداداته، أي تنمية هذه الاستعدادات وإيصالها إلى مرتبة الكمال. وبعبارة أخرى، فإنّ هدف الاختبار الإلهي هذا، ليس كشف الأسرار الموجودة، بل نقل الاستعدادات الكامنة الخفية، كالأسرار، من مرحلة القوّة إلى مرحلة الفعل. فالمقصود بالكشف هنا هو الإيجاد، إذ إنّ الاختبار الإلهي ينقل الصفات الإنسانية من مخفي القوّة والاستعداد، إلى ميدان الفعلية ومرتبة الكمال، أي إنَّ الاختبار الإلهيّ لا يكشف عن وزنها وقيمتها، بل يزيد وزنها وقيمتها.

وبهذا البيان، يتّضح أنّ الآية المتقدّمة، تُشير إلى حقيقة أنّ الدنيا محلّ تنمية الطاقات والاستعدادات، فهي "دار التربية".

تعتبر الدنيا مرحلة الاستعداد والتكامل والتأهّل للحياة الآخرة، فهي بمثابة المدرسة والجامعة التي تعدّ الشابّ لحياته المستقبلية، وهي حقّاً مدرسة ودار للتربية.

روي في قسم الكلمات القصار (الحكم) من نهج البلاغة، أنّ الإمام عليّ (عليه السلام)، سمع رجلاً يذمّ الدنيا ويذكر شرورها، فهي تخدع الإنسان وتفسده وتجني عليه، وكان هذا الرجل قد سمع الأكابر يذمّون الدنيا، فتوهّم أنّ مرادهم ذمّ حقيقة هذا العالَم، وأنّ العالَم بحدّ ذاته سيّئ، وغفل أنَّ الذمّ متوجّه إلى عبادة الدنيا، وضيق الأفق والأماني الدنيّة التي لا تُناسب مكانة الإنسان، ولا تُحقّق له سعادته. وهذا ما بيّنه له أمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث قال: "أيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا، الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا، الْمَخْدُوعُ بِأَبَاطِيلِهَا! أَتَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا ثُمَّ تَذُمُّهَا؟ أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ عَلَيْهَا، أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ؟... إنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا، وَدَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غَنَاءٍ لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا، وَدَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنْ اتَّعَظَ بِهَا. مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللهِ، وَمُصَلَّى مَلاَئِكَةِ اللهِ، وَمَهْبِطُ وَحْيِ اللهِ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اللهِ...".

يقول تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلً}.

وهذه الآية تُبيّن أنَّ عالم الدنيا مركّب من الموت والحياة، فهو دار لاختبار صلاح الإنسان وحسن عمله. وينبغي الالتفات هنا إلى أنَّ معنى الاختبار الإلهيّ، هو إظهار طاقات الإنسان واستعداداته، أي تنمية هذه الاستعدادات وإيصالها إلى مرتبة الكمال. وبعبارة أخرى، فإنّ هدف الاختبار الإلهي هذا، ليس كشف الأسرار الموجودة، بل نقل الاستعدادات الكامنة الخفية، كالأسرار، من مرحلة القوّة إلى مرحلة الفعل. فالمقصود بالكشف هنا هو الإيجاد، إذ إنّ الاختبار الإلهي ينقل الصفات الإنسانية من مخفي القوّة والاستعداد، إلى ميدان الفعلية ومرتبة الكمال، أي إنَّ الاختبار الإلهيّ لا يكشف عن وزنها وقيمتها، بل يزيد وزنها وقيمتها.

وبهذا البيان، يتّضح أنّ الآية المتقدّمة، تُشير إلى حقيقة أنّ الدنيا محلّ تنمية الطاقات والاستعدادات، فهي "دار التربية".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية