قد تكون الثّورة الإسلاميّة في إيران شاهداً حياً على تفاعل الأمة الإسلامية مع
الخط الإسلامي الوحدوي، فقد أخذت التأييد الواسع الشامل في بداياتها من جميع
المواقع الإسلامية، بمختلف انتماءاتها المذهبية، باعتبارها الثورة التي أعادت
للإسلام مجده وقوَّته وفاعليته.. وإذا كانت هناك بعض التحفظات أو السلبيات، فقد
تحركت بفعل الخطة الاستكبارية العالمية التي استخدمت بعض الدول الإسلامية لإثارة
العنصر المذهبي كوسيلة من وسائل إيجاد الحواجز النفسية أمام حركة الثّورة في واقع
المسلمين، لحماية المصالح الإستكبارية من قبل الفئات الحاكمة في بلاد المسلمين،
باعتبارها القوّة التي تحرس مصالح المستكبرين في المنطقة.
ولكننا ــــ بالرغم من ذلك ــــ نجد أنّ هناك تعاطفاً إسلامياً متنوّع المذاهب مع
الثورة الإسلامية، بحيث لم تستطع المخطّطات الإستكباريّة أن تقف في مواجهته، على
الرغم من الحرب المدمّرة المفروضة على الجمهورية الإسلامية التي استمرت ثماني سنوات
بين العراق وإيران.
إنّ هذه الشواهد الحيّة تدلّ على أنّ هناك روحاً إسلامية وحدوية، فيما هي المسألة
السياسة في نطاق المشاعر والمواقف، بحيث يمكن استثارتها وتوجيهها للوصول إلى مواقف
حاسمة على مستوى القضايا الإسلامية الكبرى في خطّ الوحدة الإسلاميّة. وقد لا ندّعي
أن مثل هذه الروح تملك القوّة الكبيرة الفاعلة التي تتمرّد على العناصر المذهبية
العميقة الجذور في بلاد المسلمين، فقد نلاحظ أنّ الأجهزة الخفية للمخابرات الدولية
الاستكبارية، قد استطاعت أن تعبث بها، وأن توجهها في غير الاتجاه في الخطّ الإسلامي،
بفعل تحريف الأخطاء الكثيرة، والأوضاع القلقة للممارسات الخاطئة المعقَّدة لبعض
القيادات الإسلامية هنا وهناك، ولبعض الشعوب الإسلامية في هذا الموقع أو ذاك.. لكن
ذلك لا يلغي وجود الأساس الوحدوي في الشخصية الإسلامية، بحيث يمكن أن يكون بمثابة
الساحة التي يتحرك فيها الصراع بين الوحدويين والطائفيين، حيث يملك كلّ واحد منهما
بعض العناصر الإيجابية، التي يمكن من خلالها العمل للحصول على نتائج جيِّدة لمصلحة
الخطّ الذي يتبناه في سبيل الوصول إلى الهدف الإسلامي الكبير.
هذا من الناحية العامة، أما من الناحية الخاصة، فإننا نرى هناك وحدات عملية على
مستوى الحركة الثقافية في نطاق «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية»، التي أسهمت
إسهاماً طيباً في فترة معينة في تقريب علماء المسلمين من بعضهم البعض، على أساس
الطروحات الفكرية الإسلامية المتنوّعة التي استطاعت أن تحقّق انطباعاً جيداً لدى
الكثيرين من هذا المذهب أو ذاك، بأنّ مواقع الوحدة أكثر من مواقع الاختلاف، وأفسحت
في المجال بروحيتها الفكرية لإيجاد منحى جديد للباحثين في تنويع مصادرهم الإسلامية
الفقهية والكلامية أو الفلسفية على صعيد الفلسفة الإسلامية المقارنة.
وهناك وحدات أخرى متنوّعة على مستوى الجامعات والمواقع الثقافيّة، كما أننا نلمح
نوعاً من التقارب الفكري والسياسي على مستوى الحركات الإسلامية، أو العلماء
المسلمين، فيما هو النشاط السياسي والثقافي والاجتماعي، إضافةً إلى حالة التزاوج
بين المسلمين الذين تختلف مذاهبهم، ما يبدّد الكثير من الأوهام التي يحملها كلّ
فريق مذهبي عن المذهب الآخر.
إننا نقدم هذه النماذج المتنوعة للتدليل على الإيجابيات الواقعية التي يمكن أن
تتحقق في خطّ الوحدة الإسلامية، ما يجعل منها مشروعاً واقعياً. ولعلَّ حركة الصحوة
الإسلامية قد أسهمت بشكل جيِّد وفاعل في الوصول إلى بعض هذه النتائج، فيما استطاعت
إثارته من الوعي الإسلامي على حركة الإسلام في الحياة، كمشروع فكريّ وسياسيّ متحركٍ
في أكثر من اتجاه، فقد أخرجت الذهنية الإسلامية من الجمود الفقهي أو الكلامي الذي
كان يحبس الشخصية الإسلامية في الزنزانات المذهبية الضيِّقة المغلقة، وفتحت لها
آفاقاً جديدةً تتسع للآراء المختلفة على صعيد الفقه والكلام والفلسفة والسياسة
النظرية والعملية.
*من كتاب "الحركة الإسلاميّة ما لها وما عليها".
قد تكون الثّورة الإسلاميّة في إيران شاهداً حياً على تفاعل الأمة الإسلامية مع
الخط الإسلامي الوحدوي، فقد أخذت التأييد الواسع الشامل في بداياتها من جميع
المواقع الإسلامية، بمختلف انتماءاتها المذهبية، باعتبارها الثورة التي أعادت
للإسلام مجده وقوَّته وفاعليته.. وإذا كانت هناك بعض التحفظات أو السلبيات، فقد
تحركت بفعل الخطة الاستكبارية العالمية التي استخدمت بعض الدول الإسلامية لإثارة
العنصر المذهبي كوسيلة من وسائل إيجاد الحواجز النفسية أمام حركة الثّورة في واقع
المسلمين، لحماية المصالح الإستكبارية من قبل الفئات الحاكمة في بلاد المسلمين،
باعتبارها القوّة التي تحرس مصالح المستكبرين في المنطقة.
ولكننا ــــ بالرغم من ذلك ــــ نجد أنّ هناك تعاطفاً إسلامياً متنوّع المذاهب مع
الثورة الإسلامية، بحيث لم تستطع المخطّطات الإستكباريّة أن تقف في مواجهته، على
الرغم من الحرب المدمّرة المفروضة على الجمهورية الإسلامية التي استمرت ثماني سنوات
بين العراق وإيران.
إنّ هذه الشواهد الحيّة تدلّ على أنّ هناك روحاً إسلامية وحدوية، فيما هي المسألة
السياسة في نطاق المشاعر والمواقف، بحيث يمكن استثارتها وتوجيهها للوصول إلى مواقف
حاسمة على مستوى القضايا الإسلامية الكبرى في خطّ الوحدة الإسلاميّة. وقد لا ندّعي
أن مثل هذه الروح تملك القوّة الكبيرة الفاعلة التي تتمرّد على العناصر المذهبية
العميقة الجذور في بلاد المسلمين، فقد نلاحظ أنّ الأجهزة الخفية للمخابرات الدولية
الاستكبارية، قد استطاعت أن تعبث بها، وأن توجهها في غير الاتجاه في الخطّ الإسلامي،
بفعل تحريف الأخطاء الكثيرة، والأوضاع القلقة للممارسات الخاطئة المعقَّدة لبعض
القيادات الإسلامية هنا وهناك، ولبعض الشعوب الإسلامية في هذا الموقع أو ذاك.. لكن
ذلك لا يلغي وجود الأساس الوحدوي في الشخصية الإسلامية، بحيث يمكن أن يكون بمثابة
الساحة التي يتحرك فيها الصراع بين الوحدويين والطائفيين، حيث يملك كلّ واحد منهما
بعض العناصر الإيجابية، التي يمكن من خلالها العمل للحصول على نتائج جيِّدة لمصلحة
الخطّ الذي يتبناه في سبيل الوصول إلى الهدف الإسلامي الكبير.
هذا من الناحية العامة، أما من الناحية الخاصة، فإننا نرى هناك وحدات عملية على
مستوى الحركة الثقافية في نطاق «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية»، التي أسهمت
إسهاماً طيباً في فترة معينة في تقريب علماء المسلمين من بعضهم البعض، على أساس
الطروحات الفكرية الإسلامية المتنوّعة التي استطاعت أن تحقّق انطباعاً جيداً لدى
الكثيرين من هذا المذهب أو ذاك، بأنّ مواقع الوحدة أكثر من مواقع الاختلاف، وأفسحت
في المجال بروحيتها الفكرية لإيجاد منحى جديد للباحثين في تنويع مصادرهم الإسلامية
الفقهية والكلامية أو الفلسفية على صعيد الفلسفة الإسلامية المقارنة.
وهناك وحدات أخرى متنوّعة على مستوى الجامعات والمواقع الثقافيّة، كما أننا نلمح
نوعاً من التقارب الفكري والسياسي على مستوى الحركات الإسلامية، أو العلماء
المسلمين، فيما هو النشاط السياسي والثقافي والاجتماعي، إضافةً إلى حالة التزاوج
بين المسلمين الذين تختلف مذاهبهم، ما يبدّد الكثير من الأوهام التي يحملها كلّ
فريق مذهبي عن المذهب الآخر.
إننا نقدم هذه النماذج المتنوعة للتدليل على الإيجابيات الواقعية التي يمكن أن
تتحقق في خطّ الوحدة الإسلامية، ما يجعل منها مشروعاً واقعياً. ولعلَّ حركة الصحوة
الإسلامية قد أسهمت بشكل جيِّد وفاعل في الوصول إلى بعض هذه النتائج، فيما استطاعت
إثارته من الوعي الإسلامي على حركة الإسلام في الحياة، كمشروع فكريّ وسياسيّ متحركٍ
في أكثر من اتجاه، فقد أخرجت الذهنية الإسلامية من الجمود الفقهي أو الكلامي الذي
كان يحبس الشخصية الإسلامية في الزنزانات المذهبية الضيِّقة المغلقة، وفتحت لها
آفاقاً جديدةً تتسع للآراء المختلفة على صعيد الفقه والكلام والفلسفة والسياسة
النظرية والعملية.
*من كتاب "الحركة الإسلاميّة ما لها وما عليها".