كتابات
24/07/2018

رواية الملك فطرس ومعارضتها للقرآن!

رواية الملك فطرس ومعارضتها للقرآن!

جاء في بعض الروايات قصّة حول ملك من الملائكة يدعى "فطرس"، قيل إنّه عصى الله فطرد من رحمته، وهبط إلى الأرض. ولمّا وُلد الإمام الحسين(ع)، تشفّع به إلى رسول الله(ص) ليشفع له عند الله تعالى، وكان ذلك، فسمّي (عتيق الحسين)، وأيضاً صلصائيل، كما في بعض الأخبار.

وفي روايات أنّه كان من حملة العرش، وبعثه الله (عزّ وجلّ) في أمر فأبطأ، فخيّره الجبّار تعالى بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختار الأوّل، فكسر جناحه وألقاه في جزيرة في البحر، فعبد الله (تبارك وتعالى) فيها خمسمائة وقيل سبعمائة عام، حتى ولد الحسين بن عليّ(ع)... فلمّا علم فطرس، استنجد بجبرئيل أن يحمله إلى الرسول(ص)، ومسح جناحه المكسور بالإمام الحسين(ع)، ليعافى من ساعته...

وردت الرواية كاملة في (ابن إدريس الحلي، مستطرفات السرائر، ص 115، حديث 44، مستطرفات جامع البزنطي).

وكذلك وردت على اختلافٍ في التعبير في كتب حديثيّة كثيرة، بأسانيد غير معتبرة، كمثل كتاب "الأمالي" للصّدوق، و"كامل الزّيارات" لابن قولويه، وغيرهما.

ولكن، بمقارنة سريعة وبسيطة لصريح آيات كثيرة من القرآن الكريم، يتضح معارضة هكذا روايات لكتاب الله تعالى ومخالفتها لظاهره، ما يبعدها عن صحة الاعتقاد وعدم الأخذ بها علميّاً وعقليّاً، فلم يُعهد معصية الملائكة المفطورين على عبادة الله لأوامر الله، سوى معصية إبليس بعدم السّجود لآدم.

هذا، وقد أشار العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) إلى معارضة مثل هكذا روايات للقرآن الكريم، بقوله:

"قال تعالى عن الملائكة: {لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6]. {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26]، {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}[الأنبياء:27]. وتحدّث الله تعالى عن حملة العرش، بما يشعر بمنزلتهم العالية، فكيف يكون الملك فطرس المذكور في الرّواية من الحملة، كما هو مذكور، ويتباطأ ثم يعاقَب {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[غافر: 7] .

مما يظهر منه معارضة ومخالفة الرّوايات المذكورة لظاهر القرآن الكريم، فلا يؤخذ بها".[استفتاءات].

وهكذا نصل إلى أنّ كلّ ما ورد من روايات، لا بدّ من عرضه على كتاب الله، فما خالفه منها، فهو مردود ومرفوض، وما وافقه منها، أخذنا به واستندنا إليه، لأنّ كتاب الله هو الفصل في كلّ ما يعرض علينا، كما علّمنا أهل البيت(ع).

جاء في بعض الروايات قصّة حول ملك من الملائكة يدعى "فطرس"، قيل إنّه عصى الله فطرد من رحمته، وهبط إلى الأرض. ولمّا وُلد الإمام الحسين(ع)، تشفّع به إلى رسول الله(ص) ليشفع له عند الله تعالى، وكان ذلك، فسمّي (عتيق الحسين)، وأيضاً صلصائيل، كما في بعض الأخبار.

وفي روايات أنّه كان من حملة العرش، وبعثه الله (عزّ وجلّ) في أمر فأبطأ، فخيّره الجبّار تعالى بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختار الأوّل، فكسر جناحه وألقاه في جزيرة في البحر، فعبد الله (تبارك وتعالى) فيها خمسمائة وقيل سبعمائة عام، حتى ولد الحسين بن عليّ(ع)... فلمّا علم فطرس، استنجد بجبرئيل أن يحمله إلى الرسول(ص)، ومسح جناحه المكسور بالإمام الحسين(ع)، ليعافى من ساعته...

وردت الرواية كاملة في (ابن إدريس الحلي، مستطرفات السرائر، ص 115، حديث 44، مستطرفات جامع البزنطي).

وكذلك وردت على اختلافٍ في التعبير في كتب حديثيّة كثيرة، بأسانيد غير معتبرة، كمثل كتاب "الأمالي" للصّدوق، و"كامل الزّيارات" لابن قولويه، وغيرهما.

ولكن، بمقارنة سريعة وبسيطة لصريح آيات كثيرة من القرآن الكريم، يتضح معارضة هكذا روايات لكتاب الله تعالى ومخالفتها لظاهره، ما يبعدها عن صحة الاعتقاد وعدم الأخذ بها علميّاً وعقليّاً، فلم يُعهد معصية الملائكة المفطورين على عبادة الله لأوامر الله، سوى معصية إبليس بعدم السّجود لآدم.

هذا، وقد أشار العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) إلى معارضة مثل هكذا روايات للقرآن الكريم، بقوله:

"قال تعالى عن الملائكة: {لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6]. {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26]، {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}[الأنبياء:27]. وتحدّث الله تعالى عن حملة العرش، بما يشعر بمنزلتهم العالية، فكيف يكون الملك فطرس المذكور في الرّواية من الحملة، كما هو مذكور، ويتباطأ ثم يعاقَب {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[غافر: 7] .

مما يظهر منه معارضة ومخالفة الرّوايات المذكورة لظاهر القرآن الكريم، فلا يؤخذ بها".[استفتاءات].

وهكذا نصل إلى أنّ كلّ ما ورد من روايات، لا بدّ من عرضه على كتاب الله، فما خالفه منها، فهو مردود ومرفوض، وما وافقه منها، أخذنا به واستندنا إليه، لأنّ كتاب الله هو الفصل في كلّ ما يعرض علينا، كما علّمنا أهل البيت(ع).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية