إننا نريد من الشباب أن يستغرقوا في وعي: ما هو اللّهو؟ وما هو العبث؟ وما هي
اللذّة؟ سواء كانت لذّة جنس أو طعام أو شراب أو سواها من اللذّات التي تستثيرها
غرائز الإنسان الجسديّة.
إننا ندعو الشباب إلى التوقّف أمام هذه اللذات ليسألوا: ما هو حجمها؟
إنّ حجم اللذّات الزمنيّ هو حجم اللحظة.. فلذّة الجنس هي لحظة الإحساس به، ولذة
الطعام هي لذة دورانه في الفم، وهكذا لذة الشراب وغيرها.. فقد يعيش الإنسان
التهاويل المحبّبة لهذه اللذات قبل أن يمارسها، ولكنه عندما يمارسها، يشعر بأنه وقف
أمام الطريق المسدود. فهذه هي حاجات الإنسان، وليست آفاقه ولا مطامحه وتطلعاته.
فإذا ما استغرق الإنسان في الجنس، فإنه سرعان ما يملّه، وقد يشعر بالانهيار عند
تكراره، وعندما يستغرق في الأكل والشرب، فإنه يصل إلى التخمة أو الاختناق.
إنّ ذلك كلّه لا يمثّل الأفق الذي يغني مرحلة الشباب، وإنما يعطي هذه المرحلة بعضاً
من أحاسيس اللذّة والفرح التي إذا وعاها الإنسان الشابّ، فسوف يواجه حقيقة تبخّرها
عندما يفرغ من ممارستها.
ولذلك، فإننا نقول للشباب: إنّ شبابكم يمثّل طاقة الحياة، ومسؤوليّة في الوجود،
وثروة من ثروات الإنسانيّة، ولا نقول لكم: لا تلبّوا حاجاتكم، ولكن خذوا من حاجاتكم
بالمستوى الذي يبني لكم أجسادكم من دون أيّة سلبيات، وعليكم، وأنتم تلبّون هذه
الحاجات الجسدية، أن تفهموا أنّ قضية الشباب في الحياة، وقضيّة الحياة في الشباب،
هي أكثر سعةً وانفتاحاً ورحابة ومسؤوليّة من كلّ هذا الذي تستغرقون فيه وتندفعون
إليه، ثم لا تجدون من خلاله إلاَّ الملل والرتابة واللامعنى والشعور بعبثية الحياة.
فالحياة ليست مجرّد جسد ومادة، أو لا أفق لها ولا حيويّة فيها ولا انتفاح على
الآفاق الواسعة، فهناك الله المطلق الذي إذا وقف الإنسان بين يديه، وعاش له، فإنه
يشعر بأن ليس هناك جدران ولا سدود، وإنما الحقيقة التي تمتدّ وتمتدّ إلى اللانهاية.
ولذلك نقول للشّباب: انفتحوا على الله الذي خلقكم وأغنى شبابكم بكلّ حيويته وحركيته،
وستجدون أن انفتاحكم عليه سوف يعطيكم سعادة الرّوح وسعادة الجسد وسعادة الحياة بكلّ
ما فيها من خير وجمال وحرية وانفتاح.
*من كتاب "دنيا الشباب".
إننا نريد من الشباب أن يستغرقوا في وعي: ما هو اللّهو؟ وما هو العبث؟ وما هي
اللذّة؟ سواء كانت لذّة جنس أو طعام أو شراب أو سواها من اللذّات التي تستثيرها
غرائز الإنسان الجسديّة.
إننا ندعو الشباب إلى التوقّف أمام هذه اللذات ليسألوا: ما هو حجمها؟
إنّ حجم اللذّات الزمنيّ هو حجم اللحظة.. فلذّة الجنس هي لحظة الإحساس به، ولذة
الطعام هي لذة دورانه في الفم، وهكذا لذة الشراب وغيرها.. فقد يعيش الإنسان
التهاويل المحبّبة لهذه اللذات قبل أن يمارسها، ولكنه عندما يمارسها، يشعر بأنه وقف
أمام الطريق المسدود. فهذه هي حاجات الإنسان، وليست آفاقه ولا مطامحه وتطلعاته.
فإذا ما استغرق الإنسان في الجنس، فإنه سرعان ما يملّه، وقد يشعر بالانهيار عند
تكراره، وعندما يستغرق في الأكل والشرب، فإنه يصل إلى التخمة أو الاختناق.
إنّ ذلك كلّه لا يمثّل الأفق الذي يغني مرحلة الشباب، وإنما يعطي هذه المرحلة بعضاً
من أحاسيس اللذّة والفرح التي إذا وعاها الإنسان الشابّ، فسوف يواجه حقيقة تبخّرها
عندما يفرغ من ممارستها.
ولذلك، فإننا نقول للشباب: إنّ شبابكم يمثّل طاقة الحياة، ومسؤوليّة في الوجود،
وثروة من ثروات الإنسانيّة، ولا نقول لكم: لا تلبّوا حاجاتكم، ولكن خذوا من حاجاتكم
بالمستوى الذي يبني لكم أجسادكم من دون أيّة سلبيات، وعليكم، وأنتم تلبّون هذه
الحاجات الجسدية، أن تفهموا أنّ قضية الشباب في الحياة، وقضيّة الحياة في الشباب،
هي أكثر سعةً وانفتاحاً ورحابة ومسؤوليّة من كلّ هذا الذي تستغرقون فيه وتندفعون
إليه، ثم لا تجدون من خلاله إلاَّ الملل والرتابة واللامعنى والشعور بعبثية الحياة.
فالحياة ليست مجرّد جسد ومادة، أو لا أفق لها ولا حيويّة فيها ولا انتفاح على
الآفاق الواسعة، فهناك الله المطلق الذي إذا وقف الإنسان بين يديه، وعاش له، فإنه
يشعر بأن ليس هناك جدران ولا سدود، وإنما الحقيقة التي تمتدّ وتمتدّ إلى اللانهاية.
ولذلك نقول للشّباب: انفتحوا على الله الذي خلقكم وأغنى شبابكم بكلّ حيويته وحركيته،
وستجدون أن انفتاحكم عليه سوف يعطيكم سعادة الرّوح وسعادة الجسد وسعادة الحياة بكلّ
ما فيها من خير وجمال وحرية وانفتاح.
*من كتاب "دنيا الشباب".