{وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللهِ} لا تيأسوا من فرج الله ومن رحمته، ومن تنفيس الألم، {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف : 87].
وهذه تعطي فكرة، أيّها الأحبّة، أنّ المؤمن لا ييأس مهما حدث معه. حتّى لو تدمَّر ماليّاً، تدمّر جسدياً، تدمّر عائلياً، لا يقول ليس هناك فائدة ولا حلّ، ولا يقول ليس هناك نتيجة. لماذا؟
لأنَّ المؤمن يؤمن بأنَّ الله على كلّ شيء قدير، وأنَّ الله هو الرَّحمن الرَّحيم، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء.
لذلك، يبقى هناك نافذة تطلّ على الأمل... أمَّا الإنسان الذي يقول: لا أحد يقدر على حلّ مشكلتي، ولا يمكن أن تكون هناك نتيجة، هذا يعني الكفر بالله، يعني أنّ الله لا يقدر على هذا الشّيء. حتى بعض الناس تجرأوا على الله وتمرّدوا عليه، لأن ليس لديهم إيمان به، فيقولون: حتّى لو جاء الله، فلن تحلّ هذه المشكلة. أليس هناك بعض الناس يتحدّث هكذا، ويقول مثل هذا الكلام؟!... هذا معناه ليس عنده إيمان.
الله سبحانه وتعالى الذي خلق السموات والأرض، وفجّر الأنهار، وأرسل كلّ هذا الكون، ألا يقدر أن يحلّ لك مشكلتك؟!
نعم، الله يتحرَّك بأمورك بحكمته، لكن عليك أن تظلّ تفكّر بأن الله سبحانه وتعالى لا بدَّ من أن يفتح لك الأبواب المغلقة.
يقول الله سبحانه في آية ثانية: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً-، أي أنّه عندما تغلق كلّ الأبواب في وجهك، يجعل لك المخرج حيث لا مخرج، يفتح لك الباب من غامض علمه -وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ- فإذا أعلقت أبواب الرّزق في وجهك، لأنّ فلاناً لا يعطيك، وفلاناً لا يقبلك، وفلاناً كذا... الله يقول لك إنّه يأتيك بالرّزق من غامض علمه من حيث لا تحتسب، من الشَّيء الّذي لا تفكّر فيه، أو لا تؤمّل فيه...
قد يكون كلّ واحدٍ منا مرَّ بحالة ضيقٍ في الرّزق، وإذ بالرّزق ينوجد ولا تعرف من أيّ طريق جاء، -وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ - كافيه - إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ – إذا أراد الله لشيء أن يحصل فسيحصل - قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق 2-3]، فهو الّذي قدَّر الأمور كلّها بهندسة دقيقة جداً.
ولذلك نقول، إنَّ الّذين ينتحرون نتيجة فشلهم في بعض أحلامهم، أو نتيجة بعض أنواع البلاء التي تصيبهم، ينتحرون لأنّ الإيمان غاب عنهم، لأنّ الإنسان لا ينتحر إلا عندما يغيب إيمانه عن وجدانه، عندما ينسى الله، فمادام الله أمامك، فلا يمكن أن تيأس، لأنّ الله على كلّ شيء قدير.
*من محاضرة لسماحته بتاريخ 26-12-2002 م / 22 شوال 1423هـ
{وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللهِ} لا تيأسوا من فرج الله ومن رحمته، ومن تنفيس الألم، {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف : 87].
وهذه تعطي فكرة، أيّها الأحبّة، أنّ المؤمن لا ييأس مهما حدث معه. حتّى لو تدمَّر ماليّاً، تدمّر جسدياً، تدمّر عائلياً، لا يقول ليس هناك فائدة ولا حلّ، ولا يقول ليس هناك نتيجة. لماذا؟
لأنَّ المؤمن يؤمن بأنَّ الله على كلّ شيء قدير، وأنَّ الله هو الرَّحمن الرَّحيم، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء.
لذلك، يبقى هناك نافذة تطلّ على الأمل... أمَّا الإنسان الذي يقول: لا أحد يقدر على حلّ مشكلتي، ولا يمكن أن تكون هناك نتيجة، هذا يعني الكفر بالله، يعني أنّ الله لا يقدر على هذا الشّيء. حتى بعض الناس تجرأوا على الله وتمرّدوا عليه، لأن ليس لديهم إيمان به، فيقولون: حتّى لو جاء الله، فلن تحلّ هذه المشكلة. أليس هناك بعض الناس يتحدّث هكذا، ويقول مثل هذا الكلام؟!... هذا معناه ليس عنده إيمان.
الله سبحانه وتعالى الذي خلق السموات والأرض، وفجّر الأنهار، وأرسل كلّ هذا الكون، ألا يقدر أن يحلّ لك مشكلتك؟!
نعم، الله يتحرَّك بأمورك بحكمته، لكن عليك أن تظلّ تفكّر بأن الله سبحانه وتعالى لا بدَّ من أن يفتح لك الأبواب المغلقة.
يقول الله سبحانه في آية ثانية: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً-، أي أنّه عندما تغلق كلّ الأبواب في وجهك، يجعل لك المخرج حيث لا مخرج، يفتح لك الباب من غامض علمه -وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ- فإذا أعلقت أبواب الرّزق في وجهك، لأنّ فلاناً لا يعطيك، وفلاناً لا يقبلك، وفلاناً كذا... الله يقول لك إنّه يأتيك بالرّزق من غامض علمه من حيث لا تحتسب، من الشَّيء الّذي لا تفكّر فيه، أو لا تؤمّل فيه...
قد يكون كلّ واحدٍ منا مرَّ بحالة ضيقٍ في الرّزق، وإذ بالرّزق ينوجد ولا تعرف من أيّ طريق جاء، -وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ - كافيه - إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ – إذا أراد الله لشيء أن يحصل فسيحصل - قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق 2-3]، فهو الّذي قدَّر الأمور كلّها بهندسة دقيقة جداً.
ولذلك نقول، إنَّ الّذين ينتحرون نتيجة فشلهم في بعض أحلامهم، أو نتيجة بعض أنواع البلاء التي تصيبهم، ينتحرون لأنّ الإيمان غاب عنهم، لأنّ الإنسان لا ينتحر إلا عندما يغيب إيمانه عن وجدانه، عندما ينسى الله، فمادام الله أمامك، فلا يمكن أن تيأس، لأنّ الله على كلّ شيء قدير.
*من محاضرة لسماحته بتاريخ 26-12-2002 م / 22 شوال 1423هـ