من جملة الحكم والمواعظ والوصايا التي لا بدَّ للإنسان من التوقف عندها
والاستفادة من دروسها في حياته العمليّة، ما يتّصل بأيام الفتنة التي تمرّ عليه،
سواء الفتنة السياسيّة أو الاجتماعيّة أو الأمنيّة، التي تستهدف جرّه إلى عواقب
وخيمة، وإقحامه في نار الفتن، واستغلال الإنسان في تسعير نارها من حيث يدري أو لا
يدري.
قَال الإمام عليّ(ع) مخاطباً الناس جميعاً في كلّ عصر ومكان: "كُنْ فِي الْفِتْنَةِ
كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ".
وحول معنى الحديث وتوجيهه، قال العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله (رض): "ابن
اللّبون هو ولد الناقة إذا استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة، لأنّ أمّه ولدت
غيره فصار لها لبن، وهو في هذا العمر غير مؤهّل لأن يستفاد منه بالركوب، ولم يصر
بعد مما ينتج ويستفاد من نتاجه، لأنّه ذكر. فالإمام (ع) يقول للمؤمن إنّ عليه أن
يكون كذلك، وهذا من باب التشبيه، بأن يملك الوعي عند الفتن، فلا يطمع أحد في تحيّزه،
ولا ينجرّ اليها، ولا يسقط فيها.
على المؤمن أن يتحلّى بالوعي والبصيرة، إضافةً إلى انطلاقه على أساس طاعة الله
ورضاه، فلا يسقط في الفتن ليكون مطيّة لها أو يُستغلّ فيها". [سؤال وجواب].
إنّ المؤمن هو من يسعى إلى تركيز وعيه، والتفطّن إلى ما يدور حوله من أحداث وفتن
ومشاكل، وما يثار حوله من تحدّيات، وهو ما يستدعي منه تنبّهاً ويقظةً، فيدرس الأمور
والأوضاع وما يسمع ويرى، وما يحاول البعض استدارجه إليه ليكون عنصراً سلبيّاً يساهم
في زيادة المشاكل وتفاقمها، وإشعال الفتنة أكثر من حوله في كلّ مكان، هذه البصيرة
تجعله يتحسَّس المسؤولية، ولا يجعل نفسه بالتالي ضعيفاً لا يملك قراره ولا موقفه
ولا حركته، كي لا يطمع المفتنون والمغرضون بضعفه، وحتَّى لا يعملوا على استدراجه
إلى صفّهم، وجعله يساهم معهم في دعم الباطل وأهله، وليكون عيناً لهم ويداً على
الآخرين والتعدّي على حقوقهم وكراماتهم ومصاردة قرارتهم وأوضاعهم.
فالمؤمن لا يكون منساقاً للفتنة، مستغلاً من قبل الآخرين، ولا يكون منجراً لها
ساقطاً في حضنها من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر، بل هو المتبصّر الخبير الدارس لكلّ
ما يجري حوله، والمتوقّف بعين التأمّل لكلّ الأحداث، فيقف موقف الحقّ الذي يعمل على
تأكيده في الحياة العامّة والخاصّة.
التشبيه الوارد في وصيّة أمير المؤمنين (ع)، هو توجيه وإرشاد، ومن باب التعليمات
الملزمة التي لا بدّ من أن نسير بهديها، من باب الحرص على عدم الانجرار والدّخول في
الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، وتستهلك واقع الناس، وتضيّع مصيرهم، وتتلاعب بأمنهم
وأمانهم. فهل نكون كابن اللّبون في فتن تحيط بنا من كلّ جانب؟!
من جملة الحكم والمواعظ والوصايا التي لا بدَّ للإنسان من التوقف عندها
والاستفادة من دروسها في حياته العمليّة، ما يتّصل بأيام الفتنة التي تمرّ عليه،
سواء الفتنة السياسيّة أو الاجتماعيّة أو الأمنيّة، التي تستهدف جرّه إلى عواقب
وخيمة، وإقحامه في نار الفتن، واستغلال الإنسان في تسعير نارها من حيث يدري أو لا
يدري.
قَال الإمام عليّ(ع) مخاطباً الناس جميعاً في كلّ عصر ومكان: "كُنْ فِي الْفِتْنَةِ
كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ".
وحول معنى الحديث وتوجيهه، قال العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله (رض): "ابن
اللّبون هو ولد الناقة إذا استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة، لأنّ أمّه ولدت
غيره فصار لها لبن، وهو في هذا العمر غير مؤهّل لأن يستفاد منه بالركوب، ولم يصر
بعد مما ينتج ويستفاد من نتاجه، لأنّه ذكر. فالإمام (ع) يقول للمؤمن إنّ عليه أن
يكون كذلك، وهذا من باب التشبيه، بأن يملك الوعي عند الفتن، فلا يطمع أحد في تحيّزه،
ولا ينجرّ اليها، ولا يسقط فيها.
على المؤمن أن يتحلّى بالوعي والبصيرة، إضافةً إلى انطلاقه على أساس طاعة الله
ورضاه، فلا يسقط في الفتن ليكون مطيّة لها أو يُستغلّ فيها". [سؤال وجواب].
إنّ المؤمن هو من يسعى إلى تركيز وعيه، والتفطّن إلى ما يدور حوله من أحداث وفتن
ومشاكل، وما يثار حوله من تحدّيات، وهو ما يستدعي منه تنبّهاً ويقظةً، فيدرس الأمور
والأوضاع وما يسمع ويرى، وما يحاول البعض استدارجه إليه ليكون عنصراً سلبيّاً يساهم
في زيادة المشاكل وتفاقمها، وإشعال الفتنة أكثر من حوله في كلّ مكان، هذه البصيرة
تجعله يتحسَّس المسؤولية، ولا يجعل نفسه بالتالي ضعيفاً لا يملك قراره ولا موقفه
ولا حركته، كي لا يطمع المفتنون والمغرضون بضعفه، وحتَّى لا يعملوا على استدراجه
إلى صفّهم، وجعله يساهم معهم في دعم الباطل وأهله، وليكون عيناً لهم ويداً على
الآخرين والتعدّي على حقوقهم وكراماتهم ومصاردة قرارتهم وأوضاعهم.
فالمؤمن لا يكون منساقاً للفتنة، مستغلاً من قبل الآخرين، ولا يكون منجراً لها
ساقطاً في حضنها من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر، بل هو المتبصّر الخبير الدارس لكلّ
ما يجري حوله، والمتوقّف بعين التأمّل لكلّ الأحداث، فيقف موقف الحقّ الذي يعمل على
تأكيده في الحياة العامّة والخاصّة.
التشبيه الوارد في وصيّة أمير المؤمنين (ع)، هو توجيه وإرشاد، ومن باب التعليمات
الملزمة التي لا بدّ من أن نسير بهديها، من باب الحرص على عدم الانجرار والدّخول في
الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، وتستهلك واقع الناس، وتضيّع مصيرهم، وتتلاعب بأمنهم
وأمانهم. فهل نكون كابن اللّبون في فتن تحيط بنا من كلّ جانب؟!