تحكم العلاقة بين الأهل والولد الرَّحمة والرّفق، وهو مبدأ كبير في الإسلام،
يظهر ويتجلَّى كثيراً في أمور عديدة، ولكن أهمّ ما يتجلّى في علاقة الأهل بالولد.
إذ إنَّ هذا الولد، يرتكز في حياته بشكل أساس، أن يكون أهله سنداً له وحضناً، وأن
يقبلوه ويتقبَّلوه كما هو.
في الحقيقة، جميعنا نستفزّ من تصرّفات أولادنا، وجميعنا نعيش حالةً من الغيظ والقهر
ربّما تضطرّنا أحياناً إلى أن نخرج من ثيابنا، ولكنّنا في حالة اختبار لصبرنا،
ولوعينا، ولأخلاقنا، لأنَّ الرّحمة والرّفق إنّما تكون جيّدة وراقية ونبيلة، حين
تكون مبدأً لنا وطريقة حياة، وحين نصرّ على استخدامها بأصعب الظّروف.
طبعاً، من أُغضِب ولم يغضب قد يكون غير سويّ وغير طبيعيّ، ولكن علينا أن نهتمّ بأن
نوجد أساليب وخيارات مختلفة، ولو بالتَّعاون مع أناس من أهل الخبرة، كي لا يكون
الضَّرب هو الأساس، علماً أن الشّريعة المطهَّرة حرّمت ضرب الولد بتّاً وقطعاً، ولم
يجز الإسلام ضرب الولد إلّا في حالات محدَّدة، وبما لا يوجب احمرار الجلد، بعيداً
من العنف.
زد على ذلك، أنَّ الضرب الذي يوجب الاحمرار أو أكثر من ذلك ليس فقط حراماً، بل هو
موجب أيضاً لأن ندفع دية عن هذه الضّربات للولد، وهذه الدية قد تصل إلى ثلاث ليرات
ذهبيّة، أي ما يعادل الألف دولار.
وبعض الأمّهات أو الآباء ربما يتعاظم غضبه فيسبّب الضرب العنيف جرحه، وبعضهم يعمد
إلى حرق الولد، كما ذكر لنا بعض الناس. وهكذا، وكل ذلك ستكون عليه دية، إضافةً إلى
الإثم الّذي سنقع فيه، والمعصية الكبيرة التي سنجرّها لأنفسنا.
وإذا وجبت الدّية تصير حقاً للولد، والدية ليست كفارة تدفع للفقراء كما يظن بعض
الناس، بل هي حقّ للولد تعويضاً له عن ذلك الضّرب، وهنا سنقع في مشكلة، أنّنا إذا
صرنا نحسب المقدار الّذي سيكون مطلوباً منّا، سيكون كثيراً.
على كلّ، يمكن للوالد أن يتحمّل الدية عن الأمّ، ويمكنه أن يحتسبها من المصروف الذي
يصرفه على ولده، وبالتالي تبرأ ذمَّة الأمّ من الدية، لكنّها تبقى مطلوبة لله
سبحانه وتعالى أنها عصت الله عزّ وجلَّ في ولدها، فلم ترفق به أو ترحمه كما يفترض
بها أن تفعل.
حيّاكم الله، والحمد لله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*عضو المكتب الشرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)
تحكم العلاقة بين الأهل والولد الرَّحمة والرّفق، وهو مبدأ كبير في الإسلام،
يظهر ويتجلَّى كثيراً في أمور عديدة، ولكن أهمّ ما يتجلّى في علاقة الأهل بالولد.
إذ إنَّ هذا الولد، يرتكز في حياته بشكل أساس، أن يكون أهله سنداً له وحضناً، وأن
يقبلوه ويتقبَّلوه كما هو.
في الحقيقة، جميعنا نستفزّ من تصرّفات أولادنا، وجميعنا نعيش حالةً من الغيظ والقهر
ربّما تضطرّنا أحياناً إلى أن نخرج من ثيابنا، ولكنّنا في حالة اختبار لصبرنا،
ولوعينا، ولأخلاقنا، لأنَّ الرّحمة والرّفق إنّما تكون جيّدة وراقية ونبيلة، حين
تكون مبدأً لنا وطريقة حياة، وحين نصرّ على استخدامها بأصعب الظّروف.
طبعاً، من أُغضِب ولم يغضب قد يكون غير سويّ وغير طبيعيّ، ولكن علينا أن نهتمّ بأن
نوجد أساليب وخيارات مختلفة، ولو بالتَّعاون مع أناس من أهل الخبرة، كي لا يكون
الضَّرب هو الأساس، علماً أن الشّريعة المطهَّرة حرّمت ضرب الولد بتّاً وقطعاً، ولم
يجز الإسلام ضرب الولد إلّا في حالات محدَّدة، وبما لا يوجب احمرار الجلد، بعيداً
من العنف.
زد على ذلك، أنَّ الضرب الذي يوجب الاحمرار أو أكثر من ذلك ليس فقط حراماً، بل هو
موجب أيضاً لأن ندفع دية عن هذه الضّربات للولد، وهذه الدية قد تصل إلى ثلاث ليرات
ذهبيّة، أي ما يعادل الألف دولار.
وبعض الأمّهات أو الآباء ربما يتعاظم غضبه فيسبّب الضرب العنيف جرحه، وبعضهم يعمد
إلى حرق الولد، كما ذكر لنا بعض الناس. وهكذا، وكل ذلك ستكون عليه دية، إضافةً إلى
الإثم الّذي سنقع فيه، والمعصية الكبيرة التي سنجرّها لأنفسنا.
وإذا وجبت الدّية تصير حقاً للولد، والدية ليست كفارة تدفع للفقراء كما يظن بعض
الناس، بل هي حقّ للولد تعويضاً له عن ذلك الضّرب، وهنا سنقع في مشكلة، أنّنا إذا
صرنا نحسب المقدار الّذي سيكون مطلوباً منّا، سيكون كثيراً.
على كلّ، يمكن للوالد أن يتحمّل الدية عن الأمّ، ويمكنه أن يحتسبها من المصروف الذي
يصرفه على ولده، وبالتالي تبرأ ذمَّة الأمّ من الدية، لكنّها تبقى مطلوبة لله
سبحانه وتعالى أنها عصت الله عزّ وجلَّ في ولدها، فلم ترفق به أو ترحمه كما يفترض
بها أن تفعل.
حيّاكم الله، والحمد لله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*عضو المكتب الشرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)