كتابات
01/01/2019

تقدّمية الفكر ورجعيّته

تقدّمية الفكر ورجعيّته

إنَّ قضيّة أن تناقش فكراً على أساس أنه تقدمي أو رجعي، ليست في أن هذا الفكر كان في الزمن الماضي فهو رجعي، ولأنه في الزمن الحاضر فهو تقدّمي، بل إن تقدمية فكرٍ ما ورجعيّته ينطلقان من خلال علاقتهما بحياة الإنسان وبمصالحه وبكلّ الآفاق الواسعة التي ينفتح فيها على الحياة، كما أن مسألة أن يكون فكر ما متقدّماً أو متأخّراً، هي أن يحمل هذا الفكر للإنسان القيمة التي يرفع بها مستوى فكره وإحساسه وشعوره وحركته في الواقع، فالمسألة ليست {إنّا وجَدْنا آباءَنَا على أُمَّةٍ} إنّا وجدنا الناس من حولنا على أمّة، أي على طريقة أو مذهب معيّن {وإنّا على آثارِهِم مُقْتَدون}.

فالإسلام يقول لك إنّ الله وهب لك عقلاً كما وهب الآخرين عقلاً، والله سوف يسأل عقلك، لأنّه يقول اسمع كلّ ما يقوله الناس، ولكن ليجلس عقلك مع كلّ ما تنتجه عقول الناس، وليناقش هذا العقل وذاك حتى ينطلق في أفكاره من خلال اقتناعٍ بالنتائج الإيجابيّة التي يصل إليها بعد أن يسقط شيئاً من هذا الفكر وشيئاً من ذاك الفكر، أو يختار شيئاً من هذا الفكر أو شيئاً من ذاك، فعقل الآخرين ليس حجّة لك أمام الله، بل عقلك هو الحجّة التي يمكن أن تقدّمها بين يدي الله ويمكن أن يطالبك الله بها، ولذلك أعطى الله المنهج في قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.

فالله تعالى لا يريد لك أن تبني فكرك على التقليد، ولا أن يكون فكرك فكر الاستهلاك، بل فكر الإنتاج وفكر الإبداع، ذلك أن الله سيسألك عما عقلت وعما فكرت، وقد حدثنا الله عن أهل النار أنهم {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِير}، وحدثنا عن قوم بأنَّ لهم قلوباً ـ والمراد بالقلوب العقول ـ لا يفقهون بها، وأنّ لهم آذاناً لا يسمعون بها، وأعيناً لا يبصرون بها، فلقد جمّدوا عقولهم، وجمّدوا عيونهم، وجمّدوا أسماعهم، وانطلقوا مع ما يتحرك به واقعهم من تقاليد وعادات.

*من كتاب النّدوة، ج 5.

إنَّ قضيّة أن تناقش فكراً على أساس أنه تقدمي أو رجعي، ليست في أن هذا الفكر كان في الزمن الماضي فهو رجعي، ولأنه في الزمن الحاضر فهو تقدّمي، بل إن تقدمية فكرٍ ما ورجعيّته ينطلقان من خلال علاقتهما بحياة الإنسان وبمصالحه وبكلّ الآفاق الواسعة التي ينفتح فيها على الحياة، كما أن مسألة أن يكون فكر ما متقدّماً أو متأخّراً، هي أن يحمل هذا الفكر للإنسان القيمة التي يرفع بها مستوى فكره وإحساسه وشعوره وحركته في الواقع، فالمسألة ليست {إنّا وجَدْنا آباءَنَا على أُمَّةٍ} إنّا وجدنا الناس من حولنا على أمّة، أي على طريقة أو مذهب معيّن {وإنّا على آثارِهِم مُقْتَدون}.

فالإسلام يقول لك إنّ الله وهب لك عقلاً كما وهب الآخرين عقلاً، والله سوف يسأل عقلك، لأنّه يقول اسمع كلّ ما يقوله الناس، ولكن ليجلس عقلك مع كلّ ما تنتجه عقول الناس، وليناقش هذا العقل وذاك حتى ينطلق في أفكاره من خلال اقتناعٍ بالنتائج الإيجابيّة التي يصل إليها بعد أن يسقط شيئاً من هذا الفكر وشيئاً من ذاك الفكر، أو يختار شيئاً من هذا الفكر أو شيئاً من ذاك، فعقل الآخرين ليس حجّة لك أمام الله، بل عقلك هو الحجّة التي يمكن أن تقدّمها بين يدي الله ويمكن أن يطالبك الله بها، ولذلك أعطى الله المنهج في قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.

فالله تعالى لا يريد لك أن تبني فكرك على التقليد، ولا أن يكون فكرك فكر الاستهلاك، بل فكر الإنتاج وفكر الإبداع، ذلك أن الله سيسألك عما عقلت وعما فكرت، وقد حدثنا الله عن أهل النار أنهم {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِير}، وحدثنا عن قوم بأنَّ لهم قلوباً ـ والمراد بالقلوب العقول ـ لا يفقهون بها، وأنّ لهم آذاناً لا يسمعون بها، وأعيناً لا يبصرون بها، فلقد جمّدوا عقولهم، وجمّدوا عيونهم، وجمّدوا أسماعهم، وانطلقوا مع ما يتحرك به واقعهم من تقاليد وعادات.

*من كتاب النّدوة، ج 5.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية