كتابات
01/01/2019

علاقة الأهل بالمراهقين وسبل بناء الثّقة

علاقة الأهل بالمراهقين وسبل بناء الثّقة

أحلى نعمة يعطينا إيّاها الله سبحانه وتعالى هي الأولاد.

هؤلاء الأولاد كنز علينا أن نهتمّ به، أن نراعيهم ونعطيهم كلّ شيء يجب أن نعطيهم إيّاه... وكلّ شيء لا يعني فقط الموضوع المادي الّذي له علاقة بالرعاية والمدرسة والطبابة وغيرها، هذه الأمور الّتي نهتمّ بها ونعطيها وقتاً، في الوقت الذي علينا أن نهتمّ أكثر بمشاعر الأولاد وتنشئتهم. هؤلاء الأولاد هم المسؤوليّة الأساسية التي تقع على عاتقنا، وخصوصاً عندما يكون عندنا أولاد في عمر حسّاس، بعمر التفتّح، بعمر التكليف... هؤلاء الأولاد الذين لا يعرفون إذا ما قطعوا مرحلة الطفولة وبدأوا بعالم الكبار، ولا يعرفون مكانهم أين.

هذا العمر جميل جدّاً، ولكنّه حسّاس في الوقت نفسه.

ونحن علينا أن نكون جنب أولادنا في هذا العمر، أن نرافقهم ونعطيهم الثّقة، ولكن بحذر. كيف ذلك؟

أي أن يكون عندنا كلّ التفاصيل، وفي الوقت نفسه، لدينا مهارة التغافل والتجاهل، وهي مهمّة جداً في هذا العمر... هناك أشياء كثيرة بسيطة وهفوات ممكن أن يرتكبها الأولاد في هذا العمر، وعلينا أن نتقبّلها ونتفهّمها ونعرف كيف نتعاطى معها ونتجاوزها.

موضوع الثّقة موضوع مهم جدّاً. الكثير من الأهل يأتون ويقولون كيف يمكننا أن نثق بالولد في هذا العمر، ومن الممكن أن يرتكب أشياء من وراء ظهرنا؟! هذه الافتراضات نفسها تجعل الولد يعيش بقلق وضياع.

نحن علينا أن نعطيه الثقة، وأن نعوّده عليها منذ الصّغر، والثقة تأتي من خلال التفاهم والحوار مع الولد، ومن خلال المصارحة وتعويده على المصارحة.

أنا ماذا ينفعني إذا راقبت هاتف ابني بطريقة غير مباشرة، وعرف في وقت من الأوقات وشعر بأنّنا لا نثق به؟!

أنا يمكن أن أعطيه الثّقة من خلال تعليمه أدوات ومهارات معيّنة لإدارة حياته، لأنّه قد يضطرّ في أيّ وقت من الأوقات ليخوض حياته بوقت مبكر بعيداً عنا... فنحن لا نعرف ماذا سيحصل لنا.

من المفترض أن نعلّم أولادنا فعلاً أن يكون عندهم مهارة الاستقلاليّة، مهارة التصرّف في الحياة من خلال هذه المواكبة.

علينا أن نهتمّ بهم من هذه الناحية. أنا عندما أعطي ابني جهازاً معيَّناً، عندما أرسله إلى محلٍّ ما، عندما أتركه يختار أصدقاءه، يجب أن نكون قد وضعنا معايير وقوانين سويَّة.

ثمّ علينا أن نشتغل على مواكبة الأولاد في هذه الحياة وليس مراقبتهم، من خلال قولنا لهم إنّنا نثق بهم، وإنّنا نعرف كيف ربّينا، ولكنَّ الإنسان يجب أن يكون لديه إصلاح دائم في نفسه وتربية مستمرَّة لها، وإنّنا نحن الكبار أيضاً لدينا محطات متابعة ومراجعة لأنفسنا، فكيف بالشخص الذي لايزال في طور بناء الشخصيّة؟!...

هذا الذي ينبغي أن نقوله للولد.. لا نقول له لأنّك أنت لست قادراً، أو لست تعرف، أو لست أهلاً... بل لأنّك لاتزال في مرحلة البناء، ينبغي أن تقف كلّ وقتٍ بوقته وتجري مراجعة؛ ماذا فعلت، وأين صرت، أين أخطأت، أين كان عليّ أن أعمل أحسن وأفضل...؟!

هناك أمورٌ جميلة أحياناً ننساها.. فقد يأتي الأولاد في وقت ليخبرونا شيئاً ما حدث معهم، وقد نكون مشغولين، فنقول لهم بعد قليل نتحدَّث معكم.

ولكنّ هذه الفرصة قد لا تتكرَّر، وقد لا تسمح لنا فرصة ثانية ليأتوا إلينا ويحدّثونا.. اغتنموا كلّ فرصة يكون الأولاد بحاجة للتحدّث معكم، وعندهم استعداد لإخباركم بأشياء معيَّنة، ولا تستهينوا بأيِّ خبر يخبرونكم به، لأنَّ الحدث قد يكون أحياناً بالنّسبة إليهم مؤلماً جداً أو مفرحاً جداً، ويكون بالنسبة إليكم أمراً عاديّاً.

حاولوا أن ترجعوا إلى عمرهم، أن تشعروا كم هذا الحدث حسّاس بالنّسبة إليهم، لتعرفوا جيِّداً كيف تقفون إلى جانبهم بهذا الشّيء.

*أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللّبنانيّة.

أحلى نعمة يعطينا إيّاها الله سبحانه وتعالى هي الأولاد.

هؤلاء الأولاد كنز علينا أن نهتمّ به، أن نراعيهم ونعطيهم كلّ شيء يجب أن نعطيهم إيّاه... وكلّ شيء لا يعني فقط الموضوع المادي الّذي له علاقة بالرعاية والمدرسة والطبابة وغيرها، هذه الأمور الّتي نهتمّ بها ونعطيها وقتاً، في الوقت الذي علينا أن نهتمّ أكثر بمشاعر الأولاد وتنشئتهم. هؤلاء الأولاد هم المسؤوليّة الأساسية التي تقع على عاتقنا، وخصوصاً عندما يكون عندنا أولاد في عمر حسّاس، بعمر التفتّح، بعمر التكليف... هؤلاء الأولاد الذين لا يعرفون إذا ما قطعوا مرحلة الطفولة وبدأوا بعالم الكبار، ولا يعرفون مكانهم أين.

هذا العمر جميل جدّاً، ولكنّه حسّاس في الوقت نفسه.

ونحن علينا أن نكون جنب أولادنا في هذا العمر، أن نرافقهم ونعطيهم الثّقة، ولكن بحذر. كيف ذلك؟

أي أن يكون عندنا كلّ التفاصيل، وفي الوقت نفسه، لدينا مهارة التغافل والتجاهل، وهي مهمّة جداً في هذا العمر... هناك أشياء كثيرة بسيطة وهفوات ممكن أن يرتكبها الأولاد في هذا العمر، وعلينا أن نتقبّلها ونتفهّمها ونعرف كيف نتعاطى معها ونتجاوزها.

موضوع الثّقة موضوع مهم جدّاً. الكثير من الأهل يأتون ويقولون كيف يمكننا أن نثق بالولد في هذا العمر، ومن الممكن أن يرتكب أشياء من وراء ظهرنا؟! هذه الافتراضات نفسها تجعل الولد يعيش بقلق وضياع.

نحن علينا أن نعطيه الثقة، وأن نعوّده عليها منذ الصّغر، والثقة تأتي من خلال التفاهم والحوار مع الولد، ومن خلال المصارحة وتعويده على المصارحة.

أنا ماذا ينفعني إذا راقبت هاتف ابني بطريقة غير مباشرة، وعرف في وقت من الأوقات وشعر بأنّنا لا نثق به؟!

أنا يمكن أن أعطيه الثّقة من خلال تعليمه أدوات ومهارات معيّنة لإدارة حياته، لأنّه قد يضطرّ في أيّ وقت من الأوقات ليخوض حياته بوقت مبكر بعيداً عنا... فنحن لا نعرف ماذا سيحصل لنا.

من المفترض أن نعلّم أولادنا فعلاً أن يكون عندهم مهارة الاستقلاليّة، مهارة التصرّف في الحياة من خلال هذه المواكبة.

علينا أن نهتمّ بهم من هذه الناحية. أنا عندما أعطي ابني جهازاً معيَّناً، عندما أرسله إلى محلٍّ ما، عندما أتركه يختار أصدقاءه، يجب أن نكون قد وضعنا معايير وقوانين سويَّة.

ثمّ علينا أن نشتغل على مواكبة الأولاد في هذه الحياة وليس مراقبتهم، من خلال قولنا لهم إنّنا نثق بهم، وإنّنا نعرف كيف ربّينا، ولكنَّ الإنسان يجب أن يكون لديه إصلاح دائم في نفسه وتربية مستمرَّة لها، وإنّنا نحن الكبار أيضاً لدينا محطات متابعة ومراجعة لأنفسنا، فكيف بالشخص الذي لايزال في طور بناء الشخصيّة؟!...

هذا الذي ينبغي أن نقوله للولد.. لا نقول له لأنّك أنت لست قادراً، أو لست تعرف، أو لست أهلاً... بل لأنّك لاتزال في مرحلة البناء، ينبغي أن تقف كلّ وقتٍ بوقته وتجري مراجعة؛ ماذا فعلت، وأين صرت، أين أخطأت، أين كان عليّ أن أعمل أحسن وأفضل...؟!

هناك أمورٌ جميلة أحياناً ننساها.. فقد يأتي الأولاد في وقت ليخبرونا شيئاً ما حدث معهم، وقد نكون مشغولين، فنقول لهم بعد قليل نتحدَّث معكم.

ولكنّ هذه الفرصة قد لا تتكرَّر، وقد لا تسمح لنا فرصة ثانية ليأتوا إلينا ويحدّثونا.. اغتنموا كلّ فرصة يكون الأولاد بحاجة للتحدّث معكم، وعندهم استعداد لإخباركم بأشياء معيَّنة، ولا تستهينوا بأيِّ خبر يخبرونكم به، لأنَّ الحدث قد يكون أحياناً بالنّسبة إليهم مؤلماً جداً أو مفرحاً جداً، ويكون بالنسبة إليكم أمراً عاديّاً.

حاولوا أن ترجعوا إلى عمرهم، أن تشعروا كم هذا الحدث حسّاس بالنّسبة إليهم، لتعرفوا جيِّداً كيف تقفون إلى جانبهم بهذا الشّيء.

*أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللّبنانيّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية