كتابات
12/04/2019

أهمية الحوار.. ودولة الإنسان

أهمية الحوار.. ودولة الإنسان

حول الآليّات التي تحدّ من التّكفير وإقصاء الآخر، وحول رؤيته للحلّ الجذريّ لكلّ المشاكل الّتي يعيشها الواقع من خلال دولة الإنسان

 
أنا أعتقد بالحوار بين النّاس، وأؤمن بالحوار الإنساني الإنساني، ولا أتحدّث فقط عن الحوار الإسلامي ـ المسيحي، أو الحوار الإسلامي ـ الإسلامي، حتى إنّه لا مانع من الحوار اليهودي ـ الإسلامي خارج نطاق إسرائيل، وكما يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[العنكبوت: 46]، لأنّ إسرائيل دولةٌ ظالمةٌ وليست دولةً حواريّةً على المستوى الإنساني، ولأنّها صادرت أرضاً لأناس كانوا يسكنونها [الفلسطينيون] وشرّدتهم في أصقاع الأرض.

لذلك، أنا أعتقد أنَّ المشكلة هي أنّ النّاس قد لا يفهمون بعضهم بعضاً، أنا عليَّ أن أفهم الإنسان الآخر كما يرى نفسه، وأن يفهمني كما أرى نفسي، وعلى هذا الأساس، يكون هناك حوارٌ مشتركٌ بيننا حول الفكرة التي نختلف فيها لنصل معاً إلى الحقيقة. هناك آية قرآنيّة لا تعتبر أنّ الحوار يمثّل حالة خصومة وحالة جدل ذاتيّ، يقول تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[سبأ: 24]، يعني قد أكون أنا على هدى وقد أكون على ضلال، وقد تكون أنت على هدى وقد تكون على ضلال، إذاً هناك حقيقةٌ ضائعةٌ بيننا، فعلينا أن نتشارك معاً في اكتشاف هذه الحقيقة. فإذاً ليس الحوار عمليّة مغالبة، وإنّما هو عمليّة تعاون من أجل الوصول إلى الحقيقة الأصيلة الواحدة في هذا المجال.

لهذا نقول: عندما نعيش الحوار في كلّ قضايانا الدينيّة والثقافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، فإنّنا نستطيع أن نصل إلى نتائج إنسانيّة تجعل الإنسان أقرب إلى الإنسان الآخر.
أنا أعتقد أنَّ دولة الإنسان تكون عندما نعيش إنسانيَّتنا بكلّ ما تختزنه كلمة الإنسان من معنى، بحيث يشعر الإنسان بأنّه ليس وحده الموجود في الكون، بل هو موجود، والآخر موجود إلى جانبه، فكما أنَّ له حقاً على الآخر، فللآخر حقّ عليه، فعلينا أن نعطي لكلّ ذي حقّ حقّه، وأن نعرف أنَّ الله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نُعمِّر الأرض على أساس القيم الروحيّة والاجتماعيّة.

إنّ المشكلة في عالم التّطبيق، {إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}[العلق: 6-7]، وأنَّ الإنسان يعيش في زنزانة أطماعه وأهوائه وشهواته، ولذا كنت أقول: ليس عندنا صراع الحضارات ولا حوار الحضارات فقط، ولكنّ المشكلة عندنا هي صراع السياسات، لأنّ كلّ إنسان يملك قوّةً يحاول أن يسيطر بها على المستضعفين، تماماً كما الآية {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ}[يوسف: 53]، يعني نحن نقول: علينا أن نجرِّب أن نثقِّف الإنسان بثقافة الحوار الإنساني، وأن نثقِّفه بأن يكون إنساناً وأن لا يكون وحشاً.

 ونحن نلاحظ الآن أنّ الدّول الكبرى والمتخلّفين من الإرهابيّين والمتطرّفين الذين لا يحترمون حياة الإنسان، أصبحوا وحوشاً في صورة البشر.
 
قناة (ANB) الفضائيّة، ضمن حوار أجرته معه بتاريخ 1رجب 1430 هـ/ ٢٤-٦-٢٠٠٩م
 
 
أنا أعتقد بالحوار بين النّاس، وأؤمن بالحوار الإنساني الإنساني، ولا أتحدّث فقط عن الحوار الإسلامي ـ المسيحي، أو الحوار الإسلامي ـ الإسلامي، حتى إنّه لا مانع من الحوار اليهودي ـ الإسلامي خارج نطاق إسرائيل، وكما يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[العنكبوت: 46]، لأنّ إسرائيل دولةٌ ظالمةٌ وليست دولةً حواريّةً على المستوى الإنساني، ولأنّها صادرت أرضاً لأناس كانوا يسكنونها [الفلسطينيون] وشرّدتهم في أصقاع الأرض.

لذلك، أنا أعتقد أنَّ المشكلة هي أنّ النّاس قد لا يفهمون بعضهم بعضاً، أنا عليَّ أن أفهم الإنسان الآخر كما يرى نفسه، وأن يفهمني كما أرى نفسي، وعلى هذا الأساس، يكون هناك حوارٌ مشتركٌ بيننا حول الفكرة التي نختلف فيها لنصل معاً إلى الحقيقة. هناك آية قرآنيّة لا تعتبر أنّ الحوار يمثّل حالة خصومة وحالة جدل ذاتيّ، يقول تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[سبأ: 24]، يعني قد أكون أنا على هدى وقد أكون على ضلال، وقد تكون أنت على هدى وقد تكون على ضلال، إذاً هناك حقيقةٌ ضائعةٌ بيننا، فعلينا أن نتشارك معاً في اكتشاف هذه الحقيقة. فإذاً ليس الحوار عمليّة مغالبة، وإنّما هو عمليّة تعاون من أجل الوصول إلى الحقيقة الأصيلة الواحدة في هذا المجال.

لهذا نقول: عندما نعيش الحوار في كلّ قضايانا الدينيّة والثقافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، فإنّنا نستطيع أن نصل إلى نتائج إنسانيّة تجعل الإنسان أقرب إلى الإنسان الآخر.
أنا أعتقد أنَّ دولة الإنسان تكون عندما نعيش إنسانيَّتنا بكلّ ما تختزنه كلمة الإنسان من معنى، بحيث يشعر الإنسان بأنّه ليس وحده الموجود في الكون، بل هو موجود، والآخر موجود إلى جانبه، فكما أنَّ له حقاً على الآخر، فللآخر حقّ عليه، فعلينا أن نعطي لكلّ ذي حقّ حقّه، وأن نعرف أنَّ الله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نُعمِّر الأرض على أساس القيم الروحيّة والاجتماعيّة.

إنّ المشكلة في عالم التّطبيق، {إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}[العلق: 6-7]، وأنَّ الإنسان يعيش في زنزانة أطماعه وأهوائه وشهواته، ولذا كنت أقول: ليس عندنا صراع الحضارات ولا حوار الحضارات فقط، ولكنّ المشكلة عندنا هي صراع السياسات، لأنّ كلّ إنسان يملك قوّةً يحاول أن يسيطر بها على المستضعفين، تماماً كما الآية {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ}[يوسف: 53]، يعني نحن نقول: علينا أن نجرِّب أن نثقِّف الإنسان بثقافة الحوار الإنساني، وأن نثقِّفه بأن يكون إنساناً وأن لا يكون وحشاً.

 ونحن نلاحظ الآن أنّ الدّول الكبرى والمتخلّفين من الإرهابيّين والمتطرّفين الذين لا يحترمون حياة الإنسان، أصبحوا وحوشاً في صورة البشر.
 
قناة (ANB) الفضائيّة، ضمن حوار أجرته معه بتاريخ 1رجب 1430 هـ/ ٢٤-٦-٢٠٠٩م
 
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية