كتابات
02/05/2019

طريقي إلى الإسلام

طريقي إلى الإسلام

"انقضت خمس سنوات منذ زيارتي الأولى للعمل مع منظمات خيرية في غزة والضفة الغربية. توجّهت إلى هناك وأنا أحمل مفاهيم المرأة الغربية المتحرّرة الميسورة عن "المسلمات الفقيرات الصامتات الملفوفات بعباءات سوداء"، وكنت أتوقع أن يكون عملي مع الرجال فقط. أليست هذه هي صورة المجتمعات المسلمة في الغرب؟".

إنّ هذه المفاهيم المقولبة عن المسلمين في العالم هي بالضبط الدافع وراء صيحات الاستهجان التي أطلقها الكتّاب الغربيّون لدى سماعهم خبر إسلامي. لقد التقيت في زياراتي إلى فلسطين ومصر والأردن ولبنان مع الرّجال في السلطة، وقد كان بعضهم ملتحياً مثلما نرى في صور وأفلام لمناطق بعيدة قصفناها حتى أحلناها ذرّات.

تعاملت أيضاً مع النساء من كلّ الأعمار، وبكلّ أنواع الحجاب أيضاً... نساء في السلطة، وصدّقوا أو لا تصدّقوا، أن المسلمات يمكن أن يكنّ متعلّمات عاملات بجهد مثلنا.. ونعم، فإنّ بعضهن يأمرن أزواجهن بالتوجّه إلى المطبخ لإعداد العشاء. هل هذا يكفيكم؟

إن مجتمعات إسلامية وغير إسلامية يمكن أن تسيء معاملة النساء، لكن هذا يتمّ على يد الأقارب الذكور وليس على يد الخالق. وإن القوانين في الدول الإسلاميّة تنبع بشكل أو آخر من تعاليم الإسلام، لكنّ الممارسات تنبع من الثّقافات ولا علاقة للدّين بها.

طريقي الى الإسلام بدأ بالصّحوة على الهوّة بين ما زرعه الغرب فيها عن الحياة الإسلامية وبين الواقع. زيارتي إلى إيران نبّهتني إلى معاني الوضوء والسجود والتأمّل والتّلاوة في المساجد، وأن هذه المعاني أبعد ما تكون عن صورة الغرب للإسلام، لأنّه دين محبة وسلام.

لقد شعرت بما يشعر به المسلم في صلاته: صاعقة من التّناغم الحلو، ورعشة من الفرح الصّافي بكلّ شيء أملكه، مثل أطفالي، وأمن في اليقين أنّني لست بحاجة للمزيد من أجل نيلي الرضاء. بعد وضوئي، أدّيت صلاتي في ضريح المعصومة في إيران، ومنذ تلك اللحظة تغيّرت الأشياء.. ببساطة!.

قال لي الشيخ الذي تولي إشهار إسلامي في لندن قبل أسابيع قليلة: لا تتعجّلي يا لورين.. على رسلك.. تجاهلي أولئك الذين يوصونك بأن تفعلي هذا وتتركي ذاك، وأن تلبسي أو تصفّفي شعرك على نحو معيَّن. اتبعي غريزتك وحسّك وتعاليم القرآن الكريم وسيأخذ الله بيدك.

"لقد تكشّفت لي الكذبة التي تغلّف أزمنتنا الحديثة هذه: أنّ المادية والاستهلاكية والجنس والمخدّرات ستضمن لنا السعادة الأبديّة! وعندما نظرت الى ما وراء الغلاف، رأيت عالما طرباً قائماً على المحبة والسلام والأمل.

وفي غضون كلّ هذا، فإنني أعيش حياتي اليومية بشكل عادي: أطبخ الأكل لأسرتي، وأعدّ البرامج التلفزيونية عن الفلسطينيّين، ونعم، أخصّص نصف الساعة كلّ يوم للصلاة".

*الصحافية والناشطة لورين بوث، أخت شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السّابق توني بلير، التي كانت قد أعلنت إسلامها. من مقالتها المنشورة في صحيفة "غارديان" نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2010.

"انقضت خمس سنوات منذ زيارتي الأولى للعمل مع منظمات خيرية في غزة والضفة الغربية. توجّهت إلى هناك وأنا أحمل مفاهيم المرأة الغربية المتحرّرة الميسورة عن "المسلمات الفقيرات الصامتات الملفوفات بعباءات سوداء"، وكنت أتوقع أن يكون عملي مع الرجال فقط. أليست هذه هي صورة المجتمعات المسلمة في الغرب؟".

إنّ هذه المفاهيم المقولبة عن المسلمين في العالم هي بالضبط الدافع وراء صيحات الاستهجان التي أطلقها الكتّاب الغربيّون لدى سماعهم خبر إسلامي. لقد التقيت في زياراتي إلى فلسطين ومصر والأردن ولبنان مع الرّجال في السلطة، وقد كان بعضهم ملتحياً مثلما نرى في صور وأفلام لمناطق بعيدة قصفناها حتى أحلناها ذرّات.

تعاملت أيضاً مع النساء من كلّ الأعمار، وبكلّ أنواع الحجاب أيضاً... نساء في السلطة، وصدّقوا أو لا تصدّقوا، أن المسلمات يمكن أن يكنّ متعلّمات عاملات بجهد مثلنا.. ونعم، فإنّ بعضهن يأمرن أزواجهن بالتوجّه إلى المطبخ لإعداد العشاء. هل هذا يكفيكم؟

إن مجتمعات إسلامية وغير إسلامية يمكن أن تسيء معاملة النساء، لكن هذا يتمّ على يد الأقارب الذكور وليس على يد الخالق. وإن القوانين في الدول الإسلاميّة تنبع بشكل أو آخر من تعاليم الإسلام، لكنّ الممارسات تنبع من الثّقافات ولا علاقة للدّين بها.

طريقي الى الإسلام بدأ بالصّحوة على الهوّة بين ما زرعه الغرب فيها عن الحياة الإسلامية وبين الواقع. زيارتي إلى إيران نبّهتني إلى معاني الوضوء والسجود والتأمّل والتّلاوة في المساجد، وأن هذه المعاني أبعد ما تكون عن صورة الغرب للإسلام، لأنّه دين محبة وسلام.

لقد شعرت بما يشعر به المسلم في صلاته: صاعقة من التّناغم الحلو، ورعشة من الفرح الصّافي بكلّ شيء أملكه، مثل أطفالي، وأمن في اليقين أنّني لست بحاجة للمزيد من أجل نيلي الرضاء. بعد وضوئي، أدّيت صلاتي في ضريح المعصومة في إيران، ومنذ تلك اللحظة تغيّرت الأشياء.. ببساطة!.

قال لي الشيخ الذي تولي إشهار إسلامي في لندن قبل أسابيع قليلة: لا تتعجّلي يا لورين.. على رسلك.. تجاهلي أولئك الذين يوصونك بأن تفعلي هذا وتتركي ذاك، وأن تلبسي أو تصفّفي شعرك على نحو معيَّن. اتبعي غريزتك وحسّك وتعاليم القرآن الكريم وسيأخذ الله بيدك.

"لقد تكشّفت لي الكذبة التي تغلّف أزمنتنا الحديثة هذه: أنّ المادية والاستهلاكية والجنس والمخدّرات ستضمن لنا السعادة الأبديّة! وعندما نظرت الى ما وراء الغلاف، رأيت عالما طرباً قائماً على المحبة والسلام والأمل.

وفي غضون كلّ هذا، فإنني أعيش حياتي اليومية بشكل عادي: أطبخ الأكل لأسرتي، وأعدّ البرامج التلفزيونية عن الفلسطينيّين، ونعم، أخصّص نصف الساعة كلّ يوم للصلاة".

*الصحافية والناشطة لورين بوث، أخت شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السّابق توني بلير، التي كانت قد أعلنت إسلامها. من مقالتها المنشورة في صحيفة "غارديان" نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2010.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية