كتابات
08/05/2019

الله هو الرّازق والمالك والمدبّر

الله هو الرّازق والمالك والمدبّر

{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالأرضِ} في ما يهطل من المطر، وفي ما تنبت الأرض من النّبات، أو في ما تخرجه من المعادن، أو غير ذلك، {أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأبْصَارَ} في ما يخلق من أدواتهما، وفي ما يملكه من تحريك طاقاتهما في تحصيل العلوم النظريّة والتجريبيّة. {وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}، فيملك أمر الموت والحياة بقدرته الّتي تتصرّف فيهما على أساس الحكمة والعظمة؟...

{وَمَن يُدَبِّرُ الأمْرَ}، فيدير الكون وينظّمه ويدبّره بقدرته الّتي لا يعجزها شيءٌ، وإن عظم؟ {فَسَيَقُولُونَ اللهُ}، لأنهم لا يرون لهذه الأصنام الّتي يعبدونها مثل هذه القدرة، وبذلك فسيواجهون الجواب الحاسم الّذي يرى كلّ هذه الأشياء ملكاً لله.

{فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}، في ما تفرضه العقيدة بالله من ضوابط للفكر وللعمل، لأنّها في عمقها الفكري الإيماني، توحي للإنسان بالهيمنة المطلقة لله، بحيث يفقد معها الشّعور بالاستقلال في أيّ شيء، بل يشعر بدلاً من ذلك بالعجز أمام الله، وبالحاجة إليه في أموره كلّها، ما يجعل للتقوى في حياته معنىً يتصل بامتدادها وحيويّتها وحركتها في المبدأ وفي التفاصيل، ويؤكّد دورها في تحويل الإنسان من شخصٍ يستغرق في ذاته وفي ما حوله، إلى شخصٍ يعيش في آفاق الله، فيشعر برقابته عليه في كلّ القضايا والأشياء، ويتحسّس حركة المسؤوليّة في فكره ومشاعره وحياته...

{فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ} الّذي يوحي بالقدرة المطلقة المتمثِّلة في خلق السماوات والأرض، وإنزال الرّزق منهما، وخلق السّمع والأبصار، وإخراج الميت من الحيّ، والحيّ من الميّت، فذلك هو الذي يؤكّد خصائص الربوبيّة الحقيقيّة فيه ويبعدها عن غيره، لأنّ غيره لا يملك شيئاً من ذلك، بل هو العجز المطلق عن كلّ شيءٍ إلا من خلال إرادة الله.

{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ}، لأنّه يمثّل الخطّ الواحد الذي لا التواء فيه ولا انحراف، فلا بديل عنه إلا الضّلال والتخبّط في متاهات الضّياع التي تتشابه فيها المسالك والدّروب والآفاق، دون أن تترك أيّة علامة تدلّ على الغاية المبتغاة.

وليس معنى ذلك أنّ الإنسان لا يملك صورة تخيِّل له أنها الحقّ، بل إنّه لا يرتكز على قاعدةٍ ثابتةٍ في ما يفرّق فيه بين الحقّ والباطل {فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}، أي تعدلون عن الحقّ، وهو التّوحيد، إلى غيره، وهو الشِّرك.

*تفسير من وحي القرآن، ج 11.

{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالأرضِ} في ما يهطل من المطر، وفي ما تنبت الأرض من النّبات، أو في ما تخرجه من المعادن، أو غير ذلك، {أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأبْصَارَ} في ما يخلق من أدواتهما، وفي ما يملكه من تحريك طاقاتهما في تحصيل العلوم النظريّة والتجريبيّة. {وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}، فيملك أمر الموت والحياة بقدرته الّتي تتصرّف فيهما على أساس الحكمة والعظمة؟...

{وَمَن يُدَبِّرُ الأمْرَ}، فيدير الكون وينظّمه ويدبّره بقدرته الّتي لا يعجزها شيءٌ، وإن عظم؟ {فَسَيَقُولُونَ اللهُ}، لأنهم لا يرون لهذه الأصنام الّتي يعبدونها مثل هذه القدرة، وبذلك فسيواجهون الجواب الحاسم الّذي يرى كلّ هذه الأشياء ملكاً لله.

{فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}، في ما تفرضه العقيدة بالله من ضوابط للفكر وللعمل، لأنّها في عمقها الفكري الإيماني، توحي للإنسان بالهيمنة المطلقة لله، بحيث يفقد معها الشّعور بالاستقلال في أيّ شيء، بل يشعر بدلاً من ذلك بالعجز أمام الله، وبالحاجة إليه في أموره كلّها، ما يجعل للتقوى في حياته معنىً يتصل بامتدادها وحيويّتها وحركتها في المبدأ وفي التفاصيل، ويؤكّد دورها في تحويل الإنسان من شخصٍ يستغرق في ذاته وفي ما حوله، إلى شخصٍ يعيش في آفاق الله، فيشعر برقابته عليه في كلّ القضايا والأشياء، ويتحسّس حركة المسؤوليّة في فكره ومشاعره وحياته...

{فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ} الّذي يوحي بالقدرة المطلقة المتمثِّلة في خلق السماوات والأرض، وإنزال الرّزق منهما، وخلق السّمع والأبصار، وإخراج الميت من الحيّ، والحيّ من الميّت، فذلك هو الذي يؤكّد خصائص الربوبيّة الحقيقيّة فيه ويبعدها عن غيره، لأنّ غيره لا يملك شيئاً من ذلك، بل هو العجز المطلق عن كلّ شيءٍ إلا من خلال إرادة الله.

{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ}، لأنّه يمثّل الخطّ الواحد الذي لا التواء فيه ولا انحراف، فلا بديل عنه إلا الضّلال والتخبّط في متاهات الضّياع التي تتشابه فيها المسالك والدّروب والآفاق، دون أن تترك أيّة علامة تدلّ على الغاية المبتغاة.

وليس معنى ذلك أنّ الإنسان لا يملك صورة تخيِّل له أنها الحقّ، بل إنّه لا يرتكز على قاعدةٍ ثابتةٍ في ما يفرّق فيه بين الحقّ والباطل {فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}، أي تعدلون عن الحقّ، وهو التّوحيد، إلى غيره، وهو الشِّرك.

*تفسير من وحي القرآن، ج 11.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية