إنّ تجريد الكثير من المفاهيم الرمضانية من معانيها، من مسؤولية تخلّف الذهنيّة
لدى المسلمين، ومن خلال الجمود والتزمّت الّذي جعل المسلمين يفهمون عباداتهم بشكل
جامد لا ينفتح على الأفق العام، وقد ورد عندنا في الحديث إشارة إلى هذا الجوّ: "رُبَّ
صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وربَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا التّعب
والسّهر".
إننا نفهم أنّ الصّيام ليس مجرّد جسم تقليدي، ولكنّه روح تحلّق في الأفق الواسع حتى
تصل إلى الله لتغتني به، ولتأخذ القوّة منه، ولتكون حركةً في حركة المسؤوليّة في كل
ما يتحمّل الإنسان مسؤوليّته في الحياة.
قلنا إنّ شهر رمضان هو شهر القيام بالمسؤولية الذي يوحي إلينا بأن لا نواجه الواقع
الإسلامي الذي هو مسؤوليّتنا جميعاً بطريقة اللامبالاة، بل أن نتحمّل مسؤوليّتنا
كما تحمّل البدريون في معركة بدر مسؤوليّتهم، عندما تعرّضوا لهجوم المشركين عليهم،
وهكذا بالنّسبة إلى فتح مكة، لنستطيع أن نفتح فلسطين، ونفتح أفغانستان، ونفتح كلّ
البلاد التي يسيطر عليها كلّ المستكبرين في هذا المجال.
إنّ شهر رمضان هو شهر الحريّة التي يتحرَّر فيها الإنسان من عاداته ليكون سيّد نفسه،
وعلى هذا الأساس، فإنَّ علينا أن نستوحي شهر رمضان لنتحرّر من كلّ حالات الاسترخاء،
وكلّ حالات الاستسلام للقويّ وللذلّ، لنصنع القوّة التي نواجه بها الأقوياء في
مواقع قوتهم ومواقع ضعفهم بمواقعنا الأساسيّة.
إنني متفائل بالإنسان أنه يستطيع أن يغيّر نفسه، وإذا غيَّر الإنسان نفسه في
مفاهيمه الفكرية والحركية وتطلعاته الإنسانية، فإنه يستطيع أن يغيّر العالم، وهذا
ما نستوحيه من قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، لأنّ الإنسان بحسب المفهوم الإسلامي، هو صانع
التغيير الذي يمكن أن يغيِّر واقعه من واقع فاسد إلى واقع صالح، كما أنّه يمكن أن
يوجّه واقعه إلى الواقع الفاسد، كما تحدّث الله عن ظاهرة الفساد في العالم، وحمّل
الإنسان مسؤوليّة ذلك، وليس ما يسمَّى القضاء والقدر من دون أساس إنسانيّ: {ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم
بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
لذلك نقول إنّ الإنسان يمكن أن يغيِّر نفسه، لأنّه سيّد نفسه، وإذا غيَّر الإنسان
نفسه، غيَّر التاريخ.
*حوارات فقهيَّة، مجلَّة كواليس، العام 2004، العدد 83.
إنّ تجريد الكثير من المفاهيم الرمضانية من معانيها، من مسؤولية تخلّف الذهنيّة
لدى المسلمين، ومن خلال الجمود والتزمّت الّذي جعل المسلمين يفهمون عباداتهم بشكل
جامد لا ينفتح على الأفق العام، وقد ورد عندنا في الحديث إشارة إلى هذا الجوّ: "رُبَّ
صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وربَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا التّعب
والسّهر".
إننا نفهم أنّ الصّيام ليس مجرّد جسم تقليدي، ولكنّه روح تحلّق في الأفق الواسع حتى
تصل إلى الله لتغتني به، ولتأخذ القوّة منه، ولتكون حركةً في حركة المسؤوليّة في كل
ما يتحمّل الإنسان مسؤوليّته في الحياة.
قلنا إنّ شهر رمضان هو شهر القيام بالمسؤولية الذي يوحي إلينا بأن لا نواجه الواقع
الإسلامي الذي هو مسؤوليّتنا جميعاً بطريقة اللامبالاة، بل أن نتحمّل مسؤوليّتنا
كما تحمّل البدريون في معركة بدر مسؤوليّتهم، عندما تعرّضوا لهجوم المشركين عليهم،
وهكذا بالنّسبة إلى فتح مكة، لنستطيع أن نفتح فلسطين، ونفتح أفغانستان، ونفتح كلّ
البلاد التي يسيطر عليها كلّ المستكبرين في هذا المجال.
إنّ شهر رمضان هو شهر الحريّة التي يتحرَّر فيها الإنسان من عاداته ليكون سيّد نفسه،
وعلى هذا الأساس، فإنَّ علينا أن نستوحي شهر رمضان لنتحرّر من كلّ حالات الاسترخاء،
وكلّ حالات الاستسلام للقويّ وللذلّ، لنصنع القوّة التي نواجه بها الأقوياء في
مواقع قوتهم ومواقع ضعفهم بمواقعنا الأساسيّة.
إنني متفائل بالإنسان أنه يستطيع أن يغيّر نفسه، وإذا غيَّر الإنسان نفسه في
مفاهيمه الفكرية والحركية وتطلعاته الإنسانية، فإنه يستطيع أن يغيّر العالم، وهذا
ما نستوحيه من قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، لأنّ الإنسان بحسب المفهوم الإسلامي، هو صانع
التغيير الذي يمكن أن يغيِّر واقعه من واقع فاسد إلى واقع صالح، كما أنّه يمكن أن
يوجّه واقعه إلى الواقع الفاسد، كما تحدّث الله عن ظاهرة الفساد في العالم، وحمّل
الإنسان مسؤوليّة ذلك، وليس ما يسمَّى القضاء والقدر من دون أساس إنسانيّ: {ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم
بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
لذلك نقول إنّ الإنسان يمكن أن يغيِّر نفسه، لأنّه سيّد نفسه، وإذا غيَّر الإنسان
نفسه، غيَّر التاريخ.
*حوارات فقهيَّة، مجلَّة كواليس، العام 2004، العدد 83.