{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}، وهو وارد مورد المثل عن اشتداد الأمر اشتداداً
بالغاً، لأنهم كانوا يشمّرون عن ساقهم إذا اشتدّ الأمر للعمل أو للفرار.
قال صاحب الكشاف: «فمعنى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} في معنى يوم يشتدّ الأمر
ويتفاقم، ولا كشف ثمَّ ولا ساق، كما تقول للأقطع الشّحيح يده مغلولة، ولا يد ثمَّ
ولا غلّ، وإنما هو مثلٌ في البخل».
{وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ}، لأنهم لا يملكون القدرة على
ذلك من خلال العجز الرّوحي والجسدي الذي لا يمكنهم من القيام بذلك بشكل طبيعيّ.
{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}، فلا يملكون أن يحدّقوا بها في ما حولهم، لأنّه من
الأمور التي لا يستطيعون التماسك أمامها، لما تشتمل عليه من مظاهر الرّعب الذي يرهق
الأبصار ويهزُّ القلوب، {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} في موقفهم الخاسر الذي يواجهون فيه
العذاب الأليم، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً {وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ
إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ}، وذلك عندما كانوا في الدّنيا قادرين على أن
يستقيموا في خطّ توحيد الله في العقيدة والعبادة، وأن يسجدوا له إيماناً وخضوعاً،
ليتفادوا هذا الموقف الخاشع الذّليل في يوم القيامة.
{فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ} فلست ـ أنت يا محمّد ـ الذي تواجهه
بالموقف المتحدّي في ساحة المواجهة الصعبة التي تقوده إلى نهايته المحتومة. ولعلّ
الإنسان الذي يستمع إلى الله ربّ العالمين، وهو يقول لرسوله: ذرني وهؤلاء فأنا
الكفيل بهم، يشعر بالهول الكبير الذي لا هول مثله، من خلال هذا التّهديد الإلهيّ
الحاسم.
*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 23.
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}، وهو وارد مورد المثل عن اشتداد الأمر اشتداداً
بالغاً، لأنهم كانوا يشمّرون عن ساقهم إذا اشتدّ الأمر للعمل أو للفرار.
قال صاحب الكشاف: «فمعنى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} في معنى يوم يشتدّ الأمر
ويتفاقم، ولا كشف ثمَّ ولا ساق، كما تقول للأقطع الشّحيح يده مغلولة، ولا يد ثمَّ
ولا غلّ، وإنما هو مثلٌ في البخل».
{وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ}، لأنهم لا يملكون القدرة على
ذلك من خلال العجز الرّوحي والجسدي الذي لا يمكنهم من القيام بذلك بشكل طبيعيّ.
{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}، فلا يملكون أن يحدّقوا بها في ما حولهم، لأنّه من
الأمور التي لا يستطيعون التماسك أمامها، لما تشتمل عليه من مظاهر الرّعب الذي يرهق
الأبصار ويهزُّ القلوب، {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} في موقفهم الخاسر الذي يواجهون فيه
العذاب الأليم، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً {وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ
إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ}، وذلك عندما كانوا في الدّنيا قادرين على أن
يستقيموا في خطّ توحيد الله في العقيدة والعبادة، وأن يسجدوا له إيماناً وخضوعاً،
ليتفادوا هذا الموقف الخاشع الذّليل في يوم القيامة.
{فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ} فلست ـ أنت يا محمّد ـ الذي تواجهه
بالموقف المتحدّي في ساحة المواجهة الصعبة التي تقوده إلى نهايته المحتومة. ولعلّ
الإنسان الذي يستمع إلى الله ربّ العالمين، وهو يقول لرسوله: ذرني وهؤلاء فأنا
الكفيل بهم، يشعر بالهول الكبير الذي لا هول مثله، من خلال هذا التّهديد الإلهيّ
الحاسم.
*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 23.