إننا استغرقنا في السياسة حتى نسينا الله، وعلينا أن نستعيد صلاة الحركة وصيام
الحركة، هذه الملاحظة مرتكزة على دراسة الواقع في حركة الإسلاميّين، وربما غيرهم من
بعض العلمانيّين والقوميّين، من حيث الاستغراق في السياسة الاستهلاكية، وذلك
بالطريقة التي تنفصل فيها عن القاعدة الفكريّة التي تحدِّد للإنسان خطوطه العمليَّة
في وعي مفردات السياسة أو التحرّك في مجالاتها، وخصوصاً أنَّ الساحة العامّة في
المنطقة العربيّة أدخلت السياسة في باب الاستهلاك بدلاً من أن تدخله في حركة
الإنتاج، ولهذا أصبحت في كثير من أشكالها تمثِّل الشّعار الذي يراد منه اجتذاب
الجماهير في غرائزيّتها، بدلاً من التخطيط للحركة المستقبليّة في ما تعطيه المسألة
السياسية من سلب هنا أو إيجاب هناك.
لذا،كنت أفكر أن نظرتنا إلى الواقع الّذي نعيشه، ويمتزج فيه الخاصّ بالعام،
والمحلّي بالإقليمي والدولي، يجب أن تكون شاملة تبتعد عن التجزيئيّة.
وإذا أردنا أن ندرس المسألة السياسية، أي أن نمارس السياسة بعيداً من الثقافة
والاجتماع والاقتصاد، فإنّنا لن نحصل على أيّ حلّ سياسي للواقع، أو لن نستطيع أن
نفهم الواقع السياسي في هذا المجال، لأنّ السياسة عندما تنطلق في أيّ موقع في
العالم، فإنها ترتبط بجذورها الواقعيّة في حركة الإنسان والحياة.
*من حوار مع جريدة النّهار اللّبنانيّة، بتاريخ 5/3/2003.
إننا استغرقنا في السياسة حتى نسينا الله، وعلينا أن نستعيد صلاة الحركة وصيام
الحركة، هذه الملاحظة مرتكزة على دراسة الواقع في حركة الإسلاميّين، وربما غيرهم من
بعض العلمانيّين والقوميّين، من حيث الاستغراق في السياسة الاستهلاكية، وذلك
بالطريقة التي تنفصل فيها عن القاعدة الفكريّة التي تحدِّد للإنسان خطوطه العمليَّة
في وعي مفردات السياسة أو التحرّك في مجالاتها، وخصوصاً أنَّ الساحة العامّة في
المنطقة العربيّة أدخلت السياسة في باب الاستهلاك بدلاً من أن تدخله في حركة
الإنتاج، ولهذا أصبحت في كثير من أشكالها تمثِّل الشّعار الذي يراد منه اجتذاب
الجماهير في غرائزيّتها، بدلاً من التخطيط للحركة المستقبليّة في ما تعطيه المسألة
السياسية من سلب هنا أو إيجاب هناك.
لذا،كنت أفكر أن نظرتنا إلى الواقع الّذي نعيشه، ويمتزج فيه الخاصّ بالعام،
والمحلّي بالإقليمي والدولي، يجب أن تكون شاملة تبتعد عن التجزيئيّة.
وإذا أردنا أن ندرس المسألة السياسية، أي أن نمارس السياسة بعيداً من الثقافة
والاجتماع والاقتصاد، فإنّنا لن نحصل على أيّ حلّ سياسي للواقع، أو لن نستطيع أن
نفهم الواقع السياسي في هذا المجال، لأنّ السياسة عندما تنطلق في أيّ موقع في
العالم، فإنها ترتبط بجذورها الواقعيّة في حركة الإنسان والحياة.
*من حوار مع جريدة النّهار اللّبنانيّة، بتاريخ 5/3/2003.