كتابات
02/08/2019

إشكالات حول الإمامة!

إشكالات حول الإمامة!

[إذا كان عدم الإيمان بالإمامة لا يخرج المسلم عن إسلامه، فلماذا جاء في حديث الأئمَّة: "مَنْ ماتَ ولم يعرف إمامَ زمانه ماتَ ميتةً جاهلية"؟

سؤال أجاب عنه العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) قائلاً]:

" هناك بحث في المصطلحات، وهناك بحث في عمق المسألة، ففي عمق المسألة، من قال: "لا إله إلاّ الله محمد رسول الله" كان مسلماً، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، يتزوَّج منهم ويزوِّجهم، ويرثهم ويرثونه، فليس في الجوّ الإسلامي العام أيُّ شيء يجعل الّذي ينطق الشهادتين غير مسلم، وهذا أمرٌ جرى عليه رسول الله (ص)، وجرى عليه أمير المؤمنين (ع)، وجرى عليه الأئمّة من أهل البيت (ع) في كلّ أمورهم.

حتى إنَّ أئمّة أهل البيت (ع) كانوا يوجّهون شيعتهم في غير تقيَّة إلى ذلك، فمثلاً عندما سُئل الإمام الصّادق (ع) من قِبَل بعض الأصحاب: ماذا نفعل بخلطائنا من النّاس بقولنا ليسوا على مذهبنا أو على طريقتنا؟ قال: "عُودوا مرضاهم، وصلّوا جماعتهم، وشيّعوا جنازتهم، حتى يقولوا رحم الله جعفر بن محمد فلقد أدَّب أصحابه، وما أيسر ما رضي الناس منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم".

لذلك، فمن نطق الشهادتين كان مسلماً، ولكن ليس كلّ مسلم كامل الإسلام، فهناك فرق بين أن لا يكون الإنسان مسلماً، وبين أن ينقص إسلامه بإنكاره بعض حقائق الإيمان والإسلام، فالإمامة حقيقة، ولكن لا يخرج عن الإسلام مَن لم يوالِ الأئمّة من أهل البيت (ع) ويعتقد بإمامتهم.

وأمّا "مَنْ ماتَ ولم يعرف إمامَ زمانه ماتَ ميتةً جاهلية"، فهذه من باب التنزيل، مثل: "مَن استطاع الحجّ ولم يحجّ، فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً"، فهل الذي لم يحجّ ندفنه بمقابر اليهود أو النّصارى، أم ندفنه بمقابر المسلمين؟ وهل نصلّي عليه أو لا نصلّي؟ نكفّنه أو لا نكفّنه؟ هل يرث المسلمين ويرثه المسلمون أم لا؟ إنّ هذا الكلام تنزيليّ لبيان أهمية الإمامة في مصير الإنسان عند الله، باعتبار أنّها تمثِّل الحقيقة الأصيلة المهمّة في الخطّ الإسلامي العقيدي في الالتزام الحركيّ العملي".

*من كتيب "عقائد" للمرجع السيّد فضل الله (رض).

[إذا كان عدم الإيمان بالإمامة لا يخرج المسلم عن إسلامه، فلماذا جاء في حديث الأئمَّة: "مَنْ ماتَ ولم يعرف إمامَ زمانه ماتَ ميتةً جاهلية"؟

سؤال أجاب عنه العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) قائلاً]:

" هناك بحث في المصطلحات، وهناك بحث في عمق المسألة، ففي عمق المسألة، من قال: "لا إله إلاّ الله محمد رسول الله" كان مسلماً، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، يتزوَّج منهم ويزوِّجهم، ويرثهم ويرثونه، فليس في الجوّ الإسلامي العام أيُّ شيء يجعل الّذي ينطق الشهادتين غير مسلم، وهذا أمرٌ جرى عليه رسول الله (ص)، وجرى عليه أمير المؤمنين (ع)، وجرى عليه الأئمّة من أهل البيت (ع) في كلّ أمورهم.

حتى إنَّ أئمّة أهل البيت (ع) كانوا يوجّهون شيعتهم في غير تقيَّة إلى ذلك، فمثلاً عندما سُئل الإمام الصّادق (ع) من قِبَل بعض الأصحاب: ماذا نفعل بخلطائنا من النّاس بقولنا ليسوا على مذهبنا أو على طريقتنا؟ قال: "عُودوا مرضاهم، وصلّوا جماعتهم، وشيّعوا جنازتهم، حتى يقولوا رحم الله جعفر بن محمد فلقد أدَّب أصحابه، وما أيسر ما رضي الناس منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم".

لذلك، فمن نطق الشهادتين كان مسلماً، ولكن ليس كلّ مسلم كامل الإسلام، فهناك فرق بين أن لا يكون الإنسان مسلماً، وبين أن ينقص إسلامه بإنكاره بعض حقائق الإيمان والإسلام، فالإمامة حقيقة، ولكن لا يخرج عن الإسلام مَن لم يوالِ الأئمّة من أهل البيت (ع) ويعتقد بإمامتهم.

وأمّا "مَنْ ماتَ ولم يعرف إمامَ زمانه ماتَ ميتةً جاهلية"، فهذه من باب التنزيل، مثل: "مَن استطاع الحجّ ولم يحجّ، فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً"، فهل الذي لم يحجّ ندفنه بمقابر اليهود أو النّصارى، أم ندفنه بمقابر المسلمين؟ وهل نصلّي عليه أو لا نصلّي؟ نكفّنه أو لا نكفّنه؟ هل يرث المسلمين ويرثه المسلمون أم لا؟ إنّ هذا الكلام تنزيليّ لبيان أهمية الإمامة في مصير الإنسان عند الله، باعتبار أنّها تمثِّل الحقيقة الأصيلة المهمّة في الخطّ الإسلامي العقيدي في الالتزام الحركيّ العملي".

*من كتيب "عقائد" للمرجع السيّد فضل الله (رض).

نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية