كتابات
19/01/2020

أمريكا تريد تغيير العالم على صورة مصالحها!

أمريكا تريد تغيير العالم على صورة مصالحها!

عباد الله.. اتقوا الله واعدلوا، فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون، وليكن عدلكم في أنفسكم ومع الله ومع النفس ومع الناس كلّهم، ولتكونوا مع العادلين الذين يريدون أن يقيموا العدل في الحياة، وقفوا ضدّ الظالمين الذين يسقطون إنسانيّة الإنسان ويفرضون الظلم عليه، من كلّ هؤلاء الذين يعيشون الاستكبار، ليحصلوا على ما يريدونه من امتيازات في عالم المستضعفين.

ونحن نواجه في هذه المرحلة من حياتنا كمسلمين ومستضعفين الكثير من مواقع الظلم في العالم، ولا سيّما ما نسمعه ونراه من حركة الاستكبار العالمي في كلّ مواقعنا الإسلاميّة، لينتقل من موقع إسلامي يستعمل فيه كلّ ما يملك من قوّة التّدمير، إلى موقع إسلامي آخر يهدّده بقوّته واستكباره، ليبتزّه ويسقطه وليتدخل في كلّ شؤونه، وليستعلي عليه، وتتحدّث أمريكا عن إيران بأنها "دولة الشرّ"، لأنها تخطط لإنتاج السلاح النّووي، على حدّ الزعم الأمريكي، في الوقت الذي وقّعت إيران على معاهدة الحظر على التجارب النووية، بينما لا تتحدث أمريكا عن إسرائيل الدولة النووية الوحيدة في المنطقة، التي تهدّد بعدوانيتها المنطقة، وأربكت كلّ أوضاعها في القرن الماضي ولاتزال!! ولكن ما يجوز لإسرائيل ـ في نظر أمريكا ـ لا يجوز لغيرها، فهي تبيح لنفسها أن تقدِّم لإسرائيل أكثر الأسلحة تطوّراً بالدرجة التي تتفوّق فيها على كلّ دول المنطقة.

إن مشكلة أمريكا هي أنها تمنح نفسها الحريّة في مصادرة حريّات الشعوب، ومواقعها الاستراتيجيّة، وثرواتها الطبيعيّة، وأسواقها الاقتصاديّة، ولا تسمح لأحد بأن يعارضها أو يصرخ من هذه الحرب الأمريكيّة المجنونة التي تمارس فيها الإرهاب وتؤيّده على مستوى الدولة، بحجّة حماية مصالحها من الأخطار القادمة.

إنها تريد تغيير العالم على صورة مصالحها، ولا تريد أن تتغيّر لحساب مصالح الشعوب المستضعفة، ولا سيّما الشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدّمها الشعب الفلسطيني، الذي أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لتدمير كيانه بالكامل، من دون أن تسمح لأيّ محور دولي بالتدخّل الفاعل لحمايته، حتى إنها سيطرت على مجلس الأمن الدولي، ومنعته من حماية هذا الشّعب، وأعطت نفسها الحقّ في حلّ المشكلة الفلسطينية، ولكن لحساب إسرائيل ضدّ حسابات الشعب الفلسطيني الحيويّة في تقرير مصيره...

إنّ على العالم ـ الذي بدأ يسجّل أكثر من نقطة سلبيّة ضدّ السياسة الأمريكية ـ أن يرتفع إلى مستوى المسؤولية الحضارية في حقوق الإنسان، وأن يتدخّل لحمايته من هذا الوحش الهائج المتعطّش للدماء، والمسكون بعقدة وحدانية القيادة الكونية، قبل أن يصنع المأساة للإنسان كلّه.

*من أرشيف الخطب السياسية، العام 2001.

عباد الله.. اتقوا الله واعدلوا، فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون، وليكن عدلكم في أنفسكم ومع الله ومع النفس ومع الناس كلّهم، ولتكونوا مع العادلين الذين يريدون أن يقيموا العدل في الحياة، وقفوا ضدّ الظالمين الذين يسقطون إنسانيّة الإنسان ويفرضون الظلم عليه، من كلّ هؤلاء الذين يعيشون الاستكبار، ليحصلوا على ما يريدونه من امتيازات في عالم المستضعفين.

ونحن نواجه في هذه المرحلة من حياتنا كمسلمين ومستضعفين الكثير من مواقع الظلم في العالم، ولا سيّما ما نسمعه ونراه من حركة الاستكبار العالمي في كلّ مواقعنا الإسلاميّة، لينتقل من موقع إسلامي يستعمل فيه كلّ ما يملك من قوّة التّدمير، إلى موقع إسلامي آخر يهدّده بقوّته واستكباره، ليبتزّه ويسقطه وليتدخل في كلّ شؤونه، وليستعلي عليه، وتتحدّث أمريكا عن إيران بأنها "دولة الشرّ"، لأنها تخطط لإنتاج السلاح النّووي، على حدّ الزعم الأمريكي، في الوقت الذي وقّعت إيران على معاهدة الحظر على التجارب النووية، بينما لا تتحدث أمريكا عن إسرائيل الدولة النووية الوحيدة في المنطقة، التي تهدّد بعدوانيتها المنطقة، وأربكت كلّ أوضاعها في القرن الماضي ولاتزال!! ولكن ما يجوز لإسرائيل ـ في نظر أمريكا ـ لا يجوز لغيرها، فهي تبيح لنفسها أن تقدِّم لإسرائيل أكثر الأسلحة تطوّراً بالدرجة التي تتفوّق فيها على كلّ دول المنطقة.

إن مشكلة أمريكا هي أنها تمنح نفسها الحريّة في مصادرة حريّات الشعوب، ومواقعها الاستراتيجيّة، وثرواتها الطبيعيّة، وأسواقها الاقتصاديّة، ولا تسمح لأحد بأن يعارضها أو يصرخ من هذه الحرب الأمريكيّة المجنونة التي تمارس فيها الإرهاب وتؤيّده على مستوى الدولة، بحجّة حماية مصالحها من الأخطار القادمة.

إنها تريد تغيير العالم على صورة مصالحها، ولا تريد أن تتغيّر لحساب مصالح الشعوب المستضعفة، ولا سيّما الشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدّمها الشعب الفلسطيني، الذي أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لتدمير كيانه بالكامل، من دون أن تسمح لأيّ محور دولي بالتدخّل الفاعل لحمايته، حتى إنها سيطرت على مجلس الأمن الدولي، ومنعته من حماية هذا الشّعب، وأعطت نفسها الحقّ في حلّ المشكلة الفلسطينية، ولكن لحساب إسرائيل ضدّ حسابات الشعب الفلسطيني الحيويّة في تقرير مصيره...

إنّ على العالم ـ الذي بدأ يسجّل أكثر من نقطة سلبيّة ضدّ السياسة الأمريكية ـ أن يرتفع إلى مستوى المسؤولية الحضارية في حقوق الإنسان، وأن يتدخّل لحمايته من هذا الوحش الهائج المتعطّش للدماء، والمسكون بعقدة وحدانية القيادة الكونية، قبل أن يصنع المأساة للإنسان كلّه.

*من أرشيف الخطب السياسية، العام 2001.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية