لم يأتِ الإسلام ناسخاً للأديان، لأنَّ دين الله واحد {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ}، أي أنْ يسلم الإنسان نفسه لله، {إذ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ولكنَّ الإسلام ركَّز على عناوين لم تظهر في نصوص الأديان الأخرى بشكل واضح، ولا سيَّما في التَّشريع.
فالإسلام ركَّز على العقل كحجَّة على عباده، وحجَّة أيضاً للعباد في هذا المجال، فاعتبر العقل رسولاً من الداخل، وهذا المنهج ـ وهو منهج الأخذ بالأسباب، واعتبار العقل هو الحجّة في كلّ الأمور ـ هو الذي لا يمكن لأيِّ تطوّر في الحياة أن يتجاوزه، بل إنّ العقل هو الذي يصنع التطوّر، وهو الذي يصنع النموّ، وهو الّذي يدفع الإنسان إلى أنْ يأخذ بأسباب التقدّم في ما يصلح حياته في جميع مجالاته، كما أنَّ الإسلام اعتبر العلم قيمةً لا قيمة فوقها {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الأَلْبَابِ}، فالله اعتبر العلم قيمة، وقد أخذ ذلك الإمام عليّ (ع) عندما استوحى هذه الآية وقال: "قيمة كلِّ امرئٍ ما يحسنه".
وهكذا رأينا أنَّ الله سبحانه وتعالى في خطابه إلى النَّاس من خلال خطابه إلى الرَّسول (ص) يقول: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، ما يعني أنَّه لا بدَّ للإنسان عندما يصل إلى مرحلة معيَّنة في العلم، أن لا يجمد عندها، بل يتجاوزها إلى المراحل الأخرى، أن يبقى في خطّ التّصاعد، بحيث يبلغ أعلى المراحل بحسب إمكاناته. هذا ما أكَّده الإسلام وركَّز عليه.
وقد ركَّز الإسلام على العدل، باعتبار أنَّ العدل هو الأساس، وتحدَّث عن العدل حديثاً مفصَّلاً؛ العدل مع الأقربين والأبعدين، ومع الأعداء والأصدقاء، وعدل الإنسان مع نفسه، ومع ربّه، ومع البيئة ومع الحياة، وما أشبه ذلك، هذا إضافةً إلى التشريع الكامل الذي استطاع أنْ يفتح الحياة كلّها في نموّ امتداداتها على القانون الّذي يمنح الناس الحياة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}، فالحياة هي هدف كلّ التّشريع الإسلامي.
*من كتاب النّدوة، ج 12.
لم يأتِ الإسلام ناسخاً للأديان، لأنَّ دين الله واحد {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ}، أي أنْ يسلم الإنسان نفسه لله، {إذ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ولكنَّ الإسلام ركَّز على عناوين لم تظهر في نصوص الأديان الأخرى بشكل واضح، ولا سيَّما في التَّشريع.
فالإسلام ركَّز على العقل كحجَّة على عباده، وحجَّة أيضاً للعباد في هذا المجال، فاعتبر العقل رسولاً من الداخل، وهذا المنهج ـ وهو منهج الأخذ بالأسباب، واعتبار العقل هو الحجّة في كلّ الأمور ـ هو الذي لا يمكن لأيِّ تطوّر في الحياة أن يتجاوزه، بل إنّ العقل هو الذي يصنع التطوّر، وهو الذي يصنع النموّ، وهو الّذي يدفع الإنسان إلى أنْ يأخذ بأسباب التقدّم في ما يصلح حياته في جميع مجالاته، كما أنَّ الإسلام اعتبر العلم قيمةً لا قيمة فوقها {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الأَلْبَابِ}، فالله اعتبر العلم قيمة، وقد أخذ ذلك الإمام عليّ (ع) عندما استوحى هذه الآية وقال: "قيمة كلِّ امرئٍ ما يحسنه".
وهكذا رأينا أنَّ الله سبحانه وتعالى في خطابه إلى النَّاس من خلال خطابه إلى الرَّسول (ص) يقول: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، ما يعني أنَّه لا بدَّ للإنسان عندما يصل إلى مرحلة معيَّنة في العلم، أن لا يجمد عندها، بل يتجاوزها إلى المراحل الأخرى، أن يبقى في خطّ التّصاعد، بحيث يبلغ أعلى المراحل بحسب إمكاناته. هذا ما أكَّده الإسلام وركَّز عليه.
وقد ركَّز الإسلام على العدل، باعتبار أنَّ العدل هو الأساس، وتحدَّث عن العدل حديثاً مفصَّلاً؛ العدل مع الأقربين والأبعدين، ومع الأعداء والأصدقاء، وعدل الإنسان مع نفسه، ومع ربّه، ومع البيئة ومع الحياة، وما أشبه ذلك، هذا إضافةً إلى التشريع الكامل الذي استطاع أنْ يفتح الحياة كلّها في نموّ امتداداتها على القانون الّذي يمنح الناس الحياة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}، فالحياة هي هدف كلّ التّشريع الإسلامي.
*من كتاب النّدوة، ج 12.