لقد تحدّثت عن التوجّه إلى الله في شؤوننا، بأن لا ندعو إلا الله، وأن نعتبر الجميع مكلَّفين من قبل الله تعالى فيما أوكل إليهم أمره، مما أعطاهم من قدرات ومن معجزات ومن كرامات وغيرها، بشكلٍ لا ينافي الاختيار.
أمّا قوله: {أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ}، فالأمر بطاعة الرسول (ص) بصفته رسولاً لله، فلم يقل (أطيعوا الله وفلاناً)، فلو فرضنا أنّه قال: أطيعوا الله ومحمّداً (ص)، أو أطيعوا الله وموسى (ع) أو إبراهيم (ع)، بالمعنى الذاتي للمسألة، بحيث كانت هناك طاعة لهذا الشّخص تختلف عن طاعة الله، فعند ذلك، يمكن أن يكون رداً على ما قلناه، لكنّه قال: {أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ}.
وفي آية أخرى يقول: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ}، لأنّ الرّسول لا يتحدث بشخصه، ولكنّه يتحدّث برسالته، سواء بتلك التي أوكل الله إليه إبلاغها، وهي القرآن، أو برسالته التي ألهمه الله إيّاها وأراد له أن يقوم بها من خلال الله، وهي السنّة فيما سنّه رسول الله (ص) مما أوكله الله تعالى إليه.
فليست هناك طاعتان، إنما هي طاعة واحدة، وهي طاعة الله تعالى، أمّا طاعة الرسول، فمن خلال أنّه يؤدّي عن الله سبحانه وتعالى، أي أطيعوا الله في كتابه، وأطيعوا الرّسول في سنّته، وأطيعوا الرّسول فيما يأمركم به من موقع الولاية التي ولّاها الله له {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}، {فَاتَّبِعُونِي} تعني أنه يؤدّي عن الله سبحانه وتعالى، فإذا اتبعتم الرّسول (ص) فقد اتّبعتم الله، وإذا اتّبعتم الله، فإنه يعطيكم الأجر، وهذا هو الفرق بين الأمرين. [النَّدوة، ج 4].
فلما كان الرّسول لا ينطلق من شخصه، في ما يأمر به النّاس أو ينهاهم عنه، بل من خلال صفته كرسول، يبلّغ عن الله ما يريد من النّاس أن يفعلوه ويتركوه، كانت إطاعته إطاعة الله، ومعصيته معصية لله، وتلك هي مهمّته ودوره في حياة الناس. [تفسير من وحي القرآن، ج7].
*من كتاب النَّدوة، ج 4- مسائل عامة، وتفسير من وحي القرآن، ج 7.
لقد تحدّثت عن التوجّه إلى الله في شؤوننا، بأن لا ندعو إلا الله، وأن نعتبر الجميع مكلَّفين من قبل الله تعالى فيما أوكل إليهم أمره، مما أعطاهم من قدرات ومن معجزات ومن كرامات وغيرها، بشكلٍ لا ينافي الاختيار.
أمّا قوله: {أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ}، فالأمر بطاعة الرسول (ص) بصفته رسولاً لله، فلم يقل (أطيعوا الله وفلاناً)، فلو فرضنا أنّه قال: أطيعوا الله ومحمّداً (ص)، أو أطيعوا الله وموسى (ع) أو إبراهيم (ع)، بالمعنى الذاتي للمسألة، بحيث كانت هناك طاعة لهذا الشّخص تختلف عن طاعة الله، فعند ذلك، يمكن أن يكون رداً على ما قلناه، لكنّه قال: {أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ}.
وفي آية أخرى يقول: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ}، لأنّ الرّسول لا يتحدث بشخصه، ولكنّه يتحدّث برسالته، سواء بتلك التي أوكل الله إليه إبلاغها، وهي القرآن، أو برسالته التي ألهمه الله إيّاها وأراد له أن يقوم بها من خلال الله، وهي السنّة فيما سنّه رسول الله (ص) مما أوكله الله تعالى إليه.
فليست هناك طاعتان، إنما هي طاعة واحدة، وهي طاعة الله تعالى، أمّا طاعة الرسول، فمن خلال أنّه يؤدّي عن الله سبحانه وتعالى، أي أطيعوا الله في كتابه، وأطيعوا الرّسول في سنّته، وأطيعوا الرّسول فيما يأمركم به من موقع الولاية التي ولّاها الله له {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}، {فَاتَّبِعُونِي} تعني أنه يؤدّي عن الله سبحانه وتعالى، فإذا اتبعتم الرّسول (ص) فقد اتّبعتم الله، وإذا اتّبعتم الله، فإنه يعطيكم الأجر، وهذا هو الفرق بين الأمرين. [النَّدوة، ج 4].
فلما كان الرّسول لا ينطلق من شخصه، في ما يأمر به النّاس أو ينهاهم عنه، بل من خلال صفته كرسول، يبلّغ عن الله ما يريد من النّاس أن يفعلوه ويتركوه، كانت إطاعته إطاعة الله، ومعصيته معصية لله، وتلك هي مهمّته ودوره في حياة الناس. [تفسير من وحي القرآن، ج7].
*من كتاب النَّدوة، ج 4- مسائل عامة، وتفسير من وحي القرآن، ج 7.